لا تضيقوا على الناس فتضيق بكم الواسعة

الظلم ظلمات يوم القيامة .أعظم الظلم هو الشرك بالله.أن يشرك الإنسان بالله الذي خلقه ورزقه وسخّر له ما خلق وأنعم عليه وكرمه وأغدق عليه من نعمه .و رغم ذلك يشرك به غيره.هذا هو الظلم الأكبر.
لكن البشر يظلمون انفسهم وغيرهم. يعتدون ويأخذون ما ليس لهم بحق. وعندما يحوز البعض على سلطة ما فإنهم يظلمون الناس ويظلمون أنفسهم.
الدولة يمسك بمقاليد أمورها الإسلاميون .يتحمكون فيها ويرفعون شعار الإسلام. لم لا يتفّكرون في حديث ابن مسعود رضى الله عنه. كان يؤدب غلامه حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمه ان الله أقدر عليه من قدرته على الغلام.
لو انهم الحاكمون تفكروا في هذا الحديث وحده واتخذوه شعارا لأعانهم على الحكم دون ظلم. هذا الحديث وحده -عند تطبيقه- يمنع الظلم ويؤسس دولة الحق والعدل والفضيلة التي يشتاقون لها والتي ينشدها الجميع .أنه يذكر بقدرة الخالق على الخلق. .
ولو أنهم قدروا الله حق قدره وأيقنوا انه تبارك وتعالى لا تخفى عليه خافية وانه على كل شيئ قدير لكفونا وانفسهم والخلق الكثير من العنت . الا يرجون ان يفتح علينا الله بركات من السماوات؟
لو أن الإسلاميون قرأوا تاريخ حركتهم القريب لأصلحوا من حالهم .حينها كانوا سيتبنون السياسات الصحيحة. ويتخذون القرارت الصائبة. بدلا من تكرار نفس القرارات الخاطئة. ألا يوجد في الإسلاميين من يذكرهم بأن قيادتهم أنقلبت على مؤسسيها . أسرعت نحو السلطة في نهاية السبعينات في عهد نميري .ثم انقلب عليها ابناؤها في المفاصلة الشهيرة التي قسمت الإسلامين إلى سلطة ومعارضة ومزاعلة. والفئة الأخيرة هي التي من فرت بدينها حين لم يؤخذ بنصائحها.
ألم تعي الحكومة حتى الآن ان الذين اعتقلوا واستجوبوا وعذبوا وضيقوا حدث لهم نفس ما فعلوه بالآخرين.اللهم لا شماته.
ألا تتذكر الحكومة انها ضيقت على الناس في الحقوق والحريات فضيقت عليها أمريكا وبريطانيا والمجتمع الدولي الخناق في السفر و القرارات والإتهامات وغيرها؟
ألا يذكر الإسلاميون بعضهم بعضا بأنهم وقفوا في حرب الخليج موقفا خاطئا ليكرروه اليوم في الأزمة المصرية ضد رغبة الملايين الهادرة التي رفضت حكم الأخوان.
لو أن الإنقاذ قرأت تاريخها القريب وراجعت مسيرتها بتجرد بعيدا عن التنظير والخطب البراقة لربما استفادت من أخطائها الكبيرة. عندها كانت كفت نفسها و كفتنا الكثير من المعاناة. لأتخذت السياسات الصحيحة التى تنفع العباد وتحفظ البلاد. لو فكرت في ذلك لتوقف بعضها عن اطلاق التصريحات التي تجيز اخذ الربا. عندها كانوا كفونا وكفوا أنفسهم والشعب السوداني الكثير من المعاناة. لفكرت في الأسئلة الصحيحة. ألا تفكر الحكومة في أن يبارك الله لهذا الشعب في في رزقه ؟ في مده وصاعه؟ ألا تفكر الإنقاذ في الكسب الحلال لها ولهذا الشعب الكريم؟
كيف تمد الدولة الأثرياء بالأموال الطائلة وتشجعهم على التجارة في السلع والمحاصيل والثروة الحيوانية ليربحوا أضعاف المزارع والصانع ومربي الماشية ؟ انهم يربحون في ساعة أضعاف مايكسبه هؤلاء في سنة؟ لماذا لا تستثمر الدولة اموالها فيما يزيد هذه السلع من مشاريع ومزارع ومصانع بدلا من المضاربة في المنتج أصلا؟
لماذا تغض الحكومة الطرف عن محسوبيها وهم يسلمونها الطرق والمجاري وهي غير مطابقة للمواصفات؟ لماذا تفضلهم على غيرهم بالعطاءات و تسمح لهم كل مرة بإنشاء الطرق الهشة بكباري صغيرة وفي غير أماكنها. طرق وجسوركشفت الأمطار الأخيرة سواءتها.هذه الطرق يدفع ثمن تشييدها المواطن من عرقه بطريقة مباشرة بالرسوم والضرائب والزكاة وغير مباشرة بكونه شريك اصيل في ميزانية الدولة التي هي ملك عام لكل مواطنيها.
ألا تعلم الجكومة انها ضيقت على الناس في ارزاقهم وفرضت الضرائب والرسوم والجبايات بالإضافة إلى الزكاة؟
ألا تذكر انها رفعت الدعم على السلع الضرورية فزادت من معاناة مواطنيها الفقراء لصالح محسوبيها الأثرياء؟
ألا تكتف بذلك وتستحي بدلا من رفع المزيد.
ألا تعرف انها عندما فعلت ذلك سلط الله عليها أمريكا فجمدت الأرصدة في بنوكها وضيقت عليهم بالعقوبات الإقتصادية؟
ألا تعرف الحكومة انها حين رفعت الدعم وزادت الأسعار ارتفع الدولار وتناقصت أموال الأثرياء وهي في خزائنها؟
إن العملة المحلية تنخفض أمام العملات الأخرى نتيجة لسياسات الدولة. فإذا اتخذت الدولة السياسات الصحيحة وفي نيتها فائدة جميع مواطنيها فإنها تزيد من قوة عملتها أمام العملات الأخرى. لكن عندما تعطي رؤوس الأموال وتشجع المضاربات التي تحقيق الأرباح السريعة السهلة فإنها تضر بإقتصادها وبعملتها. ليس هذا فحسب بل أن هذه الأموال التي إعتادت الربح السهل تسرع للمضاربة بالعملة نفسها فتضعفها.إذن ليس السبب هو إرتفاع الدلار التي تسنده أمريكا بالسياسات الإقتصادية الصحيحة بل السبب هو إقتصادنا الذي اضعفته الحكومة بالسياسات الخاطئة التي يستفيد منها القلة على حساب الكل.
بعض من يملكون السلطة يتحكمون ويضيقون على الناس في أرزاقهم . فقط لأنهم من غير الموالين لهم.متناسين أن السلطة (ضُل ضُحى) لا يدوم طويلا .سيجدون أنفسهم في الشمس الحارة يوما ما.
لابد من التوقف عن ظلم العباد وإستسماح من وقع عليه الظلم بتهور او بجهالة بدلا من إجتراح ظلما جديدا.
إن الله غفور رحيم. وما يجب ان يتذكره هؤلاء هو أن من شروط التوبة ارجاع الحقوق إلى أهلها أو نيل عفو المتضرر.
رغم تغيير امور كثيرة في السودان و العالم لا يزال البعض يحمل نفس الأفكار القديمة. هي أفكار تجاوزها الزمن لكن البعض يخاف التغيير لا يريد ان يتغير أو يرى تغييرا من حوله وكثيرون يهابون الأمور الجديدة.
التضييق على الناس في ارزاقهم أمر جلل مهما كانت المبررات. ان السلطة مارست ومن اليوم الأول انحيازا فاضحا لعضويتها ومحسوبيها وهتافيها . مارست تضييفا شديدا على كل من خالفها الرأى .رغم ان الزمن أثبت صواب الكثير من أراء وتخوفات وتحذيرات المختلفون مع السلطة .
على الحكومة رفع يدها عن دعم محسوبيها والتوقف فورا عن التضييق على غيرهم. أنهم شرفاء صادقون متصالحون مع أنفسهم . لا يوافقون على السياسات الخاطئة . لا يداهنون ولا يتملقون.لا يرضون الذل والظلم. لكن الحكومة بدلا من أن تقدرهم تذلهم . وبم ؟ بأموال الشعب. انها تضع الشرفاء والعفيفين في ذل السؤال . تشجع الجشع ليذل العفيف. فهل تريد الحكومة أن يستجدي مواطنها العزيز ممن تغدق عليهم أموال الشعب؟ ان تسأل نفسها الأسئلة الصحيحة.لو فعلت ذلك لأوقفت الظلم اليومي الواقع ضد الشرفاء. لحاسبت الذين يعتدوون على أموال الشعب الكادح. كيف يأخذ شخص من الدولة المليارات هكذا؟ هذا يمثل رسوم وعرق ولاية بأكملها ثم لا يحاسب؟ كيف ترفض وحدات تابعة لحكومة السودان أن تسلم حساباتها للمراجع العام الذي ترسله لها ؟ والجهات تابعتان للحكومة وهي التي تعطيهم الصلاحيات والأموال. كيف تختفي مليارت الجنيهات من خزينة الدولة كل عام ولا يغادر مسئول منصبه استقالة أو اقالة؟ كيف يرزخ السودان في ديون تضعه تحت رحمة الدائنين .الدائنون يضاعفون أرباح هذه الديون .هذا أمر خطير يكّبل السودانيين وابنائهم بديون كبيرة حتى قبل ان يولدوا. بينما سنويا تختفي المليارات من خزينة الدولة؟ إذا سلبت الحكومة الحقوق فعليها أن تسمع كلمة الحق. وعليها أن تحاسب نفسها قبل ان تُحاسب.
اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وأعنى على إجتنابه .

منير عوض التريكي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..