أقوال ( عابرة ) في شأن الميزانية ( الكافرة )

(1) كل الإشارات تقول إن الاقتصاد يدار بطريقة ( سرية ) , وهذا يدل على وجود قوة أو ( قوى) أخرى تسيطر على البلاد غير وزارة ( المالية ) بل غير الحكومة . فهل هناك حكومة ( سرية ) ترسل للبرلمان ميزانية ( صورية ) ( كروكية ) يختصم حولها الأئمة حتى تسقط عمائمهم , بينما تحتفظ لنفسها بميزانية أخرى تعرف كم تورد الكهرباء وكم تنتج آبار النفط وكم يدخل البلاد وكم يخرج منها ؟ ما الذي يبقي هذا الجدار المتداعي على حاله فلا هو سقط ليبني الناس غيره ولا هو اعتدل ليرتاح الناس من عناء التغيير ؟ .بالطبع ليس هو التنظيم الدولي للإخوان , وليس هو إيران ؟ ولكن من ؟
(2) من جرائم الإنقاذ أنهم يقدمون مشهدا سياسيا ملفقا و ( تكعبيا ) ومركبا من الأكاذيب والشخصيات الصغيرة التي تضخم وتكبر فتصبح ( كتوم آند جيري ) عندما يشربان مشروبا وهميا سحريا يجعلهما لا يعرفان بعضهما البعض . ورغم ذلك يكملان المشهد كأنهما يعيشان في عالم الحقيقة .
(3) الانفلات الكامل في الأسعار يحدث في حالتين : أولاهما عندما تحطم دولة قوية دولة أخرى وتدمر قاعدتها الاقتصادية وبنيتها التحتية وتسوى بمصانعها الضخمة الأرض كما حدث لألمانيا في الحرب الأخيرة . أما الحالة الثانية والتي تجسدها الإنقاذ في أجلى صورها , وأوضح معانيها , فهي عندما تكون الدولة بلا قاعدة ولا مصانع ولا بنية ولا أجهزة , ورغم ذلك ترفع أسعار الطاقة التي تحرك الحافلات المحطمة والسيارات البائسة وتنير بيوت الطين التي أخذ بعضها السيل وخسف الله ببعضها أرض الفقر والعوز والمسغبة .
(4) أكثر من ( ثلثي ) الموازنة في بريطانيا يصرف على الصحة والتعليم , ونفس هذه النسبة تصرف في السودان على ( الأمن ) و ( القمع ) و ( الجلد ) ومازالت الحكومة تصحو وتنام على كوابيس مدينة اسمها ( ابكرشولا ) . السلام لا يصنع الأمن إلا إذا رضي الناس بالمظالم . وتوجيه الميزانية كي ينتحر المزيد من الجنود الجوعى لن يأتي بالسلام . السلام عملية طويلة شاقة الملامح لا يصنعها سوى التغيير وإن طال السفر .
(5) الحكومة هي الجهة الوحيدة (الرابحة ) في السودان , ورغم ذلك تمد يدها لجيوب ( الخاسرين ) . في مائدة ( القمار ) لا يقوم الرابح من مكانه إلا إذا علم أن من يلاعبه لا يملك قلامة ظفر . أم الحكومة فلن تقوم من مكانها أبدا إلا إذا وجد من يأخذ مقعدها . والرابح لا يدعم الخاسر إلا إذا علم أنه ( سيخرته ) . ورغم ذلك تربح الحكومة من بيع البترول للمصافي وترفع الأسعار في المائدة ( لتخرت ) ما تبقى من قلامات الظفر .
(6) عندما ترتفع الأسعار بالحجج الواهية لرفع ( الدعم ) ولا دعم . فماذا سيحدث للدولار ؟ هل سينخفض أم سيرتفع مع البقية الباقية من ( المعروضات ) بعد أن صار بواسطة الطفيليين من أهم سلع الثراء والمضاربات والشغل ؟
(7) الحكومة كما يظهر عجزت منذ يوليو 2011 عن إحداث أي تغييرات أو إصلاح وذلك لوجود تلك ( الكوابح ) الهيكلية في داخل بنية التنظيم أو العجز عن رؤية مستقبلية للسودان , ولكنها لا تعجز عن ظلم ذوي القربى من المواطنين الذين في يدهم سلاح ( الثورة ) المغمد , بينما الجماعات المسيطرة التي تدافع عن مصالحها بقلب النظام الاجتماعي وشرذمته , وبدفع المواطنين للهجرة , وتضييق مساحة الوجود , إنما في يدهم سلاح ( القتل ) و ( الطائرات) ولذلك ( يتمترس ) جسد الإصلاح وتشرئب الأسعار برأسها .
(8) الميزانية قائمة على اقتصاد كله ( محتكر ) من قبل الذين لا توجد في قمصانهم ( أزرة) , وكله ( مسعر ) و ( مزرد ) من عل , ولذلك لابد في كل سنة من سنوات عجاف تزيد من قلة النسل والحرث , فبلا منافسة شريفة – وهي أساس الاقتصاد الحر _ لن توجد ميزانية تفتل مواردها من نفسها وبنفسها . وهذا صعب على نظام طفيلي يتكسب من المص ويسمي الأشياء بغير أسمائها .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..