(مين الناس دي يا ريس؟؟)..!!

* تكاثرت الأسئلة وأفرخت؛ ثم طارت عصافيرها في شأني الخاص (الذي نسيته) مع فواجع الآن؛ إذ مازلت أتلقى استفاهامات من شاكلة: (الطلقة دي جاتك من وين؟).. فلا أتردد في القول: إنها من اسرائيل..!!
(1)
واسرائيل ــ جزاها الرب ــ تحمل حملاً ثقيلاً في تصريحات مسؤولي كثير من الدول الفاشلة التي ينسب رعاتها أي فعل طائش إليها.. ولذلك فهي لن تتضرر لمجرد أن كاتباً سودانياً (لا يعرف الهوت دوغ) قد أشار إليها في أمر رصاصة اخترقت بيتاً يستأجره؛ ومازال الفاعل مجهولاً..!
(2)
تجهيل الإشارة في التصريحات لا يفتح الباب فقط للشك بل يكاد يرمي ركائزه.. فمن أهم الصيغ المؤثرة جماهيرياً (الوضوح) كما فعل الرئيس البشير في أجزاء من خطابه أمس الأول (بخصوص الجانب الإقتصادي)؛ ولعل أخطر النقاط التي تحدث فيها؛ هي ما يدور الآن في دارفور من صراع قبلي متجدد دفعت المنطقة أثمانه وما تزال (في الأرواح الغالية) والممتلكات..!
(3)
يمتلك الرئيس المعلومات الكافية عن ما اسماهم (المستفيدين من تاجيج الصراع القبلي في دارفور) ولولا ذلك العلم لما قطع بالقول: (الناس البولّعوا نار الفتنة القبلية بين الرزيقات والمعاليا ديل ناس مدفوع ليهم..!) ولأن دارفور ليست جزءاً خارج الوطن؛ بالضرورة أن تتعمق الإشارة إلى مرحلة الكشف؛ حتى يكون الوطن كله شهوداً على (مولعي النيران..!).. فإذا توفر طرفاً خارجياً في الصراع؛ فإن شهادة الرئيس تبلغ الداخل والخارج بقوة أكبر.. أما إذا كانت المسألة صراع داخلي بين إطراف تتبادل المطامع أو العداوات المحضة فإن الشهادة لا تفيد أبناء دارفور وحدهم؛ بل بقية القطر الذي يؤلمه أن تتهتك الحياة في جزء عزيز؛ كان لنا نحن (ناس الوسط) ضرعاً حلوباً في التجارة.. فدارفور (القديمة) ظلت في أسفار أهلنا مثل (دول الخليج) قبل تبدُّل الحال..!
(4)
الحل لمشكلة صراعات دارفور يكمن في (صناعة تفاصيل حقيقية على الأرض)؛ ومؤكد؛ لا تغيب هذه التفاصيل على الحكومة؛ لكن تواً يظل إشراك العالمين في الحقيقة وتجلياتها بخصوص مطحنة القبائل أمر مهم؛ فالمجهول لا يسهم في شيء سوى التكهنات؛ والأخيرة أقرب فاتحة لعمل الشيطان..!!!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــ
الأهرام اليوم
حل مشكلة دارفور يكمن في رفع الحكومة يدها عن هذه المشكلة وتخفيف الضغوط المعيشية عن مواطني دارفور وتحقيق العدالة الاجتماعية بينهم فلا يمكن لمن يرى متمرداً سابقاً يقود سيارة فخمة ويتلقى 12 مليون راتب أن لا يرغب في التمرد وفي الحرب دائماً فوائد لتجار الوطني (وتجار السودان حالياً كلهم من المؤتمرجية) فالحرب ترفع الأسعار ولا تدع فرصة كبيرة لتطبيق القانون وهناك من المؤتمرجية من يتلقى دولارات متلتلة ليظل الصراع متأججاً في دارفور وهي فرصة للمؤتمرجية لكي ينشغل الرئيس عن فسادهم وتجارتهم ويزيد في مخصصاتهم برفع الدعم عن المحروقات ثم يردد بجهل فاضح أن زيادة الأسعار ستصلح الاقتصاد!
بدون تعلق
حل مشكلة دارفور، بل وحل جميع مشاكل السودان يمكن في وصفة بسيطة جداً، إلا وهي إعادة هيكلة مؤسسات الدولة السودانية وإنهاء سيطرة الحصرية والمطلقة لأبناء أقلية الجلابة من القبائل الثلاثة على مفاصل الدولة وومواقع التحكم بعصب مؤسساتها الحيوية في (الجيش، الشرطة، جهاز الأمن، السلطة القضائية، والمؤسسات الإعلامية).
وفي المقابل لن يكتب لأي حل سياسي النجاح ما لم تنتفي السيطرة المطلقة والحصرية لأبناء أقلية الجلابة من القبائل الثلاثة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الحيوية.