السودان…صناعة الموت وضرورة البديل

د. حيدر ابراهيم علي
(1)
لحق هذا الاسبوع د.خليل إبراهيم بالسلف الوطني الصالح الذي وهب حياته لوطنه ومبادئه حتي وصل الي موت يغيظ العدو.فقد مات واقفا ورأسه الي السماء،وليس جالسا في شيراتون الدوحة المترف ليوقع علي اتفاق لا يحقق لشعبه السلام الحقيقي،والتنمية المستقلة،والمحاكمة العادلة لمجرمي الحرب. وهو الآن علي مقعد تاريخ نبلاء السودان الذين افتدوا الوطن: بالروح بالدم،حقيقة وليس هتافا في مظاهرة أو تجمع. فقد انضم للعظماء الذين اوصلتهم وطنيتهم، وصدقهم الفكري قولا وعملا الي حبل المشنقة أو قصف الصواريخ. هو الآن آخر الواصلين لسلسلة الخلود والعظمة الممتدة من الخليفة عبدالله والآف الانصار، وعلي عبداللطيف وصحبه،وود حبوبة وأهله،ومحمود محمد طه، وعبدالخالق محجوب،وصلاح بشري،والشفيع احمد الشيخ،وجوزيف وجون قرنق ورهطهم من الجنود المجهولين ورفقاهم في دارفور وجبال النوبة،وجنوب النيل الأزرق،وكل الضباط الثوار من علي حامد حتي كرار وبليل ورفاقهم من ابطال28 رمضان؛وغيرهم وغيرهم.هذا الوطن العظيم روى ثراه دم غزير وطاهر،ويستحيل ان يترك لشذاذ الآفاق هؤلاء أن يدنسوه ويزنوا به. فقد اكمل(خليل) دوره الشخصي بفعل القدر،ولكن رسالته الوطنية تستمر حتي يكتمل الدهر نفسه.لذلك لا بكاء ولا عزاء علي (خليل) ولكن كثير من الحزن والاصرار من أجل تحقيق قيم العدل والمساواة ?كل بوسائلة وقناعاته. فهذا الشعار-الإسم له دلالاته ورمزيته،لان العدل كلمة تزيد علي المساواة باعطاء حقوق ايجابية ،لذلك تعني تحقيق:الديمقراطية،والحرية،والكرامة الإنسانية مع الخبز الطاهر والكافي والكريم.وتؤكد المساواة حقوق المواطنة الكاملة رفضا لكل أشكال التمييز العرقي، والديني، والثقافي؛ والتهميش الاقتصادي-الاجتماعي. لذلك،شعار الحركة ليس محدودا بمنطقة،أو بأجل ولا مرحلة بل غاية اختارتها الحركة الوطنية الديمقراطية الديمقراطية السودانية جمعاء منذ عهد الكفاح ضد الاستعمار في نهاية اربعينيات القرن الماضي.ولكن غايات الحركة الوطنية الديمقراطية،تعرضت منذ الاستقلال الي نكسات،وخيانات،وسرقات لاسباب ذاتية وموضوعية.وقد حان وقت التجاوز والمراجعة في مناسبة جليلة ومع وجود حركة سياسية يمكن أن تقبل التحدي.
(2)
تٌخلد ذكرى (خليل) بتأكيد أن حركة (العدل والمساواة) هي جزء اصيل من هذه الحركة الديمقراطية،وبالتالي عليها التعاون مع كل القوى الوطنية الاخري،وأن تبحث عن اشكال التحالف الفعّالة والمجدية مع هذه القوى بصورة جماعية وفردية:حركات مسلحة،احزاب سياسية، منظمات مجتمع مدني،شخصيات وطنية،طرق صوفية،اتحادات اقليمية.والبداية لهذا تقديم خطاب سياسي جديد واضح وقاطع ضد الجهوية، والعنصرية المضادة.وتنقية الخطاب الحالي من كل ايحاءات الجهوية،والعنصرية المدافعة عن نفسها باستخدام أسلحة العدو الذي يقصد ايقاعها في فخ العنصرية المضادة.وفي هذه يعمل علي عزلها عن حلفائها الحقيقيين لانهم ستقوم بادراجهم ضمن الجلابة أو اولاد البحر.وبتأكيد ذلك علي مستوى الممارسة، والسلوك،والعمل السياسي المشترك،وهذا الابتعاد عن لغة وتصنيفات مثل اولاد الغرب والجلابة أو اولاد البحر،والزرقة والعرب.ومن هنا تكون أي ميول للدارفوريين للعزلة،وفصل أو تمييز قضاياهم عن قضايا السودان الكبرى؛هو انتصار لخط النظام العنصري والتمييزي،وشق للصف الوطني الديموقراطي . فالصراع سياسي-اقتصادي وما القبلية والجهوية الا أقنعة لاخفاء الاسباب الحقيقية:الفشل التنموي،سوء ادارة التنوع الثقافي،شكلانية الديمقراطية.وهذا الخطاب الجديد المطلوب للحركة يهدف لطمأنة الآخرين،ولاثبات أننا أمام حركة قومية تسعي لجمع السودانين الديمقراطيين جميعهم في منبر موحد علي برنامج الحد الادني.ولا أظن أن الحركة الي جهد يبدأ من البداية الاولي لتقديم وثائق لمثل هذه المبادرة.ففي خطاب (خليل )للجماهير عقب وصوله سلاما من ليبيا،اسس وعناصر لورقة عمل ولاحقا ميثاق تتبناه الحركة وتدعو-بعد الانتهاء من صياغته- القوى الاخري للانطلاق منه. فنحن نقرأ في أحد الاجزاء ما يلي:-
"حركة العدل و المساواة السودانية حركة قومية تنشد الاصلاح السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الشامل للوطن كله، و تعمل من أجل إقامة دولة مدنية ديموقراطية عادلة، تكون المواطنة فيها مناط الحقوق و الواجبات، و تقف على مسافة متساوية بين مواطنيها، بغض النظر عن إنتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الجغرافية أو ألوانهم أو خياراتهم السياسية. وطن يفتخر بتنوع ثقافاته، و يجهد في تنميتها، و يحارب النزعات الإستعلائية الأحادية العنصرية التي أدت إلى فصل جنوبنا العزيز، و يعمل على تفتيت ما تبقى من الوطن."(خطاب العودة25 سبتمبر2011)
في حالة تبني الحركة هذه المبادرة فهذا لا يتطلب تخليها عن تحالف(كاودا)،
ولا تخلي(المهدي)عن الاجندة الوطنية علي أن يحترم حق الآخرين في اختيار وسائلهم في الكفاح.ولا يقتضي الأمر تراجع(قوى الاجماع الوطني)عن الانتفاضة الشعبية.لابد أن تقوم المبادرة علي أسس جديدة لتشكيل جبهات العمل المشترك.وهذه المرة لابد أن تكون أول فعالية أو نشاط،هو عقد ورشة عمل تناقش سؤال: لماذا فشلت كل تجارب العمل المشترك السابقة بدءا من التجمع الوطني الديمقراطي حتي الجبهات الكثيرة الحالية؟وأن تقدم كل التنظيمات السياسية اوراق نقد ذاتي عن دورها في الفشل.هناك حاجة ماسة لنوع آخر من العمل التمهيدي،علي هامش هذا المؤتمر، له طابع ثقافي- نفسي خاص بنا نحن كبشر تنقصنا صفات أن نكون ديمقراطيين صادقين،نقبل الاختلاف ونحترم بعضنا.فقد لاحظت ميلا واضحا بيننا علي ان نبخس اشياء بعضنا، ولا نذكر بعضنا كثيرا بالخير،ونعاني من النيران الصديقة اكثر من نيران العدو الواضح.لذلك،هناك حاجة ماسة لورشة تضع مدونة اخلاقية أو ميثاق شرف اخلاقي يوجه اسلوب العمل.فالفشل السابق والحالي في العمل المعارض ليس سببه نقصا في البرامج أو الرؤى السياسية أو الايديولوجيات بل هو نقص في الاخلاق والحميميةالانسانية،والصدق،والقدرة علي التضحية والايثار دون انتظار مكافأة مادية أو معنوية .ولابد من تلافي هذا النقص قيل الانحراط في أي عمل لان هذا هو مقتل كل التجارب السابقة،ولم تفشل الا بسبب غياب هذه القيم والاخلاقيات التي يستند عليها أي نضال اصيل وجاد وغير انتهازي.
(3)
اتمني ان تكون للحركة الثقة في نفسها وفي قدراتها علي القيام بهذه المبادرة، وهناك
الكثيرون المستعدون لمساعدتها.واعتقد أن من أهم أسباب النجاح والقبول كون المبادرة قد تجئ من حركة تصنف هامشية.كما انها تجمع بين العمل العسكري والسياسي المدني.وهذا الدور كان يمكن ان تقوم به الحركة الشعبية لتحرير السودان،ولكن بعض الشماليين في الحركة اجهضوا باصرار-ولاسباب ذاتية-توجهات الحركة القومية.والآن هذه مسؤولية حركة العدل والمساواة.ولكي يتحول الحزن علي اغتيال زعيمها الي فعل ايجابي يخلد ذكراه،ويواصل نضالاته لتأكيد أن قضية السودان ودارفور ليست مقصورة علي شخصيات وزعامات ولكنها قضية شعب كامل.
هذا هو تعبير الديمقراطيين والمحبين لما يمثله (خليل) عن حزن انساني عميق.
ولا تكتمل الصورة الا بمعرفة ردود فعل صنّاع الموت واعداء الحياة لاغتيال(خليل).
وفي محادثة صباحية مع والدتي وهي امية وذات اسلام شعبي اصيل، تحدثنا عن الاخبار كالعادة، بادرت:-" عليك الله شوف الحريم الغبيانات ديل عاملات مظاهرة عشان كتل خليل عثمان-هكذا تسميه- الموت كمان فيهو شماتة؟".وقد اراحني عمق التعليق الحكيم وكنت قبلها مصاب بشئ من الغثيان بعد رؤية نساء المؤتمر الوطني في موكب مبتهج يلوحن باغصان النيم باياد مثقلات بالذهب المشغول، ومزينات بآخر" نقشات" الحناء وظلال الدخان أو البخور.ويبدو ان الذهب والحناء صارا من السنة المؤكدة في فقه الانقاذ،فهما يملأن التلفزيون والمجلس الوطني وكل الاجتماعات والمواكب. رغم أن صحيح الدين يقول بأن المرأة تتزيين لزوجها وفي بيتها فقط وليس في مظاهرات تمجيد الموت. ولقد استغربت فعلا لتكوين نساء الانقاذ الطبيعي والنفسي،فالمرأة الطبيعية هي صانعة للحياة والخصوبة والنماء والخلق والجمال.ومن تشوهات الاسلامويين الانقاذيين أن يجعلوا من المرأة كيانا اقرب الي البوم والخراب وعزرائيل.وهذا يفسر لماذا يعيشون مع زوجاتهم وفي نفس الوقت يبحثون عن النساء-النساء في الشاطئ الآخر لواقعهم.كانت المظاهرة دليلا علي اعادة صياغة المرأة السودانية من خلال نساء انابيب انقاذية بالتاكيد لم تلدهن امهات سودانيات عارفات لمعني الحياة والامل كارهات للموت خاصة حين يكون في شكل جريمة اغتيال.المظاهرة عار علي تاريخ المرأة السودانية حين تشمت من الموت.
يأبي رأس الدولة الا ان يكمل معزوفة الابتهاج بصناعة الموت في جريمة كاملة العناصر. فقد وصف(البشير) التآمر والغدر والاغتيال بأنه" قصاص رباني" فالانقاذيون في تجديفهم الديني عينوا لها ربا مع قائمين المستشارين يقوم لهم بالاقتصاص من خصومهم.وهو بالتأكيد يختلف عن رب المسلمين وكل المتدينين،لانه العادل،العليم،الخبير،البصير.ولانه بهذه الصفات: فالعادل لا يقتص من يدعو للعدالة والمساواة؛ولا يمكن الا يكون عالما وبصيرا بحيثيات وأدلة المحكمة الجنائية الدولية.وهذا ما نرفضه في الدولة الدينية ان تقحم الرب أو الله في جرائمها لتعطيها قداسة وحصانة.
(5)
وفي الختام لابد من الاسراع في ازالة النظام وليس اسقاطه،فهو قد سقط منذ زمن،ولكنه ظل متكئا علي عصا سليمان .ولكننا نتردد في الدفع به الي هاويته المستحقة.ونأمل أن تكون البداية بالمبادرة الجديدة.وهذا نظام اسقط نفسه بنفسه ،فعليك أن تقرأ بيانه الاول أي وعوده وتقارن ذلك بالحال الآن.وسقط حين ضحي بعرابه وابيه عام1999 فصار يتيما وبلا رأس أو فكر،واكمل سقوطه بفصل الجنوب.وسقط مع فيديو جلد الفتاة في مكان عام،وسقط حين رد منظره ودرعه (نافع علي نافع) علي تهم محمد حسن في الجامعة، بالاعتقال وليس بتفنيد تهم الفساد علانية، والقائمة تطول كدليل لواقع السقوط الفعلي المتكرر.والمهمة الآن أن نعمل بجدية علي الإزالة الكاملة لركام وبقايا عصبة تحكم.
د. حيدر ابراهيم علي
[email protected]
احسنت اخى حيدر.
.وهذه المرة لابد أن تكون أول فعالية أو نشاط،هو عقد ورشة عمل تناقش سؤال: لماذا فشلت كل تجارب العمل المشترك السابقة بدءا من التجمع الوطني الديمقراطي حتي الجبهات الكثيرة الحالية؟وأن تقدم كل التنظيمات السياسية اوراق نقد ذاتي عن دورها في الفشل.هناك حاجة ماسة لنوع آخر من العمل التمهيدي،علي هامش هذا المؤتمر، له طابع ثقافي- نفسي خاص بنا نحن كبشر تنقصنا صفات أن نكون ديمقراطيين صادقين،نقبل الاختلاف ونحترم بعضنا.فقد لاحظت ميلا واضحا بيننا علي ان نبخس اشياء بعضنا، ولا نذكر بعضنا كثيرا بالخير،ونعاني من النيران الصديقة اكثر من نيران العدو الواضح.لذلك،هناك حاجة ماسة لورشة تضع مدونة اخلاقية أو ميثاق شرف اخلاقي يوجه اسلوب العمل.فالفشل السابق والحالي في العمل المعارض ليس سببه نقصا في البرامج أو الرؤى السياسية أو الايديولوجيات بل هو نقص في الاخلاق والحميميةالانسانية،والصدق،والقدرة علي التضحية والايثار دون انتظار مكافأة مادية أو معنوية
شكرا استاذنا الكبير حيدر فمقالاتك تصلح ان تكون برامج و مواثيق عمل يحتذى به الجميع — ارجو ان يتمعن كل من له مصلحة فى شفاء هذا الوطن فى هذا المقال جيدا وهو بمثابة هدية للشعب السودانى من حلفا الى نمولى ومن الجنينة الى جزيرة مقرسم بمناسبة الاستقلال الذى لم ياتى بعد ولن ياتى الا عبر الاصغاء جيدا لبعضنا البعض
شكرا د حيدر على التوصيف الجيد لهذا البلاء الذي اسمه الانقاذ.
نعم صنعت الانقاذ نساء يتبارين ويتسابقن على الذهب والثياب وآخر موضات البيوت والديكور والاثاث ويبتن يخططن لهبات المال الحرام والحوافز اغداق من لا يملك على من لا يستحق ،وعطايا لصوص الخدمة العامة ومنح قطاع طريق الشرفاء من ابناء السودان.
انهن نبت غريب كالانقاذ نفسها
سيأتي يوم تصحح فيه الاوضاع ويحاسب فيه مرتكبي السرقة وآكلي المال المسروق
اتفق مع د حيدر عل كل ما ذهب الية واتمنى على الحركة الوطنية السودانية ان تجعلة ضمن اجندتها —- اما تسميتة لسلسلة الخلود فاستميحة ان يضيف اليها الواء اورتشى وبقية شهدا بيت الضيافة الذين تمت تصفيتهم بدم بارد عصر يوم 20 يوليو دون ذنب اقترفوة
الدكتور خليل احد اركان النظام فقد كان وزيرا ومجاهدا في الانقاذ سفك دما كثيرة مع المجاهدين والان سفك دماء كثيرة مع قوات قبيلته . واصبح عباً حتي علي الحركة نفسها بفضل تعنته ودعوته لقيام دولة دينية .ليس فرق بينه وبين زبانيته الذي فرقتهم المصلحة وليس الدين الحنيف . نتمني علي الحركة ان تتجه اتجاها دمقراطيا وان تلجا الي حمل راية السلم كما طلبتها بان تكون دمقراطية نطالبها ان تكف عن السلاح والبد في حملة شعبية عامة لكي يسقط النظام الفاسد . كل الذي نتمناه ان نحافظ على اروح المساكين من شعبنا في كل بقاع السودان .
وفي الختام نحسبك من قواد التنوير في البلاد دكتور .
بارك الله فيك فقد شخصت العلل ووضعت العلاج
لم تترك شيئا ليقال استاذنا العزيز، لخصت المأساة كلها إنتهاء بحال النسوة نسوة الانقاذ االذين تصور مظاهرتهم ابتهاجا بالموت ابدع تصوير يعكس وجه الانقاذ القبيح بقيمه المشوهة التى لا تمت لوطننا بصلة كأنك تعيد السؤال القديم الجديد: من اين اتى هؤلاء المشوهون؟ تصور مظاهرتهم اسباب دمار وطننا واسباب الوكسة التى نعيش فيها وتوضح بجلاء ان بقاء المشوهين على ظهورنا سيمضي يفرغنا من كل شئ ويدمرنا ويدمر وطننا بمثلما يدمر تعايشنا ويفرغ دواخلنا من الاخلاق.
انضم الخليل لقائمة ابطالانا الذين لم يتواروا مثل كلاب الانقاذ خلف سلطة زائفة غير شرعية او اجهزة امنية هي مجرد عصابات من قطاع الطرق وشذاذ الافاق، وما دامت حواءنا تنجب امثال خليل واسلافه ممن يفضلون الخنادق على الفنادق فان اوان حساب الطغمة سيحين ولو بعد حين.
التحية والتجلة لك د. حيدر….
فلقد لاحت تباشير سقوط هذا النظام البغيض ..وماهى الامسالة زمن وبعدها سيعود كل شئ الى موقعه السابق باذن الله…فاهلا بالربيع السودانى الذى تاخر كثيرا وآن الاوان ان ياتى …
دكتور حيدر
شكرا على هذا المقال القيم الذي يؤكد خبث وفساد هذه العصبة والذي أضحى معلوما للجميع.
إن فض سرادق العزاء بالبنبان وتعليقات أركان الإنقاذ بعد تنفيذ هذه الجريمة النكراء مظاهرات فاسدو وفاسدات الإنقاذ ابتهاجا بموت بطل استشهد في ميدان المعركة بنيران أجنبية مدفوع لها الثمن من قبل خصما على كرامة البلاد والعباد يؤكد الضرورة على تضافر كل الجهود من أجل كنس هذه العصابة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
إن حزنك النبيل الذي عبرت عنه في هذه المقالة يعكس حزن كل سوداني أصيل وإصراره على التخلص من هذه العصابة الفاسدة والرمي بها في مزبلة التاريخ.
هذا هو تعبير الديمقراطيين والمحبين لما يمثله (خليل) عن حزن انساني عميق
من يريد الديمقراطية لا يلجا للسلاح والتقتيل لبلوغ هدفه
تالله .. ووألله أجمل وأروع ما قرأته فى خواتيم 2011 ل د. حيدر .. خاصة عبارة ( لابد من الاسراع فى ازالة النظام وليس اسقاطه .. فهو قد سقط منذ زمن) حلوه منذ زمن دى …
ومن ثم قال لا فض فوهه .. ( المهمة الآن أن نعمل بجدية على الإزالة الكاملة لركام وبقايا عـصبة تحكم ) وتتحكم ..فكل كتاباتك وخطاباتك شديدة اللهجة وتتسم بالغلظة أحيانا .. ولكنها فى المقابل لغة واثقة وصريحة لا تحتمل أى تأويل ..
* عاوزين كشباب (روشته) يادكتور .. كيفية ازالة الركام دون أن ندخل فى مسلسل الفوضى الخلاقه .. وانقلاب القصر .. والبيان رقم (1) .. ماهى الآليه المثلى للازاله ..
أم نقول كما يقول الامام ( أزيلوا النظام يرحمكم الله وقوموا الى صلاتكم يرحمكم الله وأقم ألصلاة …
يا .. دكتور حيدر ..
يقول العقلاء فى بلادى إن أكبر نجاح حققه النظام ليس فى إطالة عمره .. وفى نهبه لخيرات البلاد وثرواتها وتشريد لملايين الاسر السودانية بداخل البلاد.. بل النجاح فى سر بقائه جاثما رغما عن أنف الجميع .. بتشرد ومضايقة وغياب اكبر قطاع مثقف ومهنى وقيمى من أميز قطاعات الشعب السودانى بتوزعه وتشتته فى المنافى والمهاجر والشتات من كندا حتى أستراليا ..
اولئك الذين خرجوا بدواعٍ مختلفه ولكنهم معارضون للنظام الحاكم .. هؤلاء ليسوا بالمواطنين العاديين بل هم وفى معظمهممن اقوى كوادر التنظيمات السياسية وقوى المجتمع ألمدنى …. هم وحدهم من بيدهم القوى لتغيير النظام ولذلك حرص النظام على ترك الباب لهم مواربا لخروج هؤلاء ومن بقى كانت السجون
وقهر المال كفيلين بالحد من طاقاتهم وحركتهم فاصبحوا لا حول لهم ولا قوة …
نـعـم .. يا .. دكتور حيدر .. فالغالبية العظمى التي بيدها التغيير بعيدة كل البُعد عن كل ما تتكرم بكتابته … لسبب بسيط جدًا انها لا تجد (قوت) ولوازم عيالها وطلبات
( أم العيال) التى لا تنتهى .. فأن هى وجدت المال لم تجد الوقت للحوار العقلانى ..
اذا ما الحل ؟ .. يا .. دكتور حيدر ..
يرى (العقلاء ) أن ألحل فى هجرة عكسية وعودة جميع وكل الكوادر المقتدرة لداخل البلد (لبث الوعى) من جديد فى جيل تولت الجبهة
الاسلاموية عبر آلياتها الاعلامية فى تشويش وتغبيش وارهاب ألعقول .. والقلوب ..
وحتى ولو افترضنا جدلاً ( سقط ) أو ( تساقط ) النظام من داخله فمن هو البديل ؟
نقولها وبالصوت العالى .. نعم للازاله ولكن من البديل ؟ نريد البديل .. لا نريد البديل بدون طرح بديل عقلانى ياأخ حيدر ..
معظم احزاب ألساده المسمى مجازاً (بالسياسية ) لا تجد من يستكتب لها برامجها ومن ثم ينفذ خططها ب(الداخل) ناهيك عن القدرة على ادارة بلد بعد زوال نظام كارثى فاسد كهذا ألنظام … لا نريد سياسة لبرامج ألساده ألسلبية ذات التجربه المكروره المعروفه ..
* ألمهم .. أن نؤسس لتغيير جذرى فى نظام الحكم القائم بالخرطوم .. ومسارنا هو مسار تنمية الولايات لنعطِ الاولوية ( للتحديث والعصرنة ) .. أننا كشباب ندعو فعليا للانقلاب على الدستور الحالى لأنه سلعة مغشوشة وخدعة وبضاعه مضروبه …
فالرجاء الاخير أخ حيدر .. حقا هو أن تُساند ضعفاء ألبلد الذين يعانون كل يوم فى كل صباح رحلة تحصيل القوت اليومى فى غياب حركات إصلاحية تمتلك برامج اقتصادية واجتماعية بعد ذهاب (البترول) وبالتأكيد نحن لا ننتظر كرم ( الاسلامويين ) بعد الجفاف ..
وفى الخـــتــــام .. نردد معك
لا تهاون حتى رحيل كل حاشية نظام المؤتمر الوطنى الفاسد ….
لا تهاون حتى محاكمة رؤوس ألنظام وتعليقهم من رقابهم فى ميدان المولد بالسجانه …
نأمل أن يبدأ العام الجديد 2012 بفكر جديد وعهد جديد يبدأ برحيل كل طغاة وقطاع الطرق الجاثمين على صدورنا منذ 89 ..
وللحديث بقيه … مادام فى العمر بقيه …
الجعلى البعدى يومو كلو خنق فى كتابات حيدر ابراهيم (الجعلى)
من مدينة ودمدنى السٌُــنى .. ألطيب أهلها … والراقِ زولا …
مافي ثورة وما في ربيع طالما عشرين عسكري بفرقو الف من شفع الجامعات هذه اصبحت قناعة عندي (الشعب السوداني شعب مليء بالحقد والحسد حتى الذي لا يحب الحكومة ولا يؤيدها يقول ن تحت تحتان البوشي هذا يحب ان يظهر ويكبر كومو سبحان الله دي بلد دي ياخي ما يكبر كومو قدر الجل طالما قال كلام اجعص راجل ما بقدر اقول ربعو و لمنو لي ابوالعفين دا شعب يفجر ثورة الله اعلم
وفي محادثة صباحية مع والدتي وهي امية وذات اسلام شعبي اصيل، تحدثنا عن الاخبار كالعادة، بادرت:-" عليك الله شوف الحريم الغبيانات ديل عاملات مظاهرة عشان كتل خليل عثمان-هكذا تسميه- الموت كمان فيهو شماتة؟".وقد اراحني عمق التعليق الحكيم وكنت قبلها مصاب بشئ من الغثيان بعد رؤية نساء المؤتمر الوطني في موكب مبتهج يلوحن باغصان النيم باياد مثقلات بالذهب المشغول، ومزينات بآخر" نقشات" الحناء وظلال الدخان أو البخور.ويبدو ان الذهب والحناء صارا من السنة المؤكدة في فقه الانقاذ،فهما يملأن التلفزيون والمجلس الوطني وكل الاجتماعات والمواكب. رغم أن صحيح الدين يقول بأن المرأة تتزيين لزوجها وفي بيتها فقط وليس في مظاهرات تمجيد الموت. ولقد استغربت فعلا لتكوين نساء الانقاذ الطبيعي والنفسي،فالمرأة الطبيعية هي صانعة للحياة والخصوبة والنماء والخلق والجمال.ومن تشوهات الاسلامويين الانقاذيين أن يجعلوا من المرأة كيانا اقرب الي البوم والخراب وعزرائيل.وهذا يفسر لماذا يعيشون مع زوجاتهم وفي نفس الوقت يبحثون عن النساء-النساء في الشاطئ الآخر لواقعهم.كانت المظاهرة دليلا علي اعادة صياغة المرأة السودانية من خلال نساء انابيب انقاذية بالتاكيد لم تلدهن امهات سودانيات عارفات لمعني الحياة والامل كارهات للموت خاصة حين يكون في شكل جريمة اغتيال.المظاهرة عار علي تاريخ المرأة السودانية حين تشمت من الموت.
الله يبارك فيك وفى مقالك
اين الميثاق الذى صاغته مجموعة البروف فاروق محمد ابراهيم……وقد بدأ البعض بالفعل فى توزيعه على نطاق واسع …….فهو يشكل خارطة طريق واقعية لماينبغى فعله.
نــــــــــعــــم المهمة الآن أن نعمل بجدية علي الإزالة الكاملة لركام وبقايا عصبة تحكم
الإزالة وليس الاصلاح
فاليخسىء كل دعاة الاصلاح والمهادنة
من الصادق المهدي إلى برينستون ليمان:mad: :mad:
اكثر ما يحيرني في تعليقات القراء هذا (الجعلي البعدي يومو خنق)تعليقاته رائعة وقوية ولكن يناقض ذلك :
أولا اسمه فيه احتفاء ساذج بالعنصرية واشاعة القبلية وتفاخر ساذج بانه بيعدي يومو خنق وهذا اذا ما قرئ مع قوة تعليقاته نجد انه يناقض نفسه كثيرا
ثانيا : في تعليقه عن مقال دكتور حيدر هذا يبدأ التعليق بقوله(تالله .. ووألله أجمل وأروع ما قرأته فى خواتيم 2011)
صحيح ان مقال دكتور حيدر رائع جدا وفي الصميم ، وجاء فيه 0والبداية لهذا تقديم خطاب سياسي جديد واضح وقاطع ضد الجهوية، والعنصرية المضادة.وتنقية الخطاب الحالي من كل ايحاءات الجهوية،والعنصرية المدافعة عن نفسها باستخدام أسلحة العدو الذي يقصد ايقاعها في فخ العنصرية المضادة.وفي هذه يعمل علي عزلها عن حلفائها الحقيقيين لانهم ستقوم بادراجهم ضمن الجلابة أو اولاد البحر.وبتأكيد ذلك علي مستوى الممارسة، والسلوك،والعمل السياسي المشترك،وهذا الابتعاد عن لغة وتصنيفات مثل اولاد الغرب والجلابة أو اولاد البحر،والزرقة والعرب.ومن هنا تكون أي ميول للدارفوريين للعزلة،وفصل أو تمييز قضاياهم عن قضايا السودان الكبرى؛هو انتصار لخط النظام العنصري والتمييزي،وشق للصف الوطني الديموقراطي . فالصراع سياسي-اقتصادي وما القبلية والجهوية الا أقنعة لاخفاء الاسباب الحقيقية
هذا كلام جميل ورائع ولا يستقيم مع راي من يعتد باسمه (الجعلي البعدي يومو خنق) وخاصة ان هذا الشخص كتب في تعليقه مايلي (الجعلى البعدى يومو كلو خنق فى كتابات حيدر ابراهيم (الجعلى)
ارجو من الاخ ان يغير اسمه الى اسم لا ينضح عنصرية وقبلية حتى يستمتع القراء بتعليقاتك الجيدة ولا ينفرون حينما يقراون اسمك
رحمه الله .. عاش كوزا ومات كوزا
والله يا د/حيدر قد اوفيت المقال ولم تترك شارده او واردة الا و ذكرتها , وبالجد نحن نحتاج قلمك فى الفتره االحاليه والمقبله لترتيب الوضع وجمع الصف والتخلى عن الاجندات الخاصه على ان يجمعنا هذا المريض المسمى بالسودان حتى نخرجه من غرقة الانعاش ويعود كما كان قبل الانقاذ يسعنا جميعا فى حضنه .
يا اخوانا وين شوقى بدرى مختفى ليه اكثر من اسبوع والله انا بخاف عليه من العصابات المنشره دى الله يحفظ كل شرفاء بلدى
إغتال المشير النميرى الأستاذ محمود محمد طه بمؤامرة من الإسلامين فى شهر يناير 2005 ولم يمر أكثر من 3 أشهر إلا والشعب يطيح بالنميرى،،،،
واليوم المشير الآخر البشير يغتال الدكتور خليل إبراهيم بمؤامرة أخرى من الإسلاميين لكن سيحدث بعدها ما حدث فى أبريل 1985،،،
الربيع السودانى آت،،، هذا الربيع القادم،،،
إغتيال خليل ما هو إلا بداية السيناريو،،،،
الخليفة عبدالله !!!! دى بالغت فيها يا دكتور .
الحصل شنو ؟