صيدلية المك نمر و طمس الهوية

الأمـم الراقــيـة ،
هـي تلك التي تهـتـم بتـراثـهـا ،
لما به مـن ارث ،
ناصـع البياض ،
جـرعــات مـن البروتـين ،
للاجيــال ،
فلا يذكر المك نمر الا وذكر ،
مـقتله لاسـماعـيل باشا ،
الرجل لم يأخذ حـقه مـن التاريخ ،
فانزوي عنـه الـبريـق ،
وضـلت عنه منشـستات الصـحـف ،
حتي التلفاز يداعبـنـا ،
بدعـايـة ،
( نحن قـرايـب ) ،
( وطـباح كـسرة بـملاح ،
وده حـمودي ود الجـيران )
والاســفـاف الثـقـافـي ،
بالاسـتـخـفـاف بالأدمـغــة ،
والسـقـوط الي الوحـل ،
بناقـوس الاقـتـصـاد ،
والـجــودة ،
واسـلوب العـرض والـطـلب ،
الرخيص ،
هـــلا ،
شـرعـت الـحـكومة المـبـجـلة ،
بنـقل رفـات الـمك نـمر ،
الي المـتـمـة الام ،
مــن الـحـبـشـة ،
وأيـن دور وزيـر الثـقـافـة ? ،
وهــل أقام مـهـرجان البـجـراويـة ؟
أم سـعـي في نـفـض الغـبار ،
عـن الـمـك نـمر ،
بنتيجة الحـمـض الـنـووي ،
DNA ،
فيذكـر أن أحـدهـم ،
سمي صـيدليته باسم ،
( صيدلية المك نمر ) ،
فانزعـجـت اسـرة الـمـك ،
انزعــاج يضـرس الاذن ،
فتقـدمـت بشـكوي ،
الي ادارة الصـيـدلـة ،
بـوزارة الـصـحــة بالخرطوم ،
مطـالبين بـسـرعـة تـغيـير الاسـم ،
وتحـركت الشكوي الي الـقـضـاء ،
بعـد أن ضـلت طـريقها ،
الي مجـلس الامـن ،
فلم يهدأ بال اسرة المك العريقة ،
وخرجـت السـيوف مـن أخـمادها ،
وأينعـت الـرؤوس ،
وحـان الخـطـاف ،
فـدقــوا الـنـحـاس ،
ولو لا ،
الاجــاويـد ،
بالـراي السـديـد ،
لتكـررت مـذبحة ،
صــبرا وشـاتـيلا ،
فهـدأت العـاصــفة ،
فتقدمت احـداهـن ،
مـن الحـناكـيش ،
لمـعـاينة في وزارة الخـارجـية ،
يـدفعـها الحلم الجـميل ،
بـشـغـل وظـيفة بالـسـلك الـدبـلومـاسـي ،
فـي احـدي الـسـفـارات ،
ويـا حـبــذا فـي دول الـخـلـيـج ،
وعـند مـقابلة لجـنة المعـايـنـة ،
سـألوهـا ،
ســـؤال ،
ماذا تعـرفي عـن المك نمر ؟
ضـحـكت الحـنكـوشـة ،
بعد أن رمـت بشعـرها الي الوراء ،
لابداء مـحـاسـن الفـتـن ،
قــالــت :-
( مــش ده العـندو صيـدلية الـمـك نـمر بـشارع الجمهـورية )،
عزالدين عباس الفحل – ابوظبي
[email][email protected][/email]
أخرى أو بالأحرى شايقى سألوه عن شارع المك نمر فقال :دا الشارع الجرابو؟
ياخ انت ما عندك شغله البلد مولعه بالحروب و الغلاء و انت جأي تتكلم عن صيدليه و ما بعرفوا شنو ؟؟؟؟
بعدين انت ما سمعت بكبري المك نمر ؟؟؟؟
وين باقي الاسماء الخالده الاهملت و ما سموا باسمها كباري زي عثمان دقنه ، علي دينار ، السلطان عجبنا ،
علي عبد اللطيف ، عبد الفضيل الماظ ، عبيد حاج الامين و غيرهم كتير من الابطال العظماء الاتنكروا ليهم و لتضحياتهم من اجل الوطن .
مش بقول ليكم البلد دى ضاعت وطمس تاريجها ..ونحرت هويتها ومزقت أشلاءها وبعثرت وصارت هباءا منثورا …..الله يجازى اللى كان السبب..
يا إخوانا انتوا لسه عايشين في الأساطير دي ؟ المك نمر ليس بطل قومي دا بطل قبيلة لا غير كتر خير الناس الاتجاوزه عن غدره الجبان بإسماعيل باشا ألما بشبه السودانيين ولا اخلاقهم .. زول جري للحبشة بسرعة أبطال الماراثون تقول لي بطل ؟ ياخ ارحمونا يا ناس تاريخ السودان لابد ان يراجع بدون تحييز . أبطال السودان الحقيقين ضد الغزو المصري التركي هم مهيرة بت عبود الشجاعة والمقدوم مسلم من اقصي غرب السودان الذي استشهد في ميدان المعركة ولا جري ولا فزا وكان مصيره النسيان في بلد كل تاريخه مكتوب بالمشقلب . لابد من مراجعة التاريخ وتصحيحه عشان البلد دي تمشي صاح
لا ده العـندو صيـدلية الـمـك نـمر بـشارع أفريقيا كمان..
وحان القطاف وليس الخطاف .
التاريخ أعطى المك نمر أكثر من حقه.
الفكرة والتنفيذ لحرق الباشا من بنات أفكار المك مساعد.
لكن هكذا يزور التاريخ في بلادنا .. حكمة المك مساعد الذي ظلمه كتبة تاريخ السودان هي التي أودت بحياة الباشا وليس المك نمر.