أكسيد النيتروس وموت الغضب !!

أكسيد النيتروس او ما يُعرف بأكسيد النيتروجين الثنائي او أحادي أكسيد النيتروجين هو مركب كيميائي عديم اللون وغير قابل للإشتعال ودون غيره من المواد الكيميائية فإن له رائحة طيبة و محببة للنفس و ذو مفعول فوري يمنح من يستنشقه إحساساً بالبهجة والتنميل وميولا ً قوي للضحك لذا فهو يعرف أيضا ً بغاز الضحك..ويستخدم في المجالات الطبية كمادة مساعدة في التخدير في حالة العمليات الجراحية وعند مزجه بالأوكسجين يسكّن الألم و يهديء الأعصاب ويثبط الغضب بشكل كبير مثلما تفعل المخدرات من مثل الأفيون والهيروين والكوكايين وغيرها .. ولعل الأجهزة الأمنية الكيزانية قد فطنت إلى خواص هذا الغاز وقلة تكلفته فتمكنت من تحويله من الحالة الغازية إلى حالة السيولة ومن ثم مزجه بمياه الشرب بسكبه بنسب معينة في صهاريج المياه في العاصمة فيظل يعمل على تهدئة وإسترخاء الأعصاب .. ويستطيع السائر عبر أزقة حواري المدينة ان يلاحظ هذه الظاهرة إذ لم يعد الأطفال يصرخون كما كان الأطفال قديماً الذين رغم الشبع كانوا لا يكفون عن البكاء والصراخ بسبب او بدونه ..اما أطفال اليوم فقلّ ان يتعالى صراخهم حتى بإنعدام الحليب في أثداء أمهاتهم وحرمانهم من الحليب البديل طبيعياً كان ام صناعيا ً!! كذلك بات من المألوف جدا ً ومنذ سنوات طوال خلال هذا العهد ان يذهب كثير من التلاميذ صغار السن إلى المدرسة دون مصروف و من غير ان يتناولوا وجبة الإفطار ومع ذلك لا يتذمرون ولا يغضبون كما كنا نفعل قديماً حين نُحرم من مصروف المدرسة او حين لا يتوفر طعام في المنزل!! .. إذا كان هذا هو الحال بالنسبة للصغار الذين لا يقبلون عذراً ولا يقدرون ظرفا ً فقد نجد العذر للكبار فهاهم قد باتوا ينعمون بحالة غريبة ومريبة من الهدوء والإسترخاء وبرود الأعصاب .. لا شيء يغضبهم او يثير ثائرتهم فقد غدوا مثل رجليْ الحرس اللذان يقفان أمام مدخل القصر الجمهوري حين حسبهما أحد القرويين القادم للمدينة لأول مرة أنهما تمثالان فوكز أحدهما بعصاه قائلاً:” بالله الحق الزول يقول فيه روح “!! .. يسيرون وهم يكلمون أنفسهم ويتوسطون شوارع الإسفلت قدماً بعجل غير آبهين بالعربات ولا المركبات المندفعة.. تنتهك كرامتهم وتُسلب حقوقهم وتنهب أموالهم ومكتسباتهم وتفرض عليهم الضرائب والرسوم مع كل طلوع شمس وهم لا يكلفون أنفسهم عناء هش الذباب عن وجوههم .. يحرمون من مجانية التعليم والعلاج وكافة الخدمات التي يتوجب على الدولة تقديمها لهم ولا أحد يسأل عن السبب ناهيك عن الإحتجاج .. تزداد الأسعار بصورة جنونية وعلى مدار الساعة والرواتب باقية كما هي دون زيادة وليس ثمة من يعترض علي شيء … يتكاثر الفساد ويغتني المسؤولون ويتنافسون في ذلك وكأن الوطن ومن فيه وما فيه بات ملكاً لهم فلا أحد يقف أمامهم او ينهاهم عن ذلك !!

رُفع الدعم عن الوقود وعن القمح وارتفعت الأسعار بنسبة تفوق نسبة الدعم المرفوع وأثر أكسيد النيتروس يظهر بصورة أوضح مما كان في السابق فيبدو ان النسبة الممزوجة قد زيدت لإضفاء المزيد من البهجة والتنميل والميول للضحك .. ليتهم يتجاوزون النسبة المقررة حتى نصل إلى ذلك الحد من الضحك الذي يصعب التحكم فيه !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هي الولاية ما عندها شب وكلورين لتنقية المياه؟؟؟يكون عندها غاز النتروجين؟؟؟من وين؟؟؟
    هذا الصمت والهدوء هو الذي يسبق العاصفة؟؟؟ ولقد بدات العاصفة في ودمدني وامدرمان؟؟؟؟

  2. احذروا غضب الحليم
    كم صبرنا …كم صبرنا واديناكم فرص شان تفارقونا بي اخوي واخوك
    لكنكم دايرين الدواس
    وعارفنكم مشتاقين لي “عصاية القذافي ”
    وعندنا منها كتير
    بي كل المقاسات (XL – XXXL -) و
    وعندنا حتى اسمول
    انتظرونا هناااااك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..