أخبار السودان

فتوي العلماء… جس .. ما بعد الذبح….ولكن..؟

فتوي العلماء… جس .. ما بعد الذبح….ولكن..؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

وأخيرا بعد ان اصبح السودان سودانين باعتبار ما سيكون كتحصيل حاصل للقسمة المخزية الثنائية بين المؤتمر الوطني ليحكم الشمال ..والحركة الشعبية لتحكم الجنوب..ويبقي الباب مفتوحا لكل صاحب عضلات ليرسم بمنطق السلاح الرقعة التي يريد ان يحكمها..وبعد مرور خمسة أعوام من عمر تلك الآتفاقية التي سمع بها حتي طرشان الآسكيمو.. هاهم من يسمون بعلماء السودان او بالأحري فقهاء السلطان قد سمعوا بتلك الاتفاقية بعد ان تفرغوا من فتاوي سفر الرئيس والختان الفرعوني..فاصدروا فتواهم بتحريم انفصال الجنوب لان في ذلك تفريط في ارض الوطن ..ولان ذلك سيكون خطرا علي( اخوتهم ) من مسلمي الجنوب وفق ما فهمنا من فحوي الفتوي..
وهو توجه جميل ان نجد علمائنا في الخطوط الأمامية لمقاومة الأنفصال الذي اقر به رجال الحكم علي أعلي مستوياتهم بانه اصبح واقعا لاجدوي من تضييع الوقت في امكانية النكوص عنه..
وهو أمر يدعو للتساؤل بصدق شديد ودون التقليل من مكانة اولئك العلماء من باب الأدب والآحترام.. اين كانوا طيلة السنوات التي تجاذب فيها طرفا الاتفاقية واختلفا كل غناء علي ليلاه.. بل اين نصائح اولئك العلماء الذي كان من الممكن ان يكون كأضعف الايمان لترشيد نظامهم الذي انشدوا فيه قصائد الثناء حمدا لتوجهاته نحو طيب المقاصد..الم يكن من الأجدر بهم وتخليصا لضمائرهم من سؤال الاخرة قبل الدنيا ان يقولوا لاولي الأمر الذين ركبوا الوسائل تبريرا للغايات..ان التفاوض في حد ذاته لا تثريب عليكم فيه ولكن التنازلات حرام ..وما جدوي تحريم الأستفتاء وقد نزلت صناديقه في مطارات الشمال قبل الجنوب؟
أم انها فتوي من قبيل صب الزيت علي نار الفترة الحرجة التي تداعت فيها كل الأصوات بان يكون الأستفتاء في موعده وان يقبل كل الأطراف بنتائجه ايا كانت؟ ولعل القمة الرباعية .. ذات ( القد ) الخماسي واحدة من الشواهد علي ذلك..كمثال حي.. لمن يقرأ بين السطور.. وهو أعشي..؟
ان تلك الفتوي جاءت ..صحيح متأخرة ..بالفعل ولكنها ليست مبرأة من غرض التحريض علي الفتنة في باطنها وان كانت تحمل في واجهتها ملامح الحرص علي وحدة الوطن ..بكلياته ..و ضمان أمن وحياة مسلمي الجنوب ..الا انها في راي المتواضع .. هي دعوة لاحياء فتنة ما أسموه جهادا في بدايات الآنقاذ .. سيفتح الباب لتوافد المهوسين من كل فج وصوب .. بدعوي مناصرة المجاهدين من أهل السودان في مواجهة النصاري من الجنوبيين ..وهي خطة ستتسع دوائر حرائقها بدعم ايراني ..يسهل تحرك عناصر القاعدة رغم اختلاف مذهبهم مع شيعة ايران .. ولكن فقه الضرورة الذي يبيح لهم بيع المخدرات لدعم الجهاد لن يعجز عن فتوي التقائهم علي ارض السودان مثلما تلاحموا مع الحوثيين في اليمن .. ليصبح سوداننا من جديد مرتعا لهم بعد ان ضاقت عليهم دوائر افغانستان.. ومددت امريكا خطواتها في تعقبهم داخل ارض اليمن المتاخمة للسعودية الغالية علي الحليف الامريكي..
اذا هي فتوي ظاهرها حق وباطنها أقرب الي الباطل ان كانت ستجر رجل السودان الي المشي علي الجمر مرة أ خري.. فتوقيتها مع دعوة البشير لمراجعة دستور البلاد .. وحذف المواد التي لا تتماشي مع الشريعة وفرض اللغة العربية و هجر الدغمسة اي الرطانة.. و هضم حق الاثنيات والثقافات غير العربية .. انما هو مؤشر لتحويل ارض السودان الي عراق المجاهدات المشبوهة أو صومال لعب العيال الاسلاميين اوحتي يمن العيار المنفلت.. ولسسنا ناقصين ان يزيد علي جحيمنا حطب التنطع الذي كان الشرارة الأولي لمأستنا التي بدأت بقوانين سبتمر البغيضة واعاد حريق الجنوب وانتهت بنا الي نيفاشا.. التي أكملت الناقص بايدي اخوتنا الاسلاميين ..سامحهم الله.. وهاهم علماؤهم ..يدقون نحاسهم لنفير الاسنتجاد بنشامي الجهاد في دعوة مبطنة ..هي فتوي مبتداها ..ينبي عن خبرها ..لو تصفحنا جيدا .حروفها ومعانيها ..فانتبهوا يا أهل السودان وتعلموا من دهاء ومكرالكيزان. المتستر في علماء السلطان. والله المستعان ..وهو من وراء القصد….

تعليق واحد

  1. هو كما قلت سعى لاشعال نار الفتنة او التلويح بذلك(وهذا ما اعتقده شخصيا)
    الا انه للاسف لن تجد هذه الدعوة مناصرين لها من الداخل فالشعب السودانى عرف حقيقة هؤلاء العلماء وعرف حقيقة هذا النظام الفاسد فى كل شى وعليه فمن غير الممكن رفع راية الجهاد مرة اخرى وعليه فان الهدف الواضح (هو التلويح والتهديد فقط)
    حتى الحركة الشعبية تعتقد اعتقادا جازما بان الانقاز اصبحت بدون مخالب فيما يختص بالحرب (متخصصة فقط فى تعزيب وتنكيل الشعب الذى لا حول ولا قوة له (الاعزل)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..