وحدة شعب

الغريبة أن يُجمع الناس ، على نظام دنيئ وخسيس.. فشل في المحافظة على وحدة البلاد التي تسورها بليل .. وخلق منها (شمال وجنوب) .. رغم علمه المسبق بتضييق المساحة عليه .. ورغم علمه المسبق بميلاد جنوب جديد قائم .. لا محالة .. في جنوب كردفان والنيل الازرق ..مسألة زمن ليس إلا .. بجانب حرب دارفور الدائرة .. منذ عشرة أعوام .. فضلاً عن التردي الإقتصادي .. في ظل حرب إقتصادية قائمة منذ سنين طويلة .. مما جعل الخناق يضيق عام بعد عام .. على عنق الوطن ..هذا ولأن النظام موغل في الأنانية .. جعل من نفسه (كوم) ، والشعب (كوم) آخر .. تتنزل عليه اللعنات وتبعات دفع الثمن !! ، وكأنما الشعب هذا ركع تحت أقدامهم ، وطلب منهم البقاء لحكمه ، وتسيير أُموره ، وهكذا هم ، ركنوا إلى الدعة وتبديد أموال الغلابة بإسراف وعنجهية بائنين ،ولا يزالون كذلك يتوهمون أن لهم في هذا الشعب ، وبعيداً عن الهامش ، المكتوي بنار الإقصاء والحروب ، الحصن الذي يفترض عليه أن يحميهم ، أو في الحقيقة يحتموا به هم .. في التعاطي مع الضربات والهجمات الموجهة نحو مدن الوسط ، والمركز ، والإنقضاض على نظام الحكم ، منذ هجوم خليل على العاصمة ، وهجمات الجبهة الثورية على الرهد وأمروابة ، وتهديدها بإجتياح الخرطوم ، إستدراراً لعطف المواطن وتحريضاً له .. في آن واحد ، ومن ثم الضحك عليه .
صحيح نجح هذا النظام في تكسير الأحزاب ، وخلق دُور كثيرة متناحرة فيما بينها ، بجانب تشليع النقابات ، اللهم إلا من غير المغضوب عليهم ، وتدمير كل المشاريع ، الزراعية والصناعية والإجتماعية التي تجمع الناس خارج منظومة المؤتمر الوطني .. لتفعيل سياسة (فرق تسد) .
ولكن غافل هذا النظام .. لا يدري أن (الغافل من ظنَّ الأشياءَ هي الأشياء ) ، لا يدري أنه ينمي في وحدة وإلتحام هذا الشعب شيئاً فشيئاً.. بسوء إدارة البلاد.. وببطش العباد .
اللوحة الموسيقية الرائعة التي إرتسمت على وجوه الخارجين على النظام في ثورة سبتمبر القائمة هذه ـ رغم مأساة الصراع ـ تحكي عن تضافر جهود (الهامش ـ المركز ـ الهامش ) بطول البلاد .. (الهامش ـ المركز ـ الهامش ) بعرض البلاد ، مما يعني ..قول حميد:ـ
ايد أبوي
على
إيد أخوي
على
إيدي أنا
على
إيد وإيد
نجدع بعيد
في اللجة
من راس ميضنة
حكومة (الفقر) الدمار … الخ
لاحظ بجانب الأعمال الوحشية .. المشبهة بالصهينة ، هناك الكضب (الكذب) ، الدمار ، وذات وضعية خاصة (الفقر) ، كل هذه تمثل متلازمة وحدة الشعب وإلتحامه ، في ملحمته هذه تجاه الصلف ، كما قال الفيتوري
دنيا لا يملكُها من يملكُها
أغنى أهليها سادتُها الفقراءْ
الخاسرُ من لم ياخذ منها
ما تعطيه على استحياء.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..