فكرة.. بمناسبة قضية زاوية شيخ الأمين

في نظام (الديموقراطية المباشرة) والمطبق نموذجها فقط في سويسرا تقريباً، هناك شكل من أشكال العمل السياسي يسمى بـ(المبادرة) وهي تسمح للمواطنين في أي (كانتون) أي في أي مقاطعة من المقاطعات اقتراح قوانين أو تعديلات على تشريعات أو اتخاذ قرارات تنفيذية نزولا ً إلى رغبة المواطنين وذلك عبر استفتاءات إلكترونية بنسب محددة من المصوتين على المقترح أو المعترضين على وضع من الأوضاع .
وبذلك يستطيع أي مواطن سويسري في أي حي من الأحياء أن يحشد عددا من التوقيعات على عريضة بنسبة محددة من الموقعين لاقتراح تعديل أو أمر يلزم البرلمان بمناقشته وعرضه للاستفتاء ومن ثم تنفيذه .
وهذا هو الذي حدث حين صوت 57 % من السويسريين لقرار حظر بناء مآذن المساجد، بعد مبادرة قدمها حزب الشعب السويسري اليميني المتطرف بحظر بناء المآذن قبل سنوات .
فقضية حظر بناء المآذن لم تكن هي رغبة الحكومة السويسرية بل برغبة السويسريين أنفسهم والذين يتمتعون بممارسة الديموقراطية المباشرة التي تسمح لرغباتهم بأن تتحول إلى قرارات وقوانين، عن طريق الاستفتاء والمبادرات وأذكر أنني زرت بعض مدن سويسرا في تلك الأيام بداية 2010 وحضرت مناقشات طويلة حول قضية المآذن التي كانت تشغل إاهتمام الرأي العام وقال لي أحدهم: لماذا تستعجبون من هذا الأمر ونحن نمتلك حق (المبادرة) في النظام والذي يسمح للمواطنين في حي من الأحياء حتى إغلاق طريق وفتح طريق آخر وفعل أي شيء يرغبون فيه لو حظيت مبادرتهم بتأييد من أغلبية سكان الحي ثم الكانتون ثم البرلمان .
ولو كنا نطبق شيئاً من نظام الديموقراطية المباشرة لتمكنت حكومتنا من فض الكثير من النزاعات والقضايا في المناطق والأحياء المختلفة في ولايات السودان ولكانت مثل قضية زاوية شيخ الأمين مع سكان بيت المال وود البنا وأبو روف قضية سهلة الحسم بإجراء تصويت لسكان تلك الأحياء حول وجود هذه الزاوية في منطقتهم .
ليس المطلوب أن نطبق نظام الديموقراطية المباشرة على كل المستويات في الدولة لأن ذلك قد يكون صعباً في هذه المرحلة لكن لماذا لا يتم سن قوانين تسمح للمحليات في ولايات السودان المختلفة بعمل استفتاءات للمواطنين حول أية قضية خلافية في المنطقة، لو أوجدنا مثل هذا القانون نستطيع أن نعالج الكثير من القضايا وخاصة النزاعات والاشتباكات بين مجموعات وقبائل محددة بأن يتم إخضاع خلافاتهم لتصويت في النطاق الجغرافي للنزاع المحدد .
من الممكن اعتماد هذا المستوى من الديموقراطية المباشرة بشكل جزئي كآلية أنجع من آليات الأجاويد والمصالحات والتفاهمات التي لا تدوم طويلا.
تطبيق مثل هذا النظام قد يناسب كثيراً طبيعة مجتمعاتنا وثقافاتنا المتنوعة والتي تعج بالكثير من الخلافات، ومن المحتمل الآن أن يكون شيخ الأمين قد تعرض لحملة من فئة قليلة فقط ولا تعبر عن أغلبية سكان هذه الأحياء مع الاحتمالات الواردة بأن يكون بالفعل غير مرغوب في وجوده ولكن للأسف ليست لدينا آليات للتحقق من رغبات المواطنين.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
يا زول انت راميك جمل، ديمقراطية شنو في ظل نظام شمولي، لا إلة له وذمة، من يضمن سلامة التصويت؟ هل هذه المسالة تحتاج درس عصر لإدراكه؟
استاذ جمال مع احترامي لرأيك ورؤيتك الا انني اثمن على رأي المعلق (ابوخليل) لايمكن اقامة ولو جزئي من الديمقراطية والاستفتاء حول اي أمر بوجود طغمة شمولية ضلالية انتفاعية فاسدة بهذا الشكل ويستحيل ان ينجح موضوع الاستفتاء اذا لم يكن متوافقاً مه اهوائهم …الحل هو الدستور العادل المتفق عليه النابع من وطنية في المقام الاول ثم الخبرة والدراية لأهل الذكر (طبعاً اهل الذكر لم نقصد بهم أهل النوبة والطار وشيوخ الوهم ) اهل الاختصاص في كل المجالات ..دعوتنا لك الله يا بلد لك الله يا اهل البلد
يا أخي الكريم جمال أنتم بصراحة في الصحف الورقية تقولون كلاماً يبدو غريباً في بعض الأحيان فهل تظن أن الحكومة والسلطات أصلاً كانت جادة في حل المشكلة؟ ومن صنع المشكلة أصلاً ومن أين جاء شيخ الأمين حتى يحتاج الناس لتطبيق منهج سويسري أو غيره وتبني مستوىً من الديمقراطية؟؟ ألم يخطر ببالك سبب تأخر الحكم الذي صدر على بعض حيرانه في قضية كانت واضحة منذ سنوات عديدة؟ ألم يصدر هذا القرار بعد أن وقع ( الثور) ورأوا أن كرته اتحرق تماماً؟ فعن أي تجارب وديمقراطيات تحدثوننا والبلد كلها غارقة في حكم وسطوة فئة محدودة…
ده راجل فاشل داعم للنظام الفاشل ديمقراطية ايه يا شمولي انت النظام البتدعمو ده نظام لا يؤمن اصلا بالديمقراطية
دفاع عن (شيخ) الامين بطريقة غير مباشرة ومحاولة لتبخيس مواقف مواطنى الحى والتشكيك فيها .. مواقف الكاتب دائما تتبنى التشكيك فيما يتعارض مع مصالح النظام ومن يواليه… اختشى ياراجل .. مادمت تسعى للحقيقة فلماذا لم تذهب الى الحى وتستطلع آراء من تقذف فى حقهم … صحفيين آخر زمن … قال سويسرا قال … أعوذ بالله كما يقول شبونة