السودان … المرضعة والحاضنة الاصطناعية

للأديب والزعيم السنغالي ليوبولد سنغور مقولة يغيب عن ذاكرتي حرفيا نصها ولكن مضمونها يقول: (كان بمقدور السودان والسودانيين أن يكونوا خير الأفارقة ولكنهم اختاروا أن يكونوا أسوء العرب). لاشك أن هذا الحكيم الإفريقي الفذ كان يقرأ الواقع بعمق ويهتك ستر المستقبل ويتنبأ بتعقيدات واقع السودان اليوم بعبقرية مثيرة للإعجاب والاحترام خاصة والرجل صاحب تجربة ثرة في التعامل مع النفس البشرية المستعلية بعرقها ولونها وذلك من خلال قضاءه لفترة طويلة من العمر في ربوع فرنسا البلد المستعمر لوطنه والتي هتف مرددا حين عودته النهائية منها لحضن الوطن الدافئ (الأمان .. الأمان يا آبائي الأمان إلي يا خادمي بماء نقي لأغسل رجليه من وحل الحضارة). كذلك لا يغيب عن ذاكرتي موقف الرئيس الإرتري أسياس افورقي والذي قدمت له الدعوة لحضور أول اجتماع قمة لجامعة الدول العربية بعد استقلال بلاده عن إثيوبيا في محاولة من بعض القادة العرب لإحراجه بالمن عليه بما قدموه من دعم للثورة الإريترية إبان حرب التحرير ودفعه لتقديم طلب انضمام لجامعة العربية ولكن الرجل اثبت بأنه سياسي فطن وثائر ذو نظرة ثاقبة حينما رفض ابتزازهم وعرضهم بل وقدم لهم محاضرة رصينة تفند أسباب رفضه الذي سببه بضعف المنظمة وقلة حيلتها مما يجعل أمر الالتحاق بها غير مغري خاصة وهو يعلم أن شعبه ورغم الدماء العربية التي مازجته ظل متمسكا بهويته وانتمائه الإفريقي ومن شأن هذا الانضمام أن يخلق له مشكلات وتعقيدات داخلية هو في غنى عنها خصوصا وأن قسما مقدرا من الشعب الاريتري يدين بالمسيحية.
كنت ولا زلت من الذين يؤمنون بأن ارتباط السودان الحديث (ما بعد الاستقلال) ونمو دولته في ظل الحاضنة الاصطناعية العربية واعتماد الوجدان الوطني في غذاءه على الرضاعة من الثدي العربي فكريا وثقافيا كان أحد أهم الأسباب التي أدت لتعميق هوة الخلاف ونسف جسور الثقة التي تربط بين مكونات المجتمع السوداني الهجين مما أدى لتأخر اندماجه في بوتقة وطنية تذيب وتزيل تشوهات الفوارق العرقية وتنتج هوية سودانية أصيلة راضية مرضية تلتف حولها جميع المكونات الأثينية.
فالمتأمل اليوم لموقف الأغلبية الساحقة من الاخوة الجنوبيين الذين رفضوا الوحدة ودعموا الانفصال وأصروا على إعلان الطلاق البائن عن الشمال يجد لهم العذر . فالارتماء غير المبرر في تلك الحاضنة الاصطناعية وتغذية الوجدان السوداني الشمالي من حليب الاستعلاء العربي الأجوف وإرضاعه لقيم ومبادئ لا تنسجم والتركيبة النفسية والسيكولوجية للمجتمعات الهجين أضر كثيرا بعملية تجسير الهوة بين المكون ذو الأصل العربي والمكونات الزنجية مما دفع الأخوة الجنوبيين وجعلهم يهربون إلي الأمام بموروثهم العقدي و ألقيمي خوفا على هويتهم من أن يصيبها ما أصاب إنسان الشمال من طمس للهوية وتشوهات نفسية عانى منها رغم عدم اعترافه الصريح بتلك المعاناة التي لازمته وأزمته وتعمقت في دواخله متخذة أشكالا عدة تتجلى في تصرفاته وممارساته الحياتية عموما والاجتماعية منها على وجه الخصوص!! وابسط تجليات هذه الأزمة نستشعرها ونصتطدم بها في تعاملنا مع إنسان المحيط العربي الذي يشكك علنا أو ضمنا في مسألة انتمائنا له رغم تمسكنا المستميت بهذا الانتماء الذي تغذينا من ثديه الأعجف وأصبح أمر الفطام عنه مستعصيا عند البعض مما حول حالة الفصام النفسي إلي متلازمة مرضية واضحة الأعراض دفعت عدد مقدرا منا للإصابة بلوثة البحث عن النقاء العرقي فمارسوا من أجل ذلك صنوف من الكذب على النفس حتى صار نادرة من النوادر يتناقلها أعراب الدول الأخرى في استهزاء مر وهم يرون تهافت تلك الجماعات لربط مصيرها بهم بل وإصرارها على إلحاق نسبها بآل البيت والصحابة الكرام ، هذا الفعل شائع بين كثير من أهل الشمال الذين لا يتورعون في الادعاء بأن جدهم العباس عم النبي (ص) أو جعفر الطيار وغيرهم من رغم همز ولمز العربان واستخفافهم بذلك.
وأنا والله لا أرى أي مبرر لهذا السلوك الغريب خصوصا ونحن أمة عزيزة بإرثها الإنساني الضارب في عمق التاريخ منذ أكثر من سبعة ألاف عام ونعتبر من الذين أسهموا في بناء الحضارة الإنسانية و تشهد على ذلك آثار ممالك السودان القديمة في مروي والمغرة وعلوة التي علمت البشرية طرق صهر النحاس واستعمال أواني الفخار وشق نظم الصرف الصحي الذي ثبت أن الملكة (الكنداكة أماني) هي أول من أرسى قواعده في فترة حكمها المجيد. فلماذا هذا التذلل والاستجداء للارتباط بمنظومة دول فارقت المحجة البيضاء يوم عادت لتحتكم لقيم ومفاهيم بالية أكل عليها الدهر وشرب لا تسمن ولا تغني من جوع وهي نفسها مأزومة وتمارس الهرولة خانعة خلف العالم المتحضر الذي سبقها بمراحل قصية عله يمد لها يد العون وينتشلها من وهدتها وواقع تخلفها المزمن.
إن في عقلنا الجمعي خلط عجيب بين ما هو عربي وما هو إسلامي يجعل الفرد منا ينتابه أحساس قوي ببعده عن الإسلام كعقيدة كلما ما بعد أصله عن العرب الشيء الذي يجعلنا دائما ما نعيش مرارة المحاولة البائسة الباحثة عن الالتصاق بدول تلك المنطقة المسماة عربية رغم نفورهم عنا وعدم اعترافهم بعروبتنا (المشحوتة) وليس هناك من داع لإقامة الدليل عما أقول فكل من عاش أو زار أحدى تلك الدول يعلم ذلك علم اليقين ويشعر به مهما حاول دس الرأس ودفنه في الرمال.
وقصة هذا الربط اللا منطقي بين الإسلام والعروبة تذكرني بحادثة في منتهى الغرابة و الطرافة حدثت لي حين انتقلت إلي العمل بدولة إثيوبيا في أوائل تسعينيات القرن الماضي ، لقد صادف يوم وصولي وقفة عيد الفطر المبارك وعندما خرجت في الغد للذهاب لصلاة العيد أصبت بدهشة تركتني مذهولا ارجع النظر كرتين في شوارع أديس أبابا الجميلة متسائلا مع نفسي أن كنت حقا ما أزال في إثيوبيا أم أنني قد انتقلت أثناء نومي (بقدرة قادر) لأحدى دول الخليج العربي ومدعاة هذا السؤال وتلك الدهشة أنني رأيت من أمر القوم عجبا ، جميع الإخوة الإثيوبيين المسلمين وجلهم من قبيلة (الارومو) أكبر القبائل الأفريقية على الإطلاق رايتهم يعتمرون الشماخ والقطرة الخليجية وهم في طريقهم لأداء صلاة العيد التي كانت تقام آنذاك في إستاد أديس أبابا لعدم وجود مسجد جامع يسع جميع المصلين لكثرتهم (نسبة مسلمي إثيوبيا 60% من إجمالي الشعب) فلقد رسخ في وجدانهم أن الزى الخليجي هو الزى الإسلامي الذي يجب الالتزام به في مثل تلك المناسبات الإسلامية الجليلة ووقر في قلوب القوم أن اعتمارهم للشماخ و القطرة يقربهم من الله زلفا !! وهذا لا يختلف كثيرا عن خلطنا نحن (السودانيون) بين ما هو عربي وما هو إسلامي.
إن أفدح خطأ وقع فيه رواد استقلال السودان من الزعماء والساسة هو الهرولة غير المبررة لوضع الدولة الوليدة في الحاضنة الاصطناعية العربية وربط حبل وجداننا السري بها لنتنفس هواءها ونتغذى على حليبها الخالي من الدسم الوطني رغم استنكار كثير من الدول المؤسسة للجامعة العربية لذلك وعدم رضاها والثابت إن دول عربية عديدة من بينها العراق ولبنان واليمن قد كانت رافضة لفكرة انضمام السودان للجامعة العربية باعتباره بلدا إفريقيا صرفا لا وجود لنقاء الدم العربي فيه ورغم خطل هذا الادعاء الاستعلائي الأخرق لكنني أقول ليتهم أصروا عليه وليت زعماء الأمة السودانية حينذاك أخذتهم العزة بالنفس وكانت ردة فعلهم إنسانية طبيعية فانصرفوا عن الأمر برمته لدواعي الغيرة الوطنية عملا بالقول السوداني الشائع (والبيابانا ناباه ويحرم علينا إتباعه). لكانوا رحمهم الله قد وفروا علينا كم هائلا من الأحزان والمآسي التي عايشناها وما زلنا نعيشها نتيجة لقرارهم الذي سنظل نحصد ثماره علقما وشوكا لعهود طويلة . وما انفصال الجنوب وتنامي القبلية والجهوية التي تهدد وحدة ومصير الوطن إلا أحد تجليات حصاد الهشيم والشاهد الأعظم ذلك.
إن أول خطوات العلاج لخروجنا من هذه الأزمة والغربة النفسية وتعافينا وشفائنا منها يتمثل في استعادة الثقة بالنفس و بالإرث الضخم والعظيم الذي خلفه لنا السلف مع الإيمان المطلق والعميق بأننا أبناء ملوك هذا النيل وحراسه ومن ثم التوقف نهائيا عن ترديد المقولات والادعاءات عن شجرة النسب الطاهر والتي إن صحت لن تقدم أو تأخر في الأمر شيئا لأنها بعيدة كل البعد عن جوهر وصلب العقيدة الإسلامية حيث (الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) و (قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) سورة النساء. فالناس كلهم من نفس واحدة.
هذا كلام الله وسنته في الكون ولو كان الأصل وصلة القربى من النبي (ص) وآل بيته تشفع لشفعة لعمه أبو لهب دع عنك أعراب هذا الزمان الذين خالطوا الأجناس والملل من ترك وشركس وأرمن واوزبيك وهنود وأفغان وكرد ودرز وغيرهم من كل ناحية وصوب.
[email][email protected][/email]
حمدا لله على سلامتك يا صديقي… الثورة في انتظار يراعك الثاقب
اقتباس إن أول خطوات العلاج لخروجنا من هذه الأزمة والغربة النفسية وتعافينا وشفائنا منها يتمثل في استعادة الثقة بالنفس و بالإرث الضخم والعظيم الذي خلفه لنا السلف مع الإيمان المطلق والعميق بأننا أبناء ملوك هذا النيل وحراسه ومن ثم التوقف نهائيا عن ترديد المقولات والادعاءات عن شجرة النسب الطاهر والتي إن صحت لن تقدم أو تأخر في الأمر شيئا لأنها بعيدة كل البعد عن جوهر وصلب العقيدة الإسلامية حيث (الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) و (قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) سورة النساء. فالناس كلهم من نفس واحدة.
هذا كلام الله وسنته في الكون ولو كان الأصل وصلة القربى من النبي (ص) وآل بيته تشفع لشفعة لعمه أبو لهب دع عنك أعراب هذا الزمان الذين خالطوا الأجناس والملل من ترك وشركس وأرمن واوزبيك وهنود وأفغان وكرد ودرز وغيرهم من كل ناحية وصوب.- نهاية الاقتباس
كلام عميق جد ويوضح تمام جذور الازمة السودانية التي يردون اعادة تدويرها الى ثالث مرة ومن -نفس الناس-
ما في حل غير اعادة الهيكلة والشعب هو الذي يولي من يصبح
نيفاشا تصلح الاضاع
والشعب يغيير الاشخاص
وهناك مقولة في كتاب ابيل الير”التمادي في نقض المواثيق والعهود” ان بعض المصريين يظنون انهم اكثر ذكاءا من السودانيين كما ان بعض الشماليين يظنون انهم اكثر ذكاءا من الجنوبيين”…..
لذلك يظل التهميش الفكري والثقافي لكل ما ينتجه السودان السمة الغالبة في النظام العربي القديم والدولة المركزية التي تقوده مصر
وحتى تتحرر من هذا الاصر..لابد من ان تواجه الحقائق الجديدة الاتية
1- ثورة اكتوبر 1964 وابريل 1985 في السودان…والربيع المصري 25 يناير 2011…هذه اعادة تدوير للاخوان المسلمين…المتعطشين للسلطة من 1928 بدعم خارجي مموه
2- الثورات الحقيقية في السودان اتفاقية اديس ابابا1972 ونيفاشا 2005 لانه خاطبت جذور الازمة السودانية ووضعت حلها مكتوب وممنهج..ولا توجد ثورة بدون برنامج تغير..وكذلك الثورة الحقيقية في مصر هي 30 يونيو 2013 والانعتاق النهائي من اصر الاخوان المسلمين والمؤتمر الدستوري لجنة ال50 والذي حتى الان عالق في مازق “الشريعة” وكل ماخذها عن ولاية المارة والمسيحي ولم يصل مرحلة الفدرالية التي ظلت عصية على كافة الدول لعربية ما عدا الامارات..
3- توجد مدرستين للاشتراكية في افريقيا الناصرية لمصرية التي لم تخرج مصر من شموليتها وعابدة الزعيم حتى الان ويريدون ان يجعلو من السيسي صنم جديد..ومدرسة اليوجاما الاشتراكية الافريقية لجولويس نايري والتي ادخلت تنزانيا وكافة الدول الافريقية عالم الديموقراطية منذ امد بعيد قبل سقوط جدار برلين
وانت في السودان عالق بين ثقافتين
ثقافة عروبية يروك اصحابها دونهم
وثقافة افريقية يرونك اصحابها فوقهم ويعرفون الكثير من الاغاني السودانية غير المامبو السوداني
وبين مدرستين
بضاعة خان الخليلي-اخوان مسلمين وشيوعيين وناصريين
بضاعة سودانية-الثورة الثقافية محمود محمد طه والسودان الجديد دجون قرنق
وهي مدرسة تبعد الف سنة ضوئية عن المحيط العربي والشعب السوداني ونخبه المستلبة والمزمنة
فهل تريد ثورتك الثالثة تكون تغيير ام اعادة تدوير؟؟
وطبعا في تفصيل في مقال “دقت ساعة الحقيقة” يا ناس ادارة الراكوبة” تدعم هذا الاتجاه ولا نريد تمشيط الثورة الثالثة بي قملا”..
موضوع جميل جدا أستاذ تيسير .. من المفترض بعد ِإقتلاع هذا النظام وقبل إنتخابات الرئيس القادم أي في الفترة الإنتقالية أن تكون هناك بعض الحلول لكثير من المشاكل التي تواجه السودان والسودانيين وطرحها للشعب وجعله مشاركا فيها,, علي أن يتم الإستفتاء عليها مثلما يتم الإستفتاء علي الرئيس أو نواب الشعب أو البرلمان … مثلا الموضوع المطروح في هذا المقال عن العروبة والأفريقية.,,, يجب أن يقوم إستفتاء لكل فئات الشعب لتحديد هوية السودان من خلال ورقة إستبيان أو إستفتاء أو سميها ما شئت”
مثلاً:
ضع علامة صاح علي ما تراه صحيحاً
1- السودان دولة أفريقية
2- السودان دولة عربية
علي أن تكون الإسئلة محصورة في هذين السؤالين بعيدا عن أن السودان هو عربي / أفريقي.. فإما أن نكون عرب أو أفارقة أي لا مجال لمقولة أن السودان هو عربي/أفريقي.
ينطبق هذا الإستفتاء علي علاقة السودان ببعض الدول منها إسرائيل علي سبيل المثال .وهناك الكثير من الأمور تحتاج أن يشارك فيها الشعب لا أن تفرض عليه وتحدده الجهة الحاكمة, وعندما تأتي من الشعب يجعل الحكومة في وضع مريح ويخفف عليها الكثير من المسئوليات في القرارات الخطيرة .. مثلا هذا النظام القائم قام لوحده بالموافقة علي تقسيم السودان ولم يشاور الشعب بأكمله إنما كان هناك إستفتاء علي فئة بعينها من الشعب ( الجنوبيين ) وهذا النظام يفرض تطبيق دين بعينه علي الناس ويحكم بما يراه هو فقط .. مثل هذه القرارات الخطيرة كان يجب أن تخضع لرأي الشعب حتي لا تتحمل الحكومة وزرها فمن هو عمر البشير أو علي عثمان طه أو الطيب مصطفي أن نافع أو مطرف صديق أو غازي له الحق بالموافقة علي فصل دولة ؟؟ لذلك مثل هذه القرارات الخطيرة كان يجب أن تخضع للشعب في شكل إستفتاء أو إستبيان مثله مثل صناديق الإقتراع كما تفعل الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها في القرارات الخطيرة.
كما أن تربية الأبناء في المدارس يجب أن تكون بعيدا عن القبلية والجهوية والعنصرية مهمة جدا…وحثهم علي كلمة ( أنا سوداني ) ويمكن أن تكون هناك فقرة في الدستور والقانون تحرم التفوه بالقبلية مثلا ان يقوم الشخص انا جعلي أو شايقي أو دنقلاوي أو محسي أو فوراوي وخلافه, أن تكون عقوبته الجلد أو الغرامة.
حقيقة نحتاج للكثير حتي نسير في الإتجاه الصحيح لبناء دولة موحدة في كل شيء , فما فعلته الإنقاذ والإخوان المسلمين من ضرر علي التركيبة الإجتماعية في السودان بما يعرف بصياغة الإنسان السوداني يحتاج منا لعمل الكثير لتغيير هذه المفاهيم.
تبارك عقلكم وقلبكم يا صديق.
مقال عبارة عن رشته علاج ووصفة طبية ناجعة من طبيب متخصص في مرض الشعوب أتمنى أن يجد المقال أهتمام من إدارة الراكوبة وأن يوضع في البنر العلوي للصفحة الرئيسية مع وضع صورة كاتبنا الموقر حتى لا يأتي أحدهم ويصف كاتب المقال بأنه عنصري ويعاني من عقدة النقص وبالتأكيد هو من ابناء الهامش وبالتالي هو يحقد على أبناء الشمال وبقية الاسطوانة المشروخة أياها.
سلمت يداك يا رائع