عدادات على العدة

فى اخريات عام 2011 ظهر فى محلية الكاملين مسئولا عبقريا اصدر مرسوما للجباية لو اخذ به وزير المالية حينها لما اضطر حزبه اليوم لللجلجة فى تنفيذ رفع الدعم عن المحروقات ،ولا اضطر والى غرب كردفان الى توسيع دائرة المحروقات لتشمل “حطب الدخان” رحم الله الاديب الطيب صالح فقد كان شفيفا لدرجة انه ( انشرط ) بالاندهاش من بعض افعال وممارسات الانقاذ فى ايامها الاولى وهى ما زالت طفلة لم تكتمل لها ابهة السطوة وتتوحل فى الغفلة عن المستقبل فاخذت تبرطع فى كل ممسكات المجتمع السودانى ومكوناته بالبتر والعزل والتجريد والهدم وما اعذرت صغيرا ولا وقّّرت كبيرا ولا حفظت لصديق او قريب ود او مودة .و يظهر اليوم ايضا من بين محسوبيها من يجتهد فى التفريق بين الزوج وزوجته. فاصدرت من القرارات والاوامر واتبعتها بالتنفيذ الفورى الاعمى ما لم يك عاقلا من اهل السودان يظن مجرد الظن انها سوف تصدر منهم ،او من اى سودانى تربى على تراب السودان الواحد . بل واشتطت فى امر انفاذها دون مراجعة او تراجع او استماع لاى صوت ناصح فأوكلت ذلك لبعض من امثال الذين لم يحفظوا من مأثورات الاقوال سوى ( من أراد ان تثكله امه ) اولئك الذين لم يمنحهم المولى عز وجل من الفطنة والحكمة والعقل حظا ليدركوا كم هى الدنيا ( دوّارة ) فلم يكونوا ينظرون الا لما تحت اقدامهم وما تلحقه ايديهم الباطشة بالعسس والبندقية وبيوت الاشباح وما بها ،فسلكوا فى سبيل التمكين كل السبل التى تتعارض كليا مع كل ما درج عليه السودانيون حتى قال فيهم المرحوم الاديب الطيب صالح قولته الشهيرة ولو امد الله فى عمره حتى بلغه من افعالهم ورسومهم ما اوصل الوطن الى هذا الوضع الذى قد يذهب بريحه بعد ان ذهب ثلثه سمبلة لا كان مردودها الدولة النقية عرقيا ولا السلام الذى كان مؤملا . لو امد الله فى عمره لشهد من الافعال والقرارات ما يدفعه لابداع مأثورة جديدة هو اقدرنا على ابتدارها حين اصبحت الدهشة (موضة قديمة). ونحن اليوم نغوص فى مهاوى الانهيار الاقتصادى الذى استولى على مصادره جهابذة الانقاذ واذهبوا ريحه وطفقوا اليوم يلهثون وراء كل كلمة تطييب من الغريب والقريب ظنا منهم انها المنجية فيجدون الصد يلحقه الصدود ،والوعيد بدلا عن الوعد .وتعود اياديهم حمراء من دون من او سلوى .ولا يجدون مخرجا لمجابهة المطلوبات اليومية لكروشهم ولجيوشهم المدنية والعسكرية والامنية سوى اللجؤ (لكاهل المواطن) ولا يجدون فيه مكانا .وهنا نعود لتذكر مقولة المرحوم الطيب صالح لنكتشف انه كان طيبا وشفافا اكثر من المطلوب حين قال مقولته الباكرة .فماذا تراه فاعلا اليوم .فاساطين الانقاذ “المبدعين” قد ملأوا العاصمة وفاضت بهم جنباتها ،وتمددوا لاقاليم البلاد المختلفة (لتحظى) محلية الكاملين أولا بأبرع هؤلاء العباقرة الذى تجاوزت(افكاره) ليس تقاليد واعراف السودانيين. بل فى ادنى تجلياتها استهانت بتعاليم الاسلام واخلاق المسلمين فجادت قريحته بفكرة عبقرية تخرج بها تلك المحلية من ازمتها المالية ،وربما تخرج السودان كله من تبعات الانهيارالاقتصادى وتكون ايقونة تأخذ بها البلاد التى تمر بذات الازمة ووصفة من وصفات البنك الدولى . الفكرة العبقرية هى وسيلة شافية من وسائل الجباية . فقد نظر ذلك العبقرى وأدرك انه لم تعد هنالك جهة او مرفق اوانسان اوحيوان فى محليته لم تشمله الجباية بكل انواعها ومقاديرها . ولكنه بعد بحث مضن وجهد جهيد توصل بعبقريته الى أن الاسبلة “جمع سبيل”المنتشرة فى محليته ليست عليها رسوم ،ويقوم بوضعها الاهالى (ببلاش) وفى هذا استهانة بسلطات المحلية وتعد على صلاحياتها . فكيف للمواطن ان يجنى الحسنات دون اذن او رسم ؟ والحال كذلك فلماذا لا تفرض المحلية رسما على كل صاحب سبيل وضع زيرا او زيرين امام بيته لسقاية ابناء السبيل .الزميل الرقيق نبيل غالى الذى كتب عن هذه العبقرية فى عموده ? مراجعات ? فى صحيفة الاهرام اليوم ، لم يجد ما يقوله للمحلية غير ( بالغتى ) يا محلية الكاملين . فماذا تراه قائلا المرحوم الطيب صالح لو ادرك مدى ازدهار العبقريات الانقاذية واندياحها فى الاقاليم . وماذا تراهم قائلون علماء الانقاذ وعلماء السودان حماة بيضة الاسلام وتعاليمه. نحن نسألهم هل يحق لمحلية الكاملين او غيرها احتكار منافذ الرحمة واستحقاق الحسنات ؟ وقبل انتظار الاجابة التى قد لا تأتى ، نخشى ان تتطور هذه الفكرة الى إنشاء وزارة تسمى وزارة الاسبلة و شئون الحسنات تعنى برسوم الاسبلة و تتفرع عنها ادارات تعطى صكوك الغفران و حجز اماكن فى الجنة كل على حسب مقدرته ومركزه المالى وعدد الاسبلة التى يقوم بوضعها للسقيا. ولا نقول ذلك الا استنادا على ان محلية الكاملين المبادرة لم تحدد رسما واحدا لكل الاسبلة بل تفاوتت ما بين العشرين والثلاثين الفا من الجنيهات مما ادى الى ان يقوم اصحاب الاسبلة بإزالتها وبقيت (الكيزان ) معلّق على اطلالها ، وبالتالى خسروا الحسنات ولا عزاء لابناء السبيل العطشى. والى غرب كردفان لم يك بدعا فى الزمان .ونحمد الله انه لم يجئ مع الانقاذ منذ بدايتها . وسؤ حظه ألقاه فى ولاية مستنسخة وخديج لم يجد فيها من المال ما يكفى شرهه وشره الملتصقين به من سدنة الانقاذ .ولم يجد من مدخلات الاقتصاد ما يمكنه من فرض الضرايب والرسوم والجبايات والدغمسات ما يمكن ان يعتمد عليه ليملأ به كروش وثقوب حكومته, ولا اعتقد انه يعترف بحكومته لأن ما اصدره من رسوم على جوال “حطب الدخان”وغيره من سلع ومنتوجات محلية لا يعقل ان ان يكون مرسوما حكوميا ولا وطنيا بقدر ما هو فعل قليل الحظ من الاحترام للذات و للنظام الذى يظله و يحمية . بل هو فعل مثير للسخرية فى ادنى مستويات تجلياته فكل السلع والمنتوجات التى وقعت تحت سيف مرسومه لم يترك له وزير المالية الاتحادى ما يمكن ان “يكد منه كدة” والوالى المتعالى على كل القوانين والاعراف و الاخلاق السودانية لم يكتف بفرض الرسوم و لكنه اضاف اليها قوانين تعاقب من لم يدفعها , الشيئ السيء الوحيد الذى لم يصدره حتى الان هو تكوين محاكم العدالة الناجزة متجاهلا او غافلا عن الكوادر المتخصصة فى هذا الشأن والذين تعج بهم مكاتب ودهاليز المؤتمر الوطنى .
ابراهيم بخيت
[email][email protected][/email]