سنرفع الدعم عن المواطن لصالح المواطن ..!!‎

. عندما يبدأ المؤتمر الوطني الحاكم ، أي معركة مع المواطن ، دائماً ما يقوم ، بإقحام المعارضة لوسط هذه المعركة ، ليبرر فعلته ، وليظهر للناس ان مايفعله هو الصواب ، وان المعارضة لا تريد خيراً للمواطن ..!!

. وبالأمس صرح رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني ، بتمسكهم بقرار رفع الدعم عن المواطن ، وقال ان حزبه سيتصدى للمعارضة ( بالقانون )، في حالة معارضتها للقرار ، أو إستغلالها الوضع إستغلالاً سيئاً ، وقال أن المواطن يعرف تماماً أين المصلحة وأين الضرر ، وأضاف ، أن رفع الدعم عن المواطن يصب في مصلحة الشرائح الضعيفة ، ودافع عن سياسات حزبه الإقتصادية ، وقال ، أن البلاد اليوم تمر بأخطر مرحلة من مراحل الإصلاح الإقتصادي ، وقال ، أن السياسة القادمة هي سياسة الإقتصاد الحر الغير متخفي خلف الدعم الحكومي ..!!

. عشرات التناقضات ، والأخطاء التي صاحبت تصريح المؤتمر الوطني ، والذى لا نحسبه تصريح فرد ، وإنما هو تصريح من قبل القطاع التنظيمي ، مما يعني أنه رأي المؤسسة ، ومن المعروف ، أن المتضرر الوحيد والأساسي من قرار رفع الدعم هو المواطن المسكين ، أو قل الشرائح الضعيفة ، والتي ستعاني من إرتفاع أسعار الرغيف والخضروات وتعرفة الكهرباء الخ ، ولا زيادة في دخل الفرد ، وليس من المعقول أو المنطق ، ان ترفع الدعم عن المواطن ، ثم تقول ان هذا الأمر في مصلحته ، ثم بكل حنكة سياسية ، تحاول أن تصور للناس ان معارضو القرار هم أحزاب المعارضة فقط وليس المواطنين ، وليس من العدالة ان تحاول ، الوقوف ضد المعارضة بالقانون في حالة رفضها للقرار ، مع علم الجميع ، أن لا قانون في البلاد سوى ذلك القانون الذي يتماهى وقرارات السلطة ..!!

. نعم كلنا ضد القرار ، كل الشعب السوداني ضد القرار ، ومن حق دافعي الضرائب ، ومن حق العاملين في الدولة ، ومن حق الأمهات في المنازل ، والطلاب في المدارس ، من حق الأطفال وكبار السن ، من حق الفقراء والمساكين ، من حق كل من له حق في هذا الوطن ، أن يتمتع بالدعم الحكومي على جميع السلع الأساسية ، والخدمات الرئيسية من صحة وتعليم وكهرباء ، ومن حق الجميع ، معارضة هذا القرار الذي يدل على فشل كل الإصلاحات الإقتصادية التي قام بها حزب المؤتمر الوطني ، ولا قانون هنا يقف مع هذا القرار الظالم ، والذي ستتضرر منه ، كل الشرائح الضعيفة ومحدودي الدخل ، في ظل وضع يقف فيه 90% من الشعب تحت خط الفقر ، وفي الآخر يأتي حزب الهناء والسرور ، ليقنعنا أن رفع الدعم عن المواطن هو إصلاح إقتصادي ، وأن المستفيد منه هي الشرائح الضعيفة ، ثم يقحم المعارضة ويلوح لها بعصا قانونه الظالم ، لا أيها الحزب الحاكم ، ما هكذا تورد الإبل وليس بهذه الطريقة تؤكل الكتف ..

ولكم ودي ..

الجريدة