شرائط ملونة من الحمق ..!

«أكاد أرى وراء كل زواج بلا حب حباً بلا زواج» .. لورد بايرون!
أجمل اعتراف رجالي بتهافت منطق آدم المثقف أمام فتنة حواء أورده الممثل الكوميدي الأشهر تشارلي شابلن – في كتاب مذكراته – عن حكاية طريقة اختيار زوجته السابقة، عندما ذهب يوماً إلى الشاليه الخاص بأحد أصدقائه، وتعرّف هناك على شابة جميلة، كانت ممثلة مبتدئة، جاءت في ذلك اليوم بصحبة صديق لها، لكنهما تشاجرا، فأعرضتْ عنه، ثم طلبت من شابلن أن يقلّها في طريق عودته، فأوصلها ثم عاد إلى بيته، ليفاجئه صوتها على الهاتف وهي تدعوه على العشاء، فما تغيّر انطباعه الأوّل عن تلك الدمية الجميلة، الطائشة ..!
ثم نسى أمر الفتاة تماماً إلى أن جاء يوم أخبره فيه سكرتيره أن الفتاة كانت على الهاتف تسأل عنه، وكاد يتجاهل أمرها من جديد، لولا أن أدلى سكرتيره يومها بملاحظة عن الفتاة، قلبت لعزوفه ظهر المجن: (أخبرني السائق أنك حين غادرت الشاليه منذ أيام، كانت معك أجمل فتاة رآها في حياته!)، هنا وهنا فقط، انتعش غرور شابلن فكان ما كان ..!
وعن هذا يقول : (كانت تلك هي بداية قصة فاشلة، كان الزواج فيها بالنسبة إليها مغامرة مثيرة، مثل الفوز في مسابقة الجمال، أما أنا فلم أستطع أبداً أن أنفذ إلى عقلها الجميل، الموشّى بشرائط ملونة من الحمق!)، وهكذا انتهت حكاية زواج ما كان له أن يكون، لولا ملاحظة عابرة عن جمال مرافقته، أيقظت فيه الرغبة في امتلاكها، ففعل ..!
وهكذا دوماً حال الرجل المثقف، متطلِّب عاطفياً، وحائر أبداً في اختيار الشريكة المُلائمة التي تملأ روحه وقلبه، وتسرُّ عينَه، بينما تقنِعُ وترضِي عقلَه، فذلك عنده أمرٌ جَلَل يتطلَّب موازنةً مُرهِقةً، بين توقعاته النمطية وأفكاره الحداثية المنفلتة من عقال السائد الموروث..!
لاحظ معي كيف تخلَّى شابلن ? الأديب والمفكر الذي ضل طريقه إلى خشبة المسرح ? في تلك اللحظة عن وعي المثقف، ثم دخل غابة الزواج عارياً عن كل ثقافته الجامحة وأفكاره الرصينة، ورؤيته المتكاملة لوعي المرأة باعتباره ركناً من أركان وجودها نفسه، ناهيك عن حضورها في عالم المثقف!، فكان بذلك، كزميل صِنعته الكاتب المسرحي العظيم آرثر ميللر، الذي تجاوز طورانية الوعي المتقدم إلى مدارج الفكر المستنير الذي يؤسس للريادة ويمسك المجتمع من كتفيه ويهزه هزاً، لكنه ما أن فكر بالزواج حتى اختار مارلين مونرو، رمز الإثارة الساذجة، أو السذاجة المثيرة ..!
هكذا كانت هزيمة فكر هذين المثقفين الفذين أمام سطوة الفتنة الأنثوية الساذجة، ومثلهما كُثُر! .. حيث الرجل المثقف الذي يعشق المرأة الذكية، الواعية، ولكن ما أن يقف أمام امتحان الزواج حتى يستشرف معارك الندية، فيؤثر السلامة، ثم يهرع – راضياً مرضياً – إلى إحدى الجميلات، ذوات العقول الموشيَّة بالشرائط الملونة إياها ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. يا مني نحن في زمن الهوت دوك انت من زمن زواج الحب والكلام ده نسيت اشتري ليك تذكرة في الباص الفات

  2. سبحان الله فبل أكثر من عام فرأت من بين سطور كتاباتك وجود مشكلة بينك وزوجك أرجو أن أكون مخطئاَ ولكن أسمحي لي كأب ومعجب بكتاباتك أن تسمعي مني النصائح الاتية:
    * تجنبي أولاَ الإحساس بالندية مع الرجل أبا كان أو أخاَ أو زوجاَ أو حتي زميل عمل أودراسة.
    * لا تنجرفي بالإحساس بالمساواة بالرجل حتى لو كنتي اذكى منه أوأعلي نجومية أو دخل مادي لأن ذلك ضد طبيعة الانسان عموماَ و طبيعة الانسان السوداني تحديداَ أولم يكب جدك حماره وقال لزوجته ماشي أعرس؟ كل الرجال السودانيين مثقفين وغير مثقفين هم أحفاد هذا الرجل.
    *لا تنشري غسيلك الشخصي يا بنتي.

  3. انتي شكلك من ناس الهوت دوغ والبيتزا
    الله يسالك حب شنو في الطين ده؟؟؟
    و
    الناس في شنو وانتي في شنو ؟؟
    استحي علي دمك واكتبي في الغلا الحاصل
    اكتبي عن اكتر من 50 الف امراة وبنت وطفل اصبحو يعيشون في الشارع

    كتاباتك كلها للطبقه البرجوازيه للاسف

    وكمان كلها مستوحاه من كفره ظلمه .. اليس بامكانك ان تستوحي من مسلمين او من قصص الصحابه او السنه او القران ؟؟

    ربنا يهديك

  4. ,Nonsense article and it shows the naivety of journalism and it does not deepen the feeling and argumentative premises of the rapport between educated man and gorgeous woman, but in Sudan it can be because lots of beautiful women know uses their beauty to achieve their goal even though they pay for that part of honor particularly in media. This is the behavior and manner which is set by the government ignoring the honor and the values. It is obvious for you – IN ATBRA and SAUDI ARABIA to a journalist and TV presenter.WOW!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! e

  5. أكتبي وماتهتمي بالمشاكسين ديل هم عايزين كل الكتاب على نمط واحد والكل إغرد في نفس الإتجاه أخرجوا هذا الشعب من الحزن نرجوكم إنه لا يستحق ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..