الزول والغير صالح للاستعمال

لم يستطيع الزول ان يجد توازنا منطقيا لبنى ادميته وهو لايعلم موقعه فى خارطة الحياة المتقلبة فقد استفذ كل ما لديه من رصيد صبر فى بنك التحمل وضحى بكل ما يملك من سعة البال فكل الشيكات الحياتية اصبحت ترتد لعدم وجود رصيد رغم صمته الطويل الذى اثر ان يلتزم به وهو يعلم ان الساكت عن الحق شيطان اخرس…
منذ سنوات خلت كان الزول يعلم ان الطريق الذى تسلكه احلامه الى مستقبل مشرق يكاد يكـــون مستحيلا فى ظل دولة متهالكة البنيان صدئة الاركــــــان ضعيفة السياسة قليلة الكياسة كثيرة الوعود معدومة الوجود.
كعادته تربع الزوول مختارا عرش الصمت المؤلم ينتظران تقرر الحكــــومة القابعة على صدره المغادرة يوما ما سدة الحكم طائعة مختارة او ان يعصف بها القدر متى شاء استجابة لدعوات المظلومين من بنى زول…
اعترف الزول ان الوضع الذى يطبق على عنقه الهزيل اصبح لا يترك للهواء منفذ حتى يدخل اوكسجين حرية نقى الى مسامات رئتيه واعترف لسان حاله ان الفساد الذى تعمق فى ارضه بالسوس نخر العظم وهو يدرك ايضا ان الحكومة لم تترك له فـــى جسد الوطن بعض من لحم…
كان اغرب ما حدث لهذا الزول يوم ان خرج فى وضح النـــهار الى الســــوق يلتمس بعضا من ضروريات
كانت حيرته الكبرى حين اصطدم جيبه الفارغ جدا الامن الفلس المستعصى بالاسعار المتكبرة التى تضاعفت اضعافا كثيرة خلال يوم وليـــلة ســـــأل عن السبب فقيل له ان الحكومة قد رفعت الدعم عن البنزين وهو يعلم ان الحكومة لا تفقه معنى الدعم للمواطن منذ ان استلبت الحكم واعلنت نفسها الوصى على الوطن والحقيقة ان بنى الزول لم يكن يوما واحد من اولوياتها فان كانت حالة الضنك والفقر والجوع السابقة مع دعمها كما تدعى هذه المشئومة…. فكـــيف يكون الحال وهى تنفث شؤمها المستمر وتبشر بمزيد من الضغوط .
لم يكن من المفارقات ان يفقد الزول المنطق تماما حين استشعر حجم الكارثة المقبلة و لسان حاله يقول انا والغلاء والفقر فى قربك بقينا اكترمن قرايب ما بنغيب عن بعض ابدا ذى اعز اتين حبايب
خرج الـــزول من السوق ساخـــطا وقد تملكه الغضب امتلاء غيظا وحنــقا وكراهية على الحكم والحكومة المقرفة
عزم الزول ان يخرج الى الشارع ويعلنها انتفاضة وثورة جريئة ضد الظلم والغلاء والفساد يعلن ان الحيـــــاة فى ظل هذه الـــدولة اصبحت لاتطاق وان الصمت والصبر اصبحا بمثابة عقاقير مخدرة فاسدة لانتهاء مدة صلاحيتها منذ زمن بعيد.
خرج الزول الى الشارع وقف يهتف باعلى صوت : تسقط تسقط يابشير
تسقط تسقط يا…….وجد الزول نفسه يقف هناك فى الساحة وحيدا لا احـــد بجانبه ولا حتى ظله… سأل الزول المغلوب هل استنفد الانسان السودانى صلاحيته كمواطن فهو المصلوب على مسمار حكومة تفعل فيه ما تشاء!!!