مؤشرات ساتي.. و البوني .. والظافر إلى أين !

الصحفي الراحل الأستاذ الكبير حسن ساتي عطر الله مثواه وذكراه..كان في بداية سبعينيات القرن الماضي يحرر صفحة سياسية كاملة بصورة إسبوعية تحت عنوان ..
( مؤشرات )
من خلال جريدة الأيام التي كنت أتعاون معها كمبتديء ولا أستطيع لذلك أن أتطاول واقول إنني زاملته ، بل تتلمذت على يده وآخرين من كبار وألمع صحافيي ذلك الزمان..!
حسن رغم أنه وقتها كان محرراً شاباً ولكنه يتسم بالجرأة في مخاطبة حكام مايو ..فيقول في مقالاته مثلا ًصديقي أبيل الير أو صديقي أبوالقاسم محمد إبراهيم وكانا نائبين لرئيس الجمهورية ولعل ذلك ما دفع الرئيس نميري الى تعيينه رئيساً لمجلس إدارة وتحرير الأيام متخطياً الكثير من الكبار في أروقة الصحافة اذ أن حسن على صغر سنة لم يتجاوز وقتها وظيفة رئيس قسم التحقيقات !
لكّنه رغم مايويته الصارخة كان يلمّح أحياناً بأخطاء النظام وقد يصرح إذا ما أُضي له بالأخضر الغامض !
ذهبت مايو و غادر حسن ساتي البلاد وظل كاتباً للسودان كله دون تعاطف مع ماضيه ولا يشده الحنين الى عهد مايو لأنه إقتنع بذهابه و بلا عودة !
نعم هاجر حسن ساتي ولعله رغم عودته الى بلاط صاحبة الجلالة من الداخل إبان حقبة الإنقاذ، قد شعر بأن الساحة لا ولن تتسع لحلم حرية الكلمة التي يتمناها فرحل الى الرفيق الأعلى وهو في عنفوان قلمه..عليه ألف رحمة .
مناسبة هذا الشبال إن مؤشرات جيدة بدأت تبدو من مقالات الصديقين الدكتور عبد اللطيف البوني والأستاذ عبد الباقي الظاهر ..لا سيما في مقال الأول عن موضوع حاج ماجد الذي خرّم فيه د/ البوني على أزقة مظلمة من تاريخ الإنقاذ ومقال الظافر وقد قال فيه كلاماً مختلفاً في حق الحكومة !
ولا أود هنا تقييم ما قاله الرجلان في جرأة تحتمها المرحلة التي تتطلب الوقوف الى جانب الشعب ..لأنه هو الذي سيبقى وتذهب النظم أياً كانت قوتها وسأكتفي بإرتياح المعلقين الذين .. قال بعضهم إن الكاتبين ربما بقرون إستشعارهما القريبة من النظام وهذا على الأقل ما فهمه الكثيرون عبر كتاباتهما التي يرونها في أحسن أحوالها رمادية تجاه الإنقاذ.!
فإنهما أيضاً بحاسة شمهمها الصحفية قد إستشرفا نتانة إنتفاج في جثة نظام الإنقاذ لابد ستفضي الى إنبعاجها من المنطقة الرهيفة عند أصبع الشعب وهو لقمة عيشة التي تضاءلت على مدى عمر النظام وهاهو يسعى لقضم ما تبقى منها على قلته ووهن فائدته بإجرات ظاهرها حق أُريد منه باطناً باطلاً !
فهل تصدق مؤشرات الرجلين وتذهب جنازة بحر الإنقاذ بعيداً مع تيار التاريخ الجارف ويحفظ لهما ذات التاريخ تحولهما الذي نتمني أن يكون إستراتيجياً يصب في صالح الوطن وليس تكتيكياً في إنتظار أين ستميل عصا الأيام القادمات .. والفأل السائد أنها ستكون كلها في يد الشعب ليهش بها مؤشراً لقطيع النظام بالخروج من حياتنا التي أحالها جحيما ً..!
وكل الإحترام لذكرى الصديق الراحل حسن ساتي.. الذي ألهمني عنوان صفحته الخالدة في الذاكرة مدخل هذا المقال ..ومودتي حقيقة أيضاً هي ما حدا بي لكي اكتب بهذه الروح المتعشمة والصادقة للبوني و الظافر.. لأنهما أولاً قلمان لايشق لهما غبار مهما إختلفنا أو إتفقنا حول أرائهما ماضياً وحاضراً !
و ثانياً من منطلق أن الكاتب هو أولاً وأخيراً لابد أن يكون ضمير الأمة الذي يستشف مواقفه من نبض الشارع الحي ولا يتجمد في موقف واحد كنصير أو حتى ناصح لنظام فقد الرشد على إستيعاب النصيحة وتؤكد كل الشواهد والمؤشرات إنه ذهب بعيداً في إيذاء شعبه .. له الله على ما إبتلاه!
إنه المستعان ..
وهو من وراء القصد.
[email][email protected][/email]
الظافر اكثر جرأة من البوني .. ولكن الاثنان صارا مصدر عكننة بشكل ما للنظام ..
دعنا نخالفك الرأي هذه المرة يا أستاذنا برقاوي مع تقديرنا وكثير احترامنا لما ذهبت اليه في هذا المقال
لن نتسامح مطلقا مع كل من يستشعر مصير العصابة ويسعي إلى خلع عباءة الانقاذ وتغيير جلده كما تفعل الحية ، البوني والظافر ساهما كغيرهما من مطبلاتية النظام في إطالة عمره عبر السكوت عن جرائمه والامتناع عن المجاهرة بالحق لا بل بتزييف الواقع وممارسة الكذب والنفاق وذلك لأجل إرضاء أولياء نعمتهما من مجرمي ولصوص النظام ، لم ننس بعد مقال الظافر الذي دبجه في مدح ذلك السفاح القاتل المدعو صلاح قوش محاولا الإيحاء للقراء بأنه رجل احسان وخير ، ونرجو أن نحيلك يا أستاذنا إلى كتاب الأستاذ فتحي الضو (الخندق) في صفحاته من 346 – والى 355 هذه الصفحات التي أورد فيها تلك الوثيقة العائدة لجهاز الأمن والمخابرات برسم سري للغاية والتي حوت قائمة بالصحفيين الذين رشحهم الجهاز للدفاع عن ما سمي بمشروع قانون الأمن الوطني قبل احالته للبرلمان والحوافز المليونية التي رصدها الجهاز لشراء ذممهم ،،، لقد تضمنت تلك القائمة أسماء كثيرة من بينها د البوني والطاهر ساتي وتيتاوي والهندي زفت الطين ، هل يمكن أن نثق في صحفي ساهم بقلمه أو سكوته في تمرير ذلك القانون المسلط على رقابنا منذ سنوات طويلة ، عفوا أستاذنا برقاوي ، لن نعفو عنهم وسوف يطالهم الحساب والعقاب في اليوم الذي سيجي حتما ولو تأخر