ومتى تردون الجميل للإنقاذ !

يا أهل السودان الكرام .. عرفتكم الأمم أهل شهامة وامانة و أنتم من تردون التحية بأجمل منها وأكثر عنها حرارة فتمدون الكف مراراً لمن مدها عليكم مرة.. وأنتم أهل الفضل من بعد فضل المولى على عباده الصالحين والطالحين ..!
أوليس من العيب غفلتكم عن رد الجميل لثورة الإنقاذ الظافرة بكل خيراتكم وهي التي تجاوزت بكم كل مراحل الظلمات التي حكمتكم بلغة القرون الوسطى.. من تُركها و مهديها الكبير و خليفته التعايشي ومن ثم إنجليزها وفراعنتها ومروراً بالأزهري و عبد الله خليل و الحفيد الإمام في نسخته الأولى والمحجوب.. وجعفر نميري وسوار الدهب وأحمد الميرغني حتى استعادت لكم مجدكم المهدر في نسخة الإمام الثانية من جاهلية الديمقراطية المسخ، فتدرجت بكم الى ديمقراطيتها الفريدة كما تتدرج الأشياء المنطقية من الشرعية الثورية التي خرج خازوقها من فوهة المدفع .. مروراً بتجربة التوالي التي كانت ملكيتها الفكرية لشيخها الذي هوى ساقطاً من سمو أخلاق تلامذته الذين باعوه رخيصاً واشتروا به رئيساً ..ضربت شهرته الآفاق وشغلت سيرته ابراج مطارات العالم شغفاً بمرور طائره الميمون الى لاهاى ..بعد أن قدم لخلافته المنشودة في خيال أهل حكمه غير السقيم بضعة الالاف من الرؤوس الفارغة ساعدته الملائكة كما غزوة بدر في إزهاق ارواحهم الرخيصة فداءً لهدف شرعي هو دولة العدالة الإسلامية التي قامت قيامتها من بين ركام الفشل النبيل.. وتحطيم مواعين رفاهية شعبنا الذي لم يكن ليعرف الموبايل ولا الأنترنيت ولا الوان الطعام أو طعمه لولا تعطف اهل الإنقاذ وتواضعهم بجلب كل ذلك على حساب سهرهم على أمنكم متسورين بيوتكم مثل الخليفة ابن الخطاب لتفقد الأحوال و لكنهم إختلفوا عنه بميزة ألمعية .. وهي فعل الأهوال بمن يكتشفوا أنه بات جائعاً وصمد ضد الموت !
أبعد كل ذلك تجحدون نعمة الإبتلاء ولا تشكرون أو تردون الصنيع إلا بالصمت الذي لا يفهم لغته صحابة النظام الذين دينهم وديدنهم الجهاد والعمل على بناء السدود ولو كانت تجارتها خاسرة أو الكبارى التي عليكم سداد ديونها على أقل من مهلكم ..أو شارع الظلط الذي كان يتغني به منشدوكم في غابر الزمان من قبيل الأحلام البعيدة .. حجر الظلط مين بقيسو.. وكان ميسه بعيداً عليكم ..كما حلم الإغتراب هرباً من سياط العدالة الناجزة أو إفساحاً لأولي الحظوة بمواصلة جهادهم لبناء عماراتهم المستحقة وإمتاع فروجهم بإكمال الدين بالسلام المربع..!
وعلى ذكر السلام ..!
هل نسيتم ما تحقق في مضمار مساوماته الربع قرنية التي يجهد فيها المفاوضون الجسد والفكر والحنك .. ليريحوكم من ترلات الأثقال الفائضة على ماكينة الوطن من جنوبٍ و بعض أطراف الشمال التي تؤذي مشاعركم بالنزف وعيونكم بمناظر الجثث المحروقة بنار التخلص من فائض البشرية التي تضيّق عليكم بأرتال النزوح المركبات وتشوه المدن بالسكن العشوائي وتردي الخدمات المفصلة على مقاسات المتحضرين فقط ..
و تمحق الملبس وقبل كل ذلك خسارة المآكل الخمسة نجوم دون طائل !
أبعد كل تلك الجمائل.. ألا ..تردونها بثورة تريح هؤلاء المجاهدين من عناء حكمكم الطويل وقد ذابت شموع شبابهم تهليلاً و أحترقت زهرات نضارهم تبشيراً والتوت أصابعهم تكبيراً.. من أجلكم ..!
وقبل كل ذلك هي كرامات لم تكن لذواتهم الزاهدة في السلطة والجاه..وإنما كانت وكل وقائع الحال تشهد إنها حقاً لله .. ومن لايصد ق فليبصم بالعشرة وهو ساكت على قرار رفع الدعم عن رفاهيته الفائضة تحقيقاً للمزيد منها !
فمتى تردون الجميل دام فضلكم ..!!!؟
انت الذي تقراء الواقع بعيون كيزانيه انظر من جميع الزوايا ستجد كل كوز جالس علي انف الف مواطن سوداني .نحن اهل كرم وشهامه وللاسف سلبنا الشرف والكرامه وما فائده الحياه بإمتلاك جوال كما زعمت او تواصل انترنت وانا جعان .لو كنت تفتكر ان الشعب السوداني عائش في رفاهيه انت بعيد كل البعد عن الشعب السوداني ولا تعرف عنه شي؟اما الوان الطعام فاني اقسم بالله اكتر من 80%من الشعب السوداني بياكل وجبتين وفي صحن واحد اما ان يكون (ويكااو فول )والاخر من باب التغيير .قد نحمد الله علي كل ابتلاءته ولا نشكر الانقاذ علي ماصنعت لانه ما موجود اصلا صنيع للانقاذ غير انها تحاول تقسيم الفريسه لاكثر من دوله. مسكين هو وطني ووطنك ووللاسف وطن الكيزان
أخينا الفاضل ((( أحد المهاجرين ))) رد الله غربتك بعد انجلاء الكابوس . يبدو لى أنك أول مرة تقرأ لاستاذنا برقاوى الرجل ليس كما ذكرت انه يسخر فى هذا المقال فأرجو أن تخف عليه شوية . تحياتى
احيك يا اخ برقاوي على الطرح الممتع والمحزن في نفس الوقت الشباب تعب من خساسه الكيزان ونفاقهم لاكن انشاء الله دي النهايه