لو كنت الحاكم بأمره في بلاد الطيبة والصبر الجميل

لو كنت الحاكم بأمره في إحدى بلاد الطيبة والإحتمال والتسامح كنت سأفعل الآتي:
أقتطع وقتا اشكر فيه ربي الذي خلقني وكرمني ووهبني الحكم وآتاني الحكمة ووفقني للصواب.
أقرأ كل الصحف المعارضة وحتى المغرضة وأستمع لكل الأراء المخالفة لآرائي. ليس فقط التي يريدني من هم حولي قراءتها وسماعها.هذه تردد صدى ما أقوله وأقرره .وتلك تساعدني في رؤية الأمور من زوايا مختلفة.
أتبرع بكل ما يأتنيني بحكم منصبي. وهبت كل أموالى لأعمال الخير .عشت فقط على مرتبي. هكذا اكون قدوة حسنة لكل موظفي الدولة. والأهم هذا يمنحني حقا لا شبهة فيه بمساءلة ومحاسبة كل من تجاوز منصرفه مرتبه وبمصادرة كل مايزيد عن ذلك.
أوقف التبرعات التي يقوم بها المسؤلين. وأتاكد ان ما يتبرعون به يخرج من جيوبهم وليس من خزينة الدولة.
كنت ساخصص يوما كاملا كل اسبوع لمقابلة القوى الأخرى المعارضة. استمع فيه بصبر لكل النقد والكلام الحار .أعرف أحلامهم وطموحاتهم وتصوراتهم لتحقيقها. هذه الطموحات تخص هذا البلد الذي نعيش فيه كلنا . فلابد ان تكون طموحات تحمل الأمنيات بتحقيق الرفاهية للشعب وتقدم البلاد .هم وابنائهم يعيشون في هذا البلد ولابد انهم يتمنون الأفضل وهذه طموحاتي أيضا وإن اختلفت معهم في الوسائل والأولويات .
إستفدت من كل التجارب وعلى مر التاريخ. وانتجت وصفة ادير بها التنوع في بلادى. استخرج بها الأفضل في كل قبيلة أو طائفة أو فئة حتى أصل للأفضل في كل فرد.ثم استخدم ذلك لصالح المجموع.
احتفظ بعلاقات طيبة مع كل الدول .تبادلت معهم الخبرات والتجارب .ستكون تجربتي مثار إهتمام كل الحكام المحبون لشعوبهم.
أبذل جهدا كبيرا ومخلصا في العناية بالمرأة وإجابة كل طلباتها . هذا يعطي للبلاد قوة دفع كبرى في كل المجالات . يضمن طفولة صحيحة ويخّرج أجيال سليمة في المستقبل
أحتفى بالمبدعين والمفكرين والباحثين والدارسين والمترجمين والصحفيين والمخترعين والتشكيلين والفنانين .كنت سأفرد لهم مبنى متكامل مجهز بكل الوسائل. أخصص لهم المعامل والمكتبات .أهيئ لهم الأجواء ليبدعوا. هؤلاء هم الذين يزودون الدولة بالأفكار الجديدة والمقترحات المفيدة والحلول للمشكلات التي تواجهها. أحفز كل من يأتي بفكرة جيدة تساعد في تطور البلد
أخصص ميزانية مقدرة للتعليم الفني بأقسامه المختلفه.هذا يؤهل من أبناء وبنات الوطن من يقوم بتشغيل المصانع والمزارع والورش وغيرها .هذا يحقق التنمية يقدم البلاد للأمام.
أشجع السياحة الداخلية وأدعم وزارة السياحة بكل ما تحتاجه لتجعل البلد سياحيا يقصده الناس من مختلف بقاع العالم. السياحة تدعم الخزينة بأموال مباشرة وبمختلف العملات.
أقوم بتأهيل السكك الحديدية وتزويدها بالقاطرات القوية وكل ما تحتاجه لتقوم بدورها الكبير والمهم في خدمة الإقتصاد.نقل الناس والبضائع بأقل تكلفة لكل البقاع.هذا يوفر للخزينة العامة العملة الصعبة التي تصرف على شراء اسبيرات السيارات و الشاحنات.
أنشئ قطار الأنفاق .مواصلات سريعة ذات سعة كبيرة. أجعله وسيلة نقل مريحة مزودة بشاشات تلفزيون ومكتبات صغيرة .هذا يساعد الدولة في وصول كل العاملين إلى أماكن عملهم مبكرين والمغادرة بعد الدوام والوصول إلى منازلهم بإرتياح.
أقوم بتأهيل النقل النهري و إستئناف رحلات البواخر التي تساهم بقوة في الإقتصاد.
أهتم بالموانئ البحرية .أزيد اسطول البواخر و اُؤهل المواني لصيانة وخدمة السفن العابرة.
أدعم الخطوط الجوية بمبلغ ضخم حتى تشتري طائرات جديدة. بلدي واسع وموقعه وتاريخه في الطيران يؤهلانه ليحلق بقوة و بكثافة فوق أفريقيا والعالم.
أعيد خدمات البوسطة وأجعل كل تعاملات الحكومة تتم عن طريق البريد.هذا ينعش الأعمال التي تنعش خزينة الدولة.
أنشئ مجلس النقل الذي يضم المواني البحرية والنقل النهري والسكة حديد و البريد .تنسيق جهودهم لتقديم خدمات فعالة وسريع باقل تلكفة .
أضع صندوقا كبيرا للمقترحات والأفكار والشكاوى في كل مؤسسات الدولة.وأخصص عنوان بريدي وإليكتروني لإستلام الرسائل و أرقام هواتف مجانية لسماع كل من له رأي أو مقترح تستفيد منه الدولة.
أشجع كل من له خبرة ما أو تجربة أن يكتب سيرته الذاتية واطبعها على حساب الدولة واضعها في المكتبات العامة ليستفيد منه الجميع. هكذا تكون اساسا تقوم عليه تجارب جديدة.
ألغي الرسوم على الزراعة والصناعة والتجارة والأعمال المختلفة. وأشجع تصنيع الأعلاف. هكذا تزدهر هذه الأعمال ويزيد الإنتاج ويقوى إقتصاد الدولة تلقائيا .يحقق الإكتفاء الذاتي ويرفع ميزان الصادر على حساب الوارد.هكذا يخرج الناس زكاتهم بنية خالصة.هذا جالب للرضا ومدعاة لنزول البركة. .
أخصص يوما في الشهر أمر فيه على المدارس .أجلس مع التلاميذ والطلاب واسمع منهم أحلامهم. ففي أحلامهم أفكار لمشاريع كبيرة .كما أن لهم الحق في سماعهم فهم نصف الحاضر وكل المستقبل.وهكذا أرسي قيما عالية. الإهتمام والمشاركة والمشاورة حسن الإستماع.
أعين من ينظر سرا في أحوال الفقراء يعرف مطالبهم ويسمع ظلاماتهم خاصة المتضررين من جشع وقرارات المسؤلين الظالمة. فالمتعففين لا يشتكون.
أخصص ساعة للأغنياء ومحبي الشهرة. يدفعون أموالا مقابل تناول وجبة أو كوب شاي أو صورة مع الحاكم.تذهب هذه الأموال للمحتاجين.
أخصص يوما اتخفى فيه بزي مواطن عادي. أمارس ما يفعله الفقراء .اركب المواصلات وأكمل باقي المشوار على قدمي . آكل وجبتين في اليوم من غالب قوت البلد. وأتجول في الأسواق وغيرها واستمع لما يقوله الناس.
بعد أن أفعل ذلك فإنني لن أندم على شيئ .فبعد أن أتقاعد من الحكم سوف أكتب تجربتي . ابيعها وأعيش واسرتي منها ومن معاشي.
سوف يكرمني كل الشعب وليس قبيلتي فقط. الشعب الحر يرد الدين ولن يدع حاكما عادلا يعاني بسبب سياسته الحكيمة وقراراته الصحيحة. ستكون بقية حياتي إحتفاءات وتلبية دعوات ودعوات صالحة وزكريات سعيدة.
فماذا أريد أكثر من ذلك؟
فما رأيكم دام فضلكم؟.
البشير بيعمل كل القلتوا وزيادة. بيفتي في الدين ولبس الحجاب. 0123652351