دور جهاز الامن الشعبي في حريق و خراب دارفور

(1)
مشكلة دارفور تعتبر من المشكلات المعقدة التي ارهقت خزينة السودان و صارت سهم في خاصرة الوطن الجريح و شغلت الرأي العام المحلي و الاقليمي و العالمي فتوافد علينا كل جنسيات الدنيا اما مشاركين في قوات حفظ السلام ام عاملين بالمنظمات الدولية ام صحافيين يودون معرفة اسباب النزاع و معرفة الجنجويد هل هم نازييون جدد بارعون في القتل و التنكيل اشد من مقاتلي القاعدة الذين يذبحون الابرياء مثل الخراف؟ كل من هب ودب آتى الى دارفور باجندة مختلفة وعلى أثر تلكم التدخلات غير المدروسة دولت القضية و اصبحت في ايدي غيرنا, جهات اجنبية تتصارع فيما بينها بقضيتنا فالتنافس الامريكي الصيني على بترول السودان و الاستحواذ عليه ادي الى دعم كل طرف لاطراف النزاع فكانت الصين داعمة للحكومة بتوفير السلاح و طائرات الميج المقاتلة و الامريكان و الغربيون فتحوا ابواب بلادهم لابناء دارفور و منحوهم الجنسيات و الدعم الوجستي و المادي و الاعلامي.
(2)
هنالك دراسات اكاديمية وبحثية عديدة تم اجراءها من قبل طلاب الماجستير و الدكتوراة داخل وخارج السودان و اصبحت مؤلفات الكتب في المواقع الالكترونية مثل أمازون و مكتبة الكونجرس و جامعة السلام و جامعة ابسالا والجامعات السودانية تملأ الرفوف و الاسواق بعض هذه البحوث و الكتب مفيدة وقيمة كتبت بكل اللغات الحية مثل الانجليزية و العربية و الفرنسية و الاسبانية فالاهتمام التي وجدته قضية دارفور من الرأي العام لو إستفاد منها ابناء دارفور بصورة مدروسة لكان وضع الاقليم غير الذي نراه اليوم ولكان الاقليم يتمتع بخدمات تنموية كبيرة ولكن انقسم الفرقاء من ابناء دارفور الى اثنيات و احزاب و اصبح حالهم أسوأ من حال أي ولاية في السودان من حيث الاستقطاب الاثني الحاد و القتل اليومي بين القبائل و الافراد و أختطاف الاجانب و التجار و شيوع تجارة المخدرات و السلاح و الانحراف الاخلاقي للقيم و العادات الجميلة التي كانت تتمتع بها اقليم دارفور الجريح.
(3)
على ضوء تلكم الافرازات السالبة للحرب اصبح انسان دارفور منبوذ إجتماعيا” من قبل اهل الشمال و الوسط لان الناس في مخيلتهم قصص وحوادث النهب المسلح و الاقتتال القبلي. فكم تاجر او طالب او شرطي او عسكري من ابناء الشمال والوسط النيلي قتل في دارفور اذ كنا في دارفور نعتبر حرب الجنوب لعنة لانها قتلت ابناءنا الذين كانوا وقودا للحرب وكانت امهاتنا يكرهن جون قرنق عندما يستمعن الى صوته عبر اثير راديو الجيش الشعبي لتحرير السودان ايام منقستو هيلاي ميري الذي منح قرنق اذاعة قوية تبث اثيرها الى دارفور و كافة مدن السودان كنوع من الحرب الاعلامية ضد الحكومة.
(4)
هنالك اسباب عديدة يمكن تفسيرها كأسباب لمشكلة دارفور الان فمنهم يرى اسباب المشكلة الى الصراع القديم المتجدد بين الراعي و المزارع و منهم من يرى ان سبب المشكلة تهميش سياسي و منهم من يرى بان المشكلة سببها صراع الهوية بين الشمال و الجنوب وافرز ذاك الصراع مذكرات للتجمع العربي يطالبون بمنحهم سلطة اكبر في الاقليم ومنهم من يرى بان اسباب النزاع يعود الى غياب التنمية ومن يرى الجفاف و التصحر سببا للمشكلة و هكذا كل شخص يفسر ظاهرة النزاع في دارفور بطريقته وفروضه البحثية. لكن معظم الباحثين لم يتناولوا اهم واقوى الاسباب لحريق دارفور الا وهو جهاز الامن الشعبي التابع للحركة الاسلامية. ما هو دور جهاز الامن الشعبي في حريق وخراب دارفور؟
(5)
جهاز الامن الشعبي جهاز تنظيمي معلوماتي يتبع للجبهة الاسلامية القومية و أنشأ بغرض توفير معلومات عن الاحزاب المنافسة للحركة الاسلامية في الحكم وفي المجال السياسي و الدعوة و ايضا من مهامه متابعة سلوك العضوية التي تتبع للحركة الاسلامية و تصحيح و تنبيه الحركة الاسلامية بقوة و ضعف خصومها من الاحزاب الاخرى. لعب هذا الجهاز دورا مهما في توفير المعلومات للحركة الاسلامية في فترة السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي وبالتالي تمكنت الجبهة القومية الاسلامية من التفوق على بقية الاحزاب السياسية بالمعلومات الدقيقة التي يوفره افراد التامين و المعلومات والسبب يعود الى التأهيل الايماني والاخلاص الفائق لافراد الحركة الاسلامية في تلك الفترة قبل ان يصبح الجهاز مغترقا” من قبل المرتزقة و النفعيين بعد قيام ثورة الانقاذ الوطني عام 1989م.
(6)
كيف تسبب جهاز الامن الشعبي في حريق و خراب دارفور السبب واضح بمجرد دخول النفعيين و الانتهازيين الحركة الاسلامية وابعاد الاخوان المخلصين تربع على جهاز الامن الشعبي اناس ليس لديهم خبرة و لا اخلاق في العمل العام وسعوا الى استخدام الجهاز للاغراض الشخصية و القبلية وليس الحزب فكل من لديه خصومة في الحزب مع احد اخوانه يستغل هذا الجهاز لرفع تقرير كاذب و مضلل عن اخاه وبالتالي تصدع قلوب الاخوان وتركوا الالتزام التنظيمي و لجأوا الى الدنيا الفانية الذي كثيرا” ما يهتفون( نحن الدينا ما مسكنا) ولكن عكس هذا حدث و قد حذرهم شيخهم الترابي من فتنة المال و السلطان.
(7)
التقارير التي كانت تصل الى المركز من قبل هذا الجهاز المشئوم كانت كلها غير صحيحة و مغرضة ضد قبائل بعيينها يتهما الجهاز بالتمرد وهذا الحديث اكده البروفيسور ابراهيم محمد عمر عندما كان امينا” للمؤتمر الوطني عام 2006م مخاطبا” مؤتمر حول: دور الاستاذ الجامعي من ابناء دارفور في السلام و التنمية بقاعة الشارقة وقال اننا في القيادة لم نكن نعرف اسماء لبعض القبائل في دارفور الا مؤخرا” و التقارير التي كانت تصلنا في المركز عن الوضع في دارفور كان غير حقيقي و بالتالي اتخذنا قرارا خاطئا بمواجهة حاملي السلاح بدل التفاوض معهم فكانت النتيجة التي نحن فيها من خراب و دمار عليه انتم كأساتذة جامعات من دارفور نريد منكم معلومات صحيحة حتى نصحح المسيرة. هذا ما زلت اتذكره وقد قالها البروفيسور بكل شجاعة و امانة. الذين يرفعون المعلومات الى الحزب هو الامن الشعبي الذي يتشكل عناصره من مجموعات اثنية محددة هذا الاحتكار ولد المعاناة لاهل دارفور ووضع رقبة الرئيس البشير و اخرون في حبال المحكمة الجنائية وحير المجتمع الاقليمي و الدولي عن ايجاد الحل الشامل لازمة الاقليم التي طالت مدته عشرة سنوات فمتى يكون لدينا اجهزة معلومات صادقة و دقيقة فيما تكتب وتحلل؟ وتنقذنا من ما نحن فيه؟؟؟؟

حيدر الرزيقي… جامعة بحري
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ويبدو أن الكاتب واحد من أفراد الأمن الشعبي الذين دمروا دار فور ، إذ كيف يجتمع بكم المدعو إبراهيم ويتحدث إليكم هذا الحديث ما لم تكن من أفراد هذا الجهاز ، كما أن حديثك عن الانتهازيين والنفعيين الذين دخلوا التنظيم يشي بأنكم من أفراد التنظيم ، وكأنما تريد أن تسوق لنا هذا الجهاز القمعي الذي قتل وشرد ، يا أخي استح فأنتم مهما أعدتم إنتاج تنظيمكم فلن تفلحوا خسئتم وقاتلكم الله.

  2. ولماذا يكون للأحزاب في الأساس اجهزة امنية و تشكيلات عسكرية!! وهل يوجد مثل هذا الوضع بامتلاك الأحزاب للمليشيات والتنظيمات الأمنية في اي بلد متحضر او اي بلد ديمقراطي في العالم11؟ الأ يدل ذلك علي ان احزابنا هي احزاب فاشية لاتؤمن بالديمقراطية وانما تتخذها مطية للوصول للسلطةو من ثم ممارسة ديكتاتورية مفرطة !؟ الا يدل واقع التجربة العملية لكافة الأحزاب في السودان،علي صدقية ذلك ومن ثم فانه يستحيل ان تكون هذه الأحزاب بهذا النهج جزء من عملية الحل وانه يجدر بنا البحث عن حلول بعيدا عن كل الأحزاب القائمة حاليا!!؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..