القمة الخماسية والهمس الصيني

بشفافية

القمة الخماسية والهمس الصيني

حيدر المكاشفي

قيل أولاً إنها قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري محمد حسني مبارك والقائد الأممي معمر القذافي بالرئيس عمر البشير، بحضور نائبه سلفاكير، ثم ارتقت درجة لتصبح قمة رباعية بعد أن أضيف اليها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي لم يكن أصلاً أحد المعنيين بهذه القمة، ولم يشارك في الترتيب والتخطيط لها ووضع أجندتها، ويبدو أن تزامن زيارته الرسمية للبلاد على رأس وفد رفيع من حكومته لمناقشة «القضايا ذات الاهتمام المشترك»، مع زمن إنعقاد القمة، هو وحده الذي فرض إضافته إليها، فليس لدى موريتانيا ما تضيفه في الشأن السوداني، وهذا ليس تقليلاً لها وإنما إقرار لحقيقة لا سبيل لـ «تذويقها»، هذا فضلاً عن أن انعقاد القمة نفسه كان يتأرجح بين «الشك واليقين»، بين نفي قيامها وتأكيده، والغموض الذي اكتنف أسبابها ودواعيها، فهذا كله يشير إلى أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي وصل البلاد قبل القمة، قد ألحق بها ولم يكن من مهندسيها أوجزءاً أصيلاً فيها، وهذا ليس هو المهم، المهم عندنا هو أنها قمة خماسية وليست رباعية، والدليل ان الفريق سلفاكير قد شارك فيها بوصفه ممثلاً للجنوب «في مقام رئيس جمهورية» ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان لمشاركته في القمة داعٍ في وجود الرئيس، فالقمة قمة رؤساء، ولهذا أنزلنا الفريق سلفاكير منزلة الرؤساء فأضحت القمة بهذا المنطق قمة خماسية وليست رباعية، وهذا أيضاً ليس هو المهم، المهم هو الهمس الذي سبق القمة ومازال يدور حتى بعد انفضاضها وعودة الرؤساء الى بلادهم..
لم يجد المتهامسون في البيان الختامي الذي صدر عن القمة ما يشفي غليلهم ويسكت همساتهم، وهكذا دائما هي البيانات الختامية الرسمية على خلاف اللقاءات البينية والثنائية التي في الغالب الأعم لا يتسرب منها شيء لأجهزة الإعلام، وتظل طي الكتمان في كل الأحوال، وما أفرز حالة الهمس هذه وساعد على تناميها هو أن القمة في مبتدئها ومنتهاها قد أحاطتها الضبابية ولفّها الغموض، وهذا ما جعل الناس يجتهدون لمحاولة كشف حُجب هذه الضبابية وإزالة الغموض، بعضهم مضى في اجتهاده إلى أدق التفاصيل، وبعضهم الآخر سمّاها مساومة أو مقايضة «هذا بذاك»، ويبدو أن هذا الهمس قد «انداح» على الطريقة الصينية التي يطلق عليها الإعلاميون «الهمس الصيني» «Chinese Whispering» ، حتى بلغ المسامع والاذان الكبيرة، مما اضطر السيد وزير الخارجية علي كرتي لإقحام اسم أوباما الرئيس الأمريكي في نفيه الذي قال فيه إن الرؤساء الذين شاركوا في القمة ـ ليس من بينهم بالقطع الرئيس الموريتاني ـ لم يأتوا حاملين «رسائل» من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ربما كان كرتي يرد على بعض الهمسات التي يمكن تفسيرها على ضوء نفيه بأنها همسات «توشوش» بأن الرئيس الأمريكي هو المهندس الحقيقي لهذه القمة، والواقع أن مثل هذه الهمسات ليست جديدة وإنما تكررت غير ما مرة، ومع كل منعطف تدخل فيه البلاد، ونفي مثل نفي كرتي لن يسكتها، تسكتها فقط الطريقة التي يحارب بها الإعلاميون «الهمس الصيني» نشر المعلومات والحقائق كاملة وعارية مهما كانت قاسية ومؤلمة…

الصحافة

تعليق واحد

  1. تاني يالمكاشفي…!! عارية !!! ما خلصنا من غير المحتشم تجي تجغمسا لينا!!!
    بعدين خليهم ينشروا الحقائق انشاء الله مستورة .. سترة علي الحاج .. او شبه مستورة عشان تقومو انتو الصحفيين بالكشف على مسؤوليتكم .. لكن عارية دي كتيرة
    ثم ان هذه القمة هي قمة تطمين وهدهدة لحدي ما ينعس وينوم الجماعة في العسل وتتم بعد داك عملية نصب الشرك الكبير…. ولان الصيد كبير كان لابد من ان تكون التحضيرات على قدر المسؤولية ويكون المخرجين المساعدين بدرجة رئيس حالي وليس رئيس سابق
    وناس ويكيليكس يشموها قدحة …. لكن بعد ما تتم العملية وتجي ساعة الانتقام من مبارك والقذافي يظهر لينا جيان اسانج بتسريبات لبرقيات كتبت وصورت وخزنت لليوم الابيض بعد يوم استقلال جنوب السودا ن.. او كما قال
    المحيرني ولد عبد العزيز .. هل شاهد عادل امام في شاهد ما شافش حاجة!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..