هل سينحاز الجيش للشعب ؟ نعم

خالد بابكر أبوعاقلة

(1) القوة في يد الديكتاتور هي بالضرورة قوة تابعة للشعب , ونابعة منه , مهما تعمقت أبدلوجيتها , وغسلت بالضلالات أدمغتها , وطبيعيا وتاريخيا لابد أن تعود هذه القوة لأصلها الذي خرجت منه لتكون جزءا من الطوفان العام حينما يبدأ حركته الأبدية ويطفر طفرته الظافرة مدفوعا بالضرورات إلى أفق التغيير .

(2) ليس هناك نص في القرآن الكريم , ولا في السنة الشريفة , ولا في التاريخ الإسلامي كله , يمنع انقلاب الجيش على نظام يدعي الإسلام , أو لا يدعيه ويمتطي جناح الشريعة حقا أو باطلا , لأن الانقلاب في أحيان كثيرة شكل من أشكال التغيير المنطقي الاجتماعي المطلوب بكل ( النواميس ) , وحل لبعض العقد الاجتماعية المزمنة التي تبيحها ( الشريعة ) تحت تبرير الضرورات تبيح المحظورات .

(3) قتل الأمويون الحسين بن علي وفي عروقه دماء من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم وقطعوا رأسه وكان الرسول ( ص) يقبله في جبهته , ومثلوا بجثته , وقتل اليهود نبيهم المنتظر عيسى بن مريم ( وما قتلوه وما صلبوه ) وأسلموه لبيلاطس البنطي فرفعه في الصليب مع اللصوص والقتلة , وحاربت السيدة عائشة بنت أبي بكر ( ثاني اثنين إذا هما في الغار ) أم المؤمنين وزوج الرسول (ص ) قوات الخليفة علي بن أبي طالب في معركة الجمل , وهو أمير المؤمنين , وصفي الرسول , وابن عمه , وزوج ابنته المحبوبة لديه فاطمة, وهي بهذه المكانة العالية في تاريخ النبوة كما تقول بعض الروايات حرضت على مقتل سيدنا عثمان , وهو صاحب الرسول في كل مراحل الدعوة , ومن جهز جيشا كاملا للغزو من حر ماله , وقالت ( أقتلوا نعثلا ( أي عثمان ) فقد كفر ) رضي الله عنه وأرضاه . قتل في (مصلاته ) وهو يقرأ القرآن الكريم .

(4) في زمننا هذا قام هواري بومدين وزير الدفاع في سنة 1965 بانقلاب عسكري أطاح بحكم زميله ورفيقه في كفاح الفرنسيين أحمد بن بيلا أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال , وسجنه خمسة عشر عاما , وانقلب أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة آل ثاني وأضطره للعيش في المنفى ولسان حاله يقول ( يا كنيسة الرب ما في القلب في القلب ) وفي تاريخنا القريب انقلب سوار الذهب لضرورات التغيير والثورة الشعبية وهو القوي التقي الأمين الذي لا يعرف خائنة الأعين وما تخفي الصدور إنقلب على من قدمه في الصفوف جعفر النميري.

(5) وفي زمننا هذا ايضا, وبين ظهرانينا , خرج الجيش الحر من الجيش النظامي , وخرج جيش بنغازي المكون من المدنيين من كتائب معمر القذافي الذي سعى للشهادة ( ولكنه لم يحسنها ) وانحاز الجيش المصري كله في ثورتين للشعب المصري والجيش التونسي للثورة .

(6) تفككت الحركة الإسلامية وصارت شيعا ومزقا فلم يمنعها من ذلك دين ولا شريعة ولا نصوص لأن قوانين السياسة وأبجدياتها السيسيولوجية والتاريخية لا علاقة لها بالدين الذي قد يجمد في مكانه بفعل فاعل ولا يتحرك مع التاريخ قرونا من الزمان , بل في كثير من الأحيان كانت الحركات الإسلامية تبحر عكس التيار المسرع تبعا لمنهج التبرير والتعليل العقلانيين فتقف وجها لوجه مع فقهاء الأباطيل وعثرات وثغرات الدين فلا تحير جوابا غير أن تتفكك وتتصارع شيعا باسم الدين الذي تحول إلى شعارات .

(7) انشقت الحركة الإسلامية , وأسس الترابي المؤتمر الشعبي , وأسس من كان معه , المؤتمر الوطني , وتوالت التشققات , فأسس غيرهما , السائحون , وأسماء أخرى تصل إلى حد التطرف القاعدي , بل تجد في الساحة جماعات أخرى لم يوحدها الدين ولا شعار أهل القبلة وكلهم فكريا في حالة ( انقلاب ) على بعضهم البعض , فليس مثل ( الدين ) في إثارة الفرقة والتناحر والشتات , وخلق التيارات الفكرية بحكم الفترة التاريخية التي تقلب فيها الدين وحكم الناس فيها باسمه دون تفصيل وتمييز وغربلة للعملية العقلية والأفكار بداخله وخلط ما هو تاريخي بما هو ديني حيث يتم في أثناء ذلك تمويه الدين الصحيح بالوضع والاختلاق والأكاذيب التي تبنتها في سوداننا ( الإنقاذ ) . ومارسوا الاقتتال ضد بعضهم البعض في التاريخ الإسلامي وأخر ذلك اقتتال المجاهدين في أفغانستان والمجاهدين في سوريا ومارسوا الانقلابات ضد بعضهم البعض وأخر ذلك عندنا (انقلاب قوش الموءود ) ومارسوا الاغتيالات , وسيخرج من بينهم من يدافع عن الثورة السودانية والمحتجين السلميين طمعا أو خوفا أو إيمانا بها .

(8) لا شيء يقف أمام الحق أو الضرورة أو صيرورة التاريخ في التغيير خاصة إذا كانت هناك حفنة سرقت السلطة والمال من الشعب وتحاول أن تخضعه لنزواتها وتوجهاتها بالقوة المسلحة والشعب هم الأكثرية (الكاسرة ) والجيش لبنة من لبناته , فلابد للجيش في اللحظة المعلومة أن يرجع إلى مكانه الطبيعي جنب المواطنين صناع الثورة والمال والسلطة فيقدم له الجيش من جديد ما سرق منه من سلطة وقوة وسلاح وكرامة , وليس ذلك على الله بعزيز .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “””وزوج ابنته المحبوبة لديه فاطمة, وهي بهذه المكانة العالية في تاريخ النبوة كما تقول بعض الروايات حرضت على مقتل سيدنا عثمان “””
    السيدة فاطمة عيها وعلى ابيها افضل الصلاة والسلام توفيت بعد 6 اشهر من وفاة الرسول (ص) فكيف حرضت على مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه!!!!

    نرجي التحري والدقة قبل الكتابة

  2. هيااذا ياجنود الفدا الى الامام وتسلموا راية الثورة الظافرة المنتصرة باذن الله . بعون الله تعيدون البسمة الى ثغور امهات وآباء الشهداء بانحيازكم الى الشارع السودانى البطل :
    وللاوطان فى دم كل حر * يد سلفت ودين مستحق
    وللحرية الحمراء باب * بكل يد مضرجة يــدق
    والله أكبر والنصر حليفنا باذن الله

  3. ان لم يقف الجيش مع شعبه بعد هذه الارتال من الشهداء فحق لنا كسودانيين ان نتبرأ منه بعد ان باع آخرته بدنياه و وقوفه مع القتلة و السفاحين .. و حسبنا الله و نعم الوكيل .

  4. هل سينحاز الجيش للشعب ؟ لااااااااا
    ذلك لان مصنع الرجال بقى زى مصنع جياد بتاع اسبيرات ساى ..

  5. إذا كنا منتظرين الجيش يقيف معانا فعل الدنيا السلام و هنيئاً للبشير بحكم السودان لعقود أخرى.

    من ناحية أخرى لماذا توقفت الثورة و المظاهرات؟ هل مظاهراتنا كانت مثل عطلة العيد أربعة أيام؟ عيب هذا الكلام.

  6. مع احترامي للكاتب ولكن الظاهر ان الكاتب من المتأثرين بغلاة الصوفية او هو من المتشيعين حديثا مع نظام اخوان السودان (الكيزان ) الذين فتحوا الباب على مصراعيه لإيران لتغرس فيه التشيع ، ودليلي على ذلك الفقرة رقم (3) ، فكلها اخطاء مأخوذة من كتب الشيعة ومن كتب غلاة الصوفية ليس الا ، ولنبدأ بتفنيدها :
    (أ) ((قتل الأمويون الحسين بن علي وفي عروقه دماء من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم وقطعوا رأسه )) اولا لم يثبت اصلا ان من قتل الحسين من اهل السنة ، ثانيا قتلة الحسين وعلى رأسهم شمر بن الجوشن من جماعة الحسين رضي الله عنه وهو قاتله ، واليكم اثباتات حية من علماء الشيعة انفسهم :
    الشيعة هم من خان الحسين فقتلوه:
    http://www.youtube.com/watch?v=qk1zuEE5ZUY
    إعتراف كمال الحيدري (من اكبر خمسة علماء ) من قتل الحسين هم الشيعة:
    http://www.youtube.com/watch?v=tLTsVmBRt1A
    اعتراف الشيعة بغدرهم بالحسين:
    http://www.youtube.com/watch?v=hGqAYQEgl-w
    إعترافات شيعية بقتلهم الحسين رضي الله عنه:
    http://www.youtube.com/watch?v=92eUXburoUs
    * فقد قال السيد محسن الأمين ” بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ” { أعيان الشيعة 34:1 }.
    ** وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : ” ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة ” { الاحتجاج للطبرسي }.
    *** ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم ” أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ “{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
    **** وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : ” اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا ” { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
    **ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : ” هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ ” أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
    *** ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :” ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .
    (ب) ((وحاربت السيدة عائشة بنت أبي بكر ( ثاني اثنين إذا هما في الغار ) أم المؤمنين وزوج الرسول (ص ) قوات الخليفة علي بن أبي طالب في معركة الجمل , وهو أمير المؤمنين , وصفي الرسول , وابن عمه , وزوج ابنته المحبوبة لديه فاطمة)) وهذا الكلام ايضا من كتب الشيعة ومن والاهم من غلاة الصوفية حيث ان السيدة عائشة لم تخرج لقتال وانما للإصلاح والمطالبة بدم قتلة عثمان رضي الله عنه وقد ذكر الامام احمد في مسنده : فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس . وأيضا ما رواه ابن حبان عن أم المؤمنين رضي الله عنها قولها : ما أظنني الا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم . ثم انه يكن علي رضي الله عنه في العراق وإنما كان في المدينة وأم المؤمنين ذهبت للعراق حيث قتلة عثمان رضي الله عنه .
    أخيراً نقول للكاتب صاحب الشبهة ان قلنا في خروج ام المؤمنين على الامام فسيكون حكمها خارجية مثلها مثل الخوارج الذين خرجوا على الامام فكيف الحكم عليها ؟
    لماذا لم يقم الإمام عليها الحد والحكم الشرعي ؟ بل أعادها معززة مكرمة إلي مكة وأكرمها وكان يناديها ب ( يا أماه ) ! فهل اتعظ الكاتب ؟
    (ج) ((قالت ( أقتلوا نعثلا ( أي عثمان ) فقد كفر )) وهنا نؤكد لجؤء الكاتب لإحاديث الشيعة فهذا الحديث من (تاريخ الامام الطبري) برواية من غير سند (وفيه : نصر بن مزاحم المنقري كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير من حديثه وهو ايضا :رافضي جلد تركوه ، ونصر بن مزاحم قد ضعفه الدارقطني وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان نصر زائغا عن الحق مائلا وأراد بذلك غلوه في الرفض فإنه كان غاليا وكان يروى عن الضعفاء أحاديث مناكير .
    ومما سبق يتضح قلة علم الكاتب او كثرته على غير حق (كأخذه من كتب الرافضة ) وعليه اوجه نصيحة لجموع كتابنا الصحفيين ان يتجنبوا الخوض في الامور الدينية بغير علم (حتى لا يكونوا مثل الكيزان) يتاجرون بالدين ويتحدثون عنه بغير علم ، ثم ان مهمة الكاتب الصحفي التوعية السياسية وليست الدينية ، ولكن ان كان الصحفي او الكاتب له معتقدات (خاصة) فنرجوا ان لا يزعجنا بها فقد تكشف من اول وهلة ويتضح مدى جهالة الكاتب ومدى حقارة المعتقد الذي يعتنقه .
    اما بالنسبة لسؤال الكاتب في عنوان مقاله فأقول له وبكل ثقة ان لا يعتقد في الاجابة بنعم مائة بالمائة لأن الكيزان هم اخوان مسلمون فرع السودان وينهلون من نفس منهل الاخوان (وهو الفكر الماسوني) الذي يلتقي مع اليهودية ومع الشيعة في عدة مشتركات ، ومايفعله البشير حاليا بشعبنا هو صورة طبق الاصل مما فعله بشار الاسد بشعبه السوري الابي ، وبنفس الداعم إيران وبنفس العنف والبرود في القتل ، فهم جميعا من فكر واحد وداعم واحد ، ولكننا ندعوا الله ان ينصرنا عليهم فهو اكبر منهم ومن بطشهم ، واتمنى من الاخوة في الجبهة الثورية استغلال تشتت افكار امن البشير وجيشه مع الانتفاضة ويبدأو في التقدم نحو المدن الكبرى سواء في الغرب الحبيب او النيل الازرق وبذلك سوف يخففوا على المواطنين المنتفضين في العاصمة والاقاليم الضغط ، ولا ننسى ان الجبهة الثورية هي نواة (الجيش السوداني الحر ) .

  7. مع احترامي للكاتب ولكن الظاهر ان الكاتب من المتأثرين بغلاة الصوفية او هو من المتشيعين حديثا مع نظام اخوان السودان (الكيزان ) الذين فتحوا الباب على مصراعيه لإيران لتغرس فيه التشيع ، ودليلي على ذلك الفقرة رقم (3) ، فكلها اخطاء مهولة و مأخوذة من كتب الشيعة ومن كتب غلاة الصوفية ليس الا ، ولنبدأ بتفنيدها :
    (أ) ((قتل الأمويون الحسين بن علي وفي عروقه دماء من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم وقطعوا رأسه )) اولا لم يثبت اصلا ان من قتل الحسين من اهل السنة ، ثانيا قتلة الحسين وعلى رأسهم شمر بن الجوشن من جماعة الحسين رضي الله عنه وهو قاتله ، واليكم اثباتات حية من علماء الشيعة (الاحياء) انفسهم :
    الشيعة هم من خان الحسين فقتلوه:
    http://www.youtube.com/watch?v=qk1zuEE5ZUY
    إعتراف كمال الحيدري (من اكبر خمسة علماء ) من قتل الحسين هم الشيعة:
    http://www.youtube.com/watch?v=tLTsVmBRt1A
    اعتراف الشيعة بغدرهم بالحسين:
    http://www.youtube.com/watch?v=hGqAYQEgl-w
    إعترافات شيعية بقتلهم الحسين رضي الله عنه:
    http://www.youtube.com/watch?v=92eUXburoUs
    * فقد قال السيد محسن الأمين ” بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ” { أعيان الشيعة 34:1 }.
    ** وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : ” ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة ” { الاحتجاج للطبرسي }.
    *** ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم ” أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ “{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
    **** وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : ” اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا ” { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
    **ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : ” هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ ” أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
    *** ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :” ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .
    (ب) ((وحاربت السيدة عائشة بنت أبي بكر ( ثاني اثنين إذا هما في الغار ) أم المؤمنين وزوج الرسول (ص ) قوات الخليفة علي بن أبي طالب في معركة الجمل , وهو أمير المؤمنين , وصفي الرسول , وابن عمه , وزوج ابنته المحبوبة لديه فاطمة)) وهذا الكلام ايضا من كتب الشيعة ومن والاهم من غلاة الصوفية حيث ان السيدة عائشة لم تخرج لقتال وانما للإصلاح والمطالبة بدم قتلة عثمان رضي الله عنه وقد ذكر الامام احمد في مسنده : فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس . وأيضا ما رواه ابن حبان عن أم المؤمنين رضي الله عنها قولها : ما أظنني الا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم . ثم انه يكن علي رضي الله عنه في العراق وإنما كان في المدينة وأم المؤمنين ذهبت للعراق حيث قتلة عثمان رضي الله عنه .
    أخيراً نقول للكاتب صاحب الشبهة ان قلنا في خروج ام المؤمنين على الامام فسيكون حكمها خارجية مثلها مثل الخوارج الذين خرجوا على الامام فكيف الحكم عليها ؟
    لماذا لم يقم الإمام عليها الحد والحكم الشرعي ؟ بل أعادها معززة مكرمة إلي مكة وأكرمها وكان يناديها ب ( يا أماه ) ! فهل اتعظ الكاتب ؟
    (ج) ((قالت ( أقتلوا نعثلا ( أي عثمان ) فقد كفر )) وهنا نؤكد لجؤء الكاتب لإحاديث الشيعة فهذا الحديث من (تاريخ الامام الطبري) برواية من غير سند (وفيه : نصر بن مزاحم المنقري كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير من حديثه وهو ايضا :رافضي جلد تركوه ، ونصر بن مزاحم قد ضعفه الدارقطني وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان نصر زائغا عن الحق مائلا وأراد بذلك غلوه في الرفض فإنه كان غاليا وكان يروى عن الضعفاء أحاديث مناكير .
    ومما سبق يتضح قلة علم الكاتب او كثرته على غير حق (كأخذه من كتب الرافضة ) وعليه اوجه نصيحة لجموع كتابنا الصحفيين ان يتجنبوا الخوض في الامور الدينية بغير علم (حتى لا يكونوا مثل الكيزان) يتاجرون بالدين ويتحدثون عنه بغير علم ، ثم ان مهمة الكاتب الصحفي التوعية السياسية وليست الدينية ، ولكن ان كان الصحفي او الكاتب له معتقدات (خاصة) فنرجوا ان لا يزعجنا بها فقد تكشف من اول وهلة ويتضح مدى جهالة الكاتب ومدى حقارة المعتقد الذي يعتنقه .
    اما بالنسبة لسؤال الكاتب في عنوان مقاله فأقول له وبكل ثقة ان لا يعتقد في الاجابة بنعم مائة بالمائة لأن الكيزان هم اخوان مسلمون فرع السودان وينهلون من نفس منهل الاخوان (وهو الفكر الماسوني) الذي يلتقي مع اليهودية ومع الشيعة في عدة مشتركات ، ومايفعله البشير حاليا بشعبنا هو صورة طبق الاصل مما فعله بشار الاسد بشعبه السوري الابي ، وبنفس الداعم إيران وبنفس العنف والبرود في القتل ، فهم جميعا من فكر واحد وداعم واحد ، ولكننا ندعوا الله ان ينصرنا عليهم فهو اكبر منهم ومن بطشهم ، واتمنى من الاخوة في الجبهة الثورية استغلال تشتت افكار امن البشير وجيشه مع الانتفاضة ويبدأو في التقدم نحو المدن الكبرى سواء في الغرب الحبيب او النيل الازرق وبذلك سوف يخففوا على المواطنين المنتفضين في العاصمة والاقاليم الضغط ، ولا ننسى ان الجبهة الثورية هي نواة (الجيش السوداني الحر ) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..