الغرب والإسلاميين..كمثل العنكبوت اتخذت بيتا

يبرز اليوم على الساحة الإسلامية اتجاه سياسي إرهابي تكفيري يقدم نفسه على انه يمثل الإسلام الصحيح و غيره انحراف و هرطقة . هذا الاتجاه أصبح مؤثرا على الساحتين
الإسلامية و العالمية و تسعى أمريكا و الغرب و الشرق مع الحكومات الإسلامية و
غالبية الشعوب الإسلامية للتصدي لهذا الاتجاه و منعه من تنفيذ برنامجه السياسي
المعلن و هو اشعال الحرب ضد غير المسلمين بدعوى الدفاع عن الاسلام و المسلمين و
الحرب ضد المسلمين المخالفين بدعوى الانحراف . و نلاحظ ان هذا الاتجاه يروج لمعركة..التي يلوكها عالم الانقاذ الكاروري في خطبه المملة
“هرمجدون” واسطرة الصراع الاقتصادي بين الرأسمالية الاحتكارية والدول النامية و يتحمس لها بنفس الدرجة التي نلاحظها عند اليمين المسيحي المتطرف و
اليهودي الصهيوني , فهذه الأطراف الثلاثة فقط تعتقد ان هذه المعركة قريبة و قادمة
لا محالة و هي تستعجلها و تستعد لها .
السؤال الجوهري الذي لم يسأله أحد هو : خلال ما لا يقل عن عقدين من الزمن تطور هذا
الاتجاه في السعودية و اليمن ثم افغانستان و باكستان و الجزائر و مصر و السودان و
الجزائر و الاردن و العراق و سورية و اندونيسيا و الفلبين , فهل كانت استخبارات
الغرب و سفاراته و مراكز ابحاثه غافلة عن هذا التيار ؟ و لماذا لم تحاول ايقافه في
مراحله الاولى ؟ لماذا لم تحاول تنشيط الاسلام المعتدل و دعمه ؟ لماذا لم تطالب
قبلا بإيقاف مؤسسات تفريخ الكراهية و تجفيف منابعها ؟
الجواب على السؤال أصعب بكثير من السؤال نفسه , فقد كانت هناك عملية منظمة تجري
لخلق هذا التيار عن طريق :
1- الاستفزازات المتعاقبة من قادة الغرب و اسرائيل لمشاعر المسلمين
2- ابراز الاعلام العربي لهذه الاستفزازات و تضخيمها،فضائية الجزيرة نموذجا..
3- سكوت الغرب عن انظمة تلبس الدين في بلاد المسلمين و اخرى تحاربه أو تحالفه معها
4- السكوت عن التمويل الضخم لمشاريع خدمية تابعة لهذا التيار
5- السكوت عن التثقيف الديني التكفيري الذي كان ينتشر بسرعة في كل مكان
كل هذا يجعلنا نتساءل لماذا ؟
السبب حسب رأيي :
قبل عدة عقود أدرك قادة الفكر الغربي ان شعوبهم تعتبر تربة خصبة لانتشار الاسلام
فهي تشكو من فراغ فكري و جوع عقائدي و روحي مع تقدم علمي و تقني كبير و ارتفاع في
مستوى المعيشة بمقابل قاعدة دينية عاجزة عن مواكبة هذه التطورات .
طبعا انا لا اقول ان أيا من التيارات الاسلامية الموجودة على الساحة اليوم يمتلك
الطرح الامثل الذي يقدم الغذاء الروحي الذي يحتاجه الغرب و لكن الرسالة الالهية و
المتمثلة في القران الكريم أساسا، ثم في الحديث النبوي , هذه الرسالة لو عالجها
العقل الغربي المنفتح و العلمي و الجريء فانه يمكن ان يخطو بها خطوات واسعة باتجاه
التخلص مما علق بها من شوائب و اعادتها الى نقائها في الاصول بالاضافة الى استنباط
الفروع بما يناسب مع العصر .
هذا الاحتمال جعلهم يوافقون و يشجعون تيار متطرف يستولي على الساحة الاسلامية و
يطرح اسلاما ترفضه الفطرة السليمة ليس فقط في الغرب بل و حتى بين المسلمين انفسهم
كما نرى .
لقد تمكنوا من شق صف المسلمين بقوة و فعالية عالية جدا فقد كان المسلمون يتوقعون
الانشقاق بين سنة و شيعة فإذا هم يشقونهم الى متطرفين و معتدلين بغض النظر عن
المذهب و هذا الانشقاق عميق و يمزق الأمة تماما كما يعطي مناعة للجسد الغربي ضد
المد الفكري الإسلامي..والآن بعد مرور عقد على احداث11 سبتمبر 2001 رجعوا للتقسيم على اسس جديدة إلى سنة وشيعة مجاراة للحرب الباردة الجديدة بين ايران والغرب..
باختصار : هم يعتقدون ان دخول الإسلام إلى الجسد الغربي قضية خطيرة جدا و هم يعلمون
ان هذا الجسد ليس لديه مناعة ضد الإسلام لأنه دين الفطرة و لان الغربي بأمس الحاجة
إليه , فقاموا بتنمية إسلام مسخ يستطيع ان يولد رفضا قويا في الجسد الغربي عند
اتصاله به
هل نجحوا ؟
نعم نجحوا مرحليا , على امل ان تدوم هذه المناعة ضد الاسلام و تحمي الجسد الغربي منه و لكن هذا محال فالعقل الغربي جدلي و حر , يحلق باستمرار في سماء البحث و لا ينفك
يشك في كل شيء للوصول الى الحقيقة و سرعان ما سيكتشف الفرق بين الاسلام و بين ما
قدم له على انه الاسلام و سيسقط الثاني لكي يسود الاول و عندها لن يتمكنوا من منع
الالتحام بين هذا العقل و الدين الحق…وبقي علينا نحن ان نفهم..ان ادوات الحرب الباردة من اسلاميين وقومجية هم اكبر عائق امام انبعاث الاسلام الصحيح على مستوى الاصول والقادر على الاجابة عن معنى التحولات الراهنة في النظام العالمي الجديد في مرحلة ما بعد الايدولجية..وانهم يعيدون إنتاج أنفسهم بأقبح صورة تتجلي في العراق والسودان ومصر وتونس وسوريا وليبيا..الخ.. ويعرقلون الديموقراطية وتحولاتها في المنطقة عبر فضائيات ومراكز الدراسات المبهرة للتغييب وجعل الشعوب كومبارس.. ولا يمكن للاسلاميين والقوميين ابدا العيش في مناخات حرة وقد اعتادوا الظلام…وكل من نراه الان من صراع في المنطقة هو بين الغرب وأدواته وليس له علاقة بالاسلام ولا المسلمين لا من قريب ولا بعيد وأصحاب البصائر يميزوا ولا زال التنويريين يكممو ويشردوا والدكتورة نوال السعداوي كانت اخر الرجال المحترمين بعد د.نصر حامد ابو زيد في مصر المحروسة..التي عجزت حتى هذه اللحظة ان تقودنا بفكر جديد يتجاوز الاخوان المسلمين والناصريين والشيوعيين الذين اسهمت في نشرهم من المحيط الي الخليج في الحقبة الامبريالية /الصهيونية المنقرضة..ولا زال الخير في مصر ام الدنيا واهل الحكم والفكر فيها ان فقهوا في صناعة دولة مدنية ديمقراطية حقيقية تشع من مصر الي كل الوطن العربي الكبير………. –
المدرسة السودانية:وما هو دور السودان-مجتمع حياة الفكر والشعور – السودان مجتمع القيم- في التعريف بانسانية الاسلام ووحدة القيم في هذا الكوكب…ومجابهة هذا التحدي؟؟
اليس هو البداية بتعليم المتعلمين ورفع اصر الوافد عنهم؟؟
هذا الاقتباس يشكل بداية اليقظة للخروج من النفق المظلم لدولة الاخوان المسلمين واستعادة السودان دوره الحضاري
–
الاسلام والدعوة للسلام
في عام 1952م صدر كتاب ((قل هذه سبيلى))وصدر منشور بالإنجليزية هو ((Islam, The Way out)) ، وبدأت بذلك حركة واسعة لتأليف الكتب التي تتولى شرح فكرة الدعوة الإسلامية الجديدة وتفصيل مذهبيتها.
دعا الأستاذ محمود إلى الإسلام كمذهبية تبشّر بتحقيق إنسانية الانسان، عن طريق تقديم المنهاج الذي يحقق السلام في كل نفس بشرية، وعلى مستوى الكوكب، حيث يُقدم الإسلام في مستواه العلمي كدعوة عالمية للسلام. وقد ظلت قضايا الفكر، والحرية، والاستقراء العلمي للحضارة الغربية ولواقع المسلمين قضايا مطروحة بإلحاح منذ أن تناولها الأستاذ محمود في المنشور الأول وحتى اليوم.
صدر كتاب ((أسس دستور السودان)) في ديسمبر 1955م ليشرح أسس الدستور الذي دعا له الجمهوريون، ثم توالى إصدار الكتب فصدر كتاب ((الإسلام)) في عام 1960م، ثم كتابا ((رسالة الصلاة)) و ((طريق محمد)) في عام 1966م. وتوجت حركة البعث الاسلامى هذه في يناير 1967م بكتاب ((الرسالة الثانية من الإسلام)) والذى ُيعد الكتاب الأم للفكرة الجمهورية. ثم توالت بعد ذلك، الكتب التي تتولى تنزيل دقائق العلم بالدعوة إلى الإسلام في مستوى الرسالة الثانية، وذلك في كافة مناحي المعرفة، فصدر ما يفوق الثلاثين كتاباً، على مدى يمتد قرابة العشرين عاماً، هذا فضلا عن الكتيبات والمنشورات التي كانت تواكب مستجدات الأحداث برأي فكري وسياسي سمته الدقة، والإخلاص، وقد صدر في هذا الباب ما زاد على المئتي كتيب ومنشور.
المصدر:موقع الفكرة الجمهورية http://www.alfikra.org
من يقرأ هذا المقال يلاحظ التناقض التالي بين
* عبارة (( هذا الاتجاه أصبح مؤثرا على الساحتين
الإسلامية و العالمية و تسعى أمريكا و الغرب و الشرق مع الحكومات الإسلامية و
غالبية الشعوب الإسلامية للتصدي لهذا الاتجاه ))
*و عبارة ((ة و لان الغربي بأمس الحاجة
إليه , فقاموا بتنمية إسلام مسخ يستطيع ان يولد رفضا قويا في الجسد الغربي عند
اتصاله به ))
فالغرب حسب رأي الكاتب هو الذي صنع هذا التيار متعمدا و هو الذي يريد القضاء عليه الان
و لنا الوقفات التالية :
1. لماذا لم يعرف كاتب المقال الجماعات المكونة لهذا التيار (التكفيري) فالامر ليس سرا من الاسرار؟
2.أول من بدأ الحديث في هذا العصر عن معركة هرمجدون هم الغرب و بالتحديد المحافظون الجدد و هم يتحملون مسؤولية رد الفعل على اطروحاتهم
3.يعتقد الكاتب ان التيارات الاسلامية الموجودة في الساحة هي وحدهااساس الداء و بالطبع هو مخطئ . وهو يتناسى الادوار المخزلة للمستغربين و العلمانيين و يتنكر لحقيقة الدين الاسلامي التي تصف الجماعة المسلمة بانها خير الامم .و من المؤكد لو وجد المجتمع الذي يطبق الاسلام كما انزل لما كانت هناك جماعات متطرفة او تكفيرية او شمولية او سمها ما شئت
1.الاخ عادل الامين يبدو أنك جمهوري الفكر و العقيدة و لكن هذا ليس هذا مبرر ان تقحم قضايا الوطنية بقضية تقبل الناس لفكرك او فكر غيرك فأنت ذكرت باسلوب غير حضاري و قلت ((وما في زول جبرك تتبع الفكرة الجمهورية او تكون مريد…او تكون سودانى حتى…))!!!!
2. لا تستطيع انت و لا غيرك ان تقدم دليلا على أن الغرب صنع الاسلاميين ربما كان الاستثناء الوحيد في هذا هو الافغان العرب حيث كان لجهادهم في افغانستان صلة بالامريكان الذين كانوا في خرب باردة ضد السوفيت . بالمقابل نجد ان تيار الاسلام السياسي نشأ كفعل طبيعي و اكثر من طبيعي بعد جلاء حقبة الاستعمار المباشر .و ثروت الخرباوي ليس هو الحقيقة المطلقة!
3. موضوع هرمجدون ليس له التأثير الذي تريد انت ان تضخمه. و في العقيدة الاسلامية معروف لدى الكل ان ملاحم اخر الزمان مرتبطة بظهور المهدي المنتظر و هذه العقيدة معروفة عند المسلمين حتى قبل اكتشاف أمريكا فضلا عن المحافظين الجدد و من انعكاسات هذه العقيدة ادعاء الشيخ محمد أحمد أنه المهدي المنظر و قيادته للثورة ضد الاحتلال . فليس هناك طعم و لا طاعم
4. انت ذكرت (( وخلاص ننتظر الجماعة المعترف انت انها ما جات لحدي هسه البتعرض الاسلام بصورة مشرقة وعادلة….والعدالة موجودة في مجتمعات غير اسلاميةالا ن في اليابان … ))
الرد :سبق ان طبق الاسلام بصورة مشرقة اعترف بها حتى غير المسلمين و انت تعرف ذلك التاريخ, أما في عصرنا الراهن فان قرون الانحطاط التي اتبعت بظلمات الاستعمار افقدت الامة الكثير من قوتها و مقوماتها و لكن يمكن للمريض ان يتعافى اذا استعمل الدواء المناسب .
و بالمناسبة اذا استخدمنا مقياسك هذا في الفكر الجمهوري سنجد ان النتيجة صفر كبير للفكرة الجمهورية فهي لم تطبق و لا في حي واحد