يا وزير الإعلام ؛ متى كانت الحقيقة قلة أدب؟

ردود أفعال وزير الإعلام (أحمد بلال عثمان) العنيفة التي تصدى بها للصحفي الشاب صغير السن (بهرام نور الدين) ؛ ذكرتني بمقطع من فيلم عمارة يعقوبيان حين حاول الممثل أحمد بدير إغواء إحدى العاملات في محل صديقه بائع الأقمشة . وكان يعلم بعلاقتها مع صديقه هذا في مخزن المحل . ولكن الفتاة إمتنعت عنه وردت عليه بحدة . فذكرها بأنه يعلم علاقتها الجنسية المحرمة مع مخدومها في داخل المخزن . فردت عليه الفتاة وقد أخذتها العزة بالإثم بقولها :
– إنت واحد قليل الأدب.
فما كان من أحمد بدير سوى التعليق ساخراً بجملة أصبحت مثلاً وهي :
– “الله ! …. هو الزمن ده اللي يقول الحقيقة يبقى قليل أدب”؟
والمؤسف أن التلفزيون السوداني عند إعادته بث المؤتمر الصحفي الذي جرت خلاله هذه المشاجرة بين الوزير الوقور والصحفي الشاب ؛ فوجيء المشاهد بأن التلفزيون (ببلاهته المعهودة) قد أعاد مونتاج مجريات المؤتمر . فحذف المشهد الخاص بحديث الصحفي بهرام ، وردود وزير الإعلام الحربي الغاضبة الحادة تجاهه وعليه . ولم تترك لنا سوى الإيتسامات والكلام الهين اللين … أو هكذا يظهر المسئول والسياسي المحنك دائما من خلال شاشات التلفزة وأمام الكاميرات ؛ رغم أن قلبه يغلي من الداخل.
ويبدو أن إدارة التلفزيون العجوزة الشمطاء ؛ لاتدري أو لاتصدق أن هذه المشاهد قد طارت وجابت في أقل من لمح البصر أركان الدنيا الأربعة . وصارت أكثر من حبات المطر في وسائط المعلوماتية واليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية المحمولة ….. ولينتقل الصحفي بهرام من خانة الخمول إلى خانة الشهرة على نطاق السودان والعالم العربي والأفريقي والثالث .. وأصبح خلف طاولته المتواضعة في مكتبه المنزوي قبلةً ومزاراً ينافس أضرحة أشهر أولياء الله الصالحين …. وكل إمرأة ولدت ذكراً ذاك المساء أطلقت عليه إسم “بهرام” تيمناً بسيد الإسم والفارس الضكران العظيم الذي نطق بمقولة الحق ليدحض بها الباطل في الليلة الخريفية الظلماء ….. وحتماً قد صـار مصدر إلهام وأيقونة وكاريزما توحي لشباب ثورة الهوت دوغ الماثلة ما توحي من إلهاب للمشاعر وإحياء لجوانب الصدق والشجاعة والحماسة والإقدام التي توارت خجلة منذ سنوات في ركن سحيق.
مسكينة بالفعل إدارات الإعلام في دول العالم المتخلف التي لاتريد أن تستيقظ من نومها العميق. ولا تزال تعمل جهد أيمانها بالقديم الماضي العتيق ؛ الذي كانت فيه أجهزة ونوافذ الدولة المرئية والمسموعة هي الوحيدة التي تحتكر بث الأخبار ونشرها بين الناس.
الملفت للنظر أن وزير الداخلية (إبراهيم محمود) الذي كان حاضرا لم ينفعل تجاه الصحفي بهرام . وحافظ على سكينته ووقاره وهدوئه الملحوظ ؛ فاكتسب بذلك إعجاب المشاهد ؛ رغم كل ما يقال عنه من أنه ليس سوداني الأصل وإنما أريتري مولود في كسلا . وأنه كان رئيس إتحاد طلاب أرتريا في مصر أواخر السبعينات من القرن الماضي أو كما جاء على لسان حسن الترابي الذي تختلف فتواه وأقواله بحسب بعده أو قربه من كرسي السلطة …..
وعلى اية حال فلا نرغب هنا أن ندخل في الأنساب والأصول والفصول ، وضرورة إثبات شرط العرق العباسي النقي ؛ أو أن الجد الثامن قد شارك في تخريب سوبا ، وأن الجد الرابع شارك مع المك نمر في حرق إسماعيل باشا …. ولكن وبكل صراحة فإنه عند المقارنة بين ردود أفعال وزير الإعلام العنيفة تجاه الصحفي الشاب بهرام . ومقارنة ذلك بهدوء ووقار وزير الداخلية . فإننا حتماً نتمنى لو كان كل وزراء حكومة الإنقاذ الإتحادية والولاة والمحافظين من أصل أريتري …. بل ومن مطار أسمرا مباشرة ….. ربما كان الحال سيكون أفضل بكثير مما هو عليه الحال اليوم.
وأذكر بهذه المناسبة أن المرحوم إبراهيم المحلاوي أول وزير مواصلات سوداني والمحسوب على الوطني الإتحادي بزعامة الأزهري وقتها ؛ خرج للناس بعد ثورة أكتوبر المجيدة لينصح بأن يستورد السودان أميرا من قصر بكنجهام البريطاني وتنصيبه ملكاً للبلاد عل وعسى ينصلح الحال ..
ثم ولم لا ؟؟ ألم يشهد السودان أفضل سنواته من حيث التعمير ونظافة اليد والنزاهة والأمانة والشورى على عهد الحاكم العام الإنجليزي وسكرتيره الأول والثاني وكادر المفتشين الإنجليز؟
والشاهد أيضاً أننا استغربنا تهديد ووعيد وزير الإعلام للصحفي الشاب بهرام ، بأنه قد أدلى بإفادة . وأن عليه أن يستعد للخضوع فوراً إلى تحقيق أمني من جانب الشرطة جتى يثبت مصادر إفادته هذه أو يتعرض للعقوبات المنصوص عليها . …. كل هذا تم في حضور وزير الداخلية وبجانبه والي الخرطوم (عبد الرحمن الخضر) .. وهو ما يعتبر تجاوزاً لسلطات وزير الداخلية على أقل تقدير. ولكن وزير الداخلية آثر الصمت وكأنّ شيئا لم يكن … ولوحظ أن الوالي قد عقب على الحادثة خلال حديثه بأن شفع للصحفي الشاب ووصف مقالته التي أغضبت وزير الإعلام وحده بأنها نتجت عن إنفعال فكسب الوالي بمداخلته الوقورة تلك بعض النقاط .
لقد إعتاد الناس أن يكون وزير الإعلام حنيناً شفوقاً على غرار المرحوم طلعت فريد على عهد عبود ، وعمر وإسماعيل أولاد الحاج موسى على عهد نميري .. ولم نسمع بوزراء إعلام شرسين عبر التاريخ سوى بالألماني جوبلز على عهد هتلر ، وصفوت الشريف على عهد حسني مبارك .. وعدا ذلك يظل وزير الإعلام مثل وزير الإستثمار اللبناني ، ووزير السياحة المصري من حيث الميل إلى الموادعة والأناقة واللباقة والكياسة ، وحسن الهندام والأريحية وصبغ الشعر وطول البال .. وقناعات مدراء فنادق الخمسة نجوم ورجال العلاقات العامة بالجملة …… فهل أصابت أحمد بلال الوزير العدوى من باب من عاشر القوم ؛ أم أن هذا طبع متأصل فيه ؟ ….. نستغرب ذلك من رجل كان بعيداً عن الأخوان . بل ترعرع واكتسب قناعاته وخبراته السياسية في حوش الختمية، الذين ما عهدنا منهم سوى السِلم والكرم والجود والأريحية والفضل من كل جانب. وبغض النظر عن الجهادي الأصل أوالخديوي الأصل.
حسب ظني المتواضع فإن الإعلام يقوم على أسس من وسائل الإقناع السلمي الهادي بعيداً عن وسيلة وأدوات البطش العسكري والقهر الأمني الذي لا يمكن أن يجدي في هذا الحقل.
ثم أن الولد (بهرام) قد مارس حقه المشروع بالتعبير عن رأيه وقناعته بطريقة سلمية ؛ دون أن يرمي حجراً أو يحرق كُـشـكاً وطرمبةً ولستـكاً.
ربما يكون وزير الإعلام قد أخذ زمام المبادرة بالتصدي للصحفي الشاب على إعتبار أنه كبيرهم الذي يعلمهم السحر . وراعي الإعلاميين المنوط به تأديبهم وغربلتهم ؛ والتأكد من اقوالهم وأفعالهم وردود أفعالهم وإنفعالاتهم ؛ وحسـن نفاقهم في الهينة والقاسية طوال أربعة وعشرين ساعة ……. ربما .
والطريف أن والي الخرطوم ووزير الداخلية ؛ المحسوبان على حزب المؤتمر الوطني بالميلاد والنشأة والتربية لم تكن ردود أفعالهما وأقوالهما على هذا الصحفي الشاب بتلك الحدة ، على العكس من وزير الإعلام المحسوب على الحزب الإتحادي الديمقراطي (الخديوي) الأصل. والذي لايستطيع الإدعاء بأنه كوز أو يمتلك “حق الغيرة” على حزب المؤتمر الوطني والغضب لتساؤل الصحفي بهرام بالقول:
– إلى متى يظل حزب المؤتمر الوطني متشبثاً بالسلطة؟
وقد أكد الصحفي بهرام أن الشرطة والأمن قد قامتا بإستجوابه . ولكن الذي أنقذه أن الحادثة قد كانت على الهواء مباشرة ، وكان يتابعها العالم أجمع بوصف أن كل العيون تتوجه الآن نحو السودان مترقبة لربيع “عربي/أفريقي” هجين جديد فيه . بعد إنحسار هذه الموجة مؤخراً من على خريطة العالم العربي .. أو بما يعني أنه لو كان قد تم إعتقال بهرام مباشرة لكانت ردود الأفعال حادة ….. ولا ندري ماذا ينتظرك يا بهرام مستقبلاً في ظل هذا التوتر الذي جعل وزير الإعلام البهجوي يستأسد ويتحول إلى شخص حربـي ، ويتجاوز دور وسلطات وزير الداخلية وفي وجوده وحضوره؟
ربما يكون في مثل هذا التجاوز للسلطات مكمن الخلل العميق والتردي الوبائي الذي إستعصى على كل طبيب حاذق . فهل يشفي هذا المرض العضال الجراحة ؛ أم يكون أخر العلاج الكي ؟
كلام في المليان وقديما قالوا التركي ولا المتورك (الكوز ولا المتكوزن)
أكاد أجزم من مقالك هذا أنك من ا الإسلاميين (حتي ولو من الجزء الذي يدعي أنه غاضب شوية ) هذا ألحظه من تكرارك لموقف أحمد بلال ثم تكرارك أيضا” لموقف رجالك الأثنين ( وزير الداخلية والوالي) أي وقار تتحدث عنه يا رجل؟ يا أخي هل في واحد من هؤولاء عنده حتي رجولة ناهيك عن وقار؟ هل يمكن لشخص عنده الصفات التي تتحدث عنها يرضي أن يكون مسؤلا” في نظام كهذا؟ ثم ماذا تتوقع أنت من عبد الرحمن خضر الملياردير أن يفعل ببرهام؟ يعني دايرو يقوم يقول ليه “أسكت يا كلب؟” لقد سكتوا لان وزير الأعلام قام بالدور كاملا” يا أخي هاك قصة عبد الرحمن خضر :
هذا الشخص ملياردير وقبل حوالي سنتين تزوجت إبنة هذا الخضر الوالي في زواج بذخ ، الآن حدثني من الأسلاميين من كان مسؤولا” كبيرا” في اللجنة التنفيذية لإتحاد جامعة الخرطوم وأحد الجبهجية الكبار الآن في مجال البزنس ذكر لي أن الشخص الذي كان نكرة (زوج إبنة الوالي) اليوم خلاص “كسح” في التجارة -علي حد تعبير محدثي ..والله والله هذه القصة حقيقية وهذا ما قاله لي احدهم ..
شوف يا زول إذا عملت فائدة أمشي قول ليهم استقيلوا وفوتوا بشرط واحد “تاني ما يجونا راجعين ليوم القيامة ،ووالله تاني ما يقدروا يعتبوا أبواب السودان بعد سقوط هذا النظام حتي ولو جونا وأنفقوا كل الفلوس المنهوبة اللي في بنوك ماليزيا ليشتروا أصواتنا ..كل السودان عرفهم من شيوخهم وحتي أصغر واحد فيهم ..اللهم هل بلغت؟ امال
الى من لا يعلم
كم الرشوة التى استلمتها من الباكستانى صاحب الشركة الطبية لتوريد ادوات طبية ؟؟؟؟؟؟
هل تعلم يا المشرف ماذا حدث بعد ذلك؟؟ ذهب الى احدى بيوت الدعارة و تمت سرقة مبلغ الرشوة؟؟؟ الراجل المعتوه كان عائز يفتح بلاغ؟؟؟؟ الجماعة قالوا ليهو استتر….
في احدي صور المظاهرات يوجد صورة لمتظاهر يحمل رصاص ارجو مقارنته بنوع الاسلحة المستعملة من قبل الامن والشرطة لدحض كذب وادعاء وزير الداخلية وتابعه احمد قفة وزير الاعلام
سلام. هذا التاجر اول واحد اشتروه ناس المؤتمر الوثني ب 700الف دولار كان كانت دين عليه لبنك الشمال بشرط ان يجيب ليهم الشريف زين العابدين الهندي من القاهرة للخرطوم بأسرع وقت للمصالحة و قد حدث. كل شئ موثق و لن يفلت منهم احدا، هذا غير فيلم الأقطان
– “الله ! …. هو الزمن ده اللي يقول الحقيقة يبقى قليل أدب”؟
فعلا هذه هى الجقيقه فة عهد الانغاذ اللعين
(الملفت للنظر أن وزير الداخلية (إبراهيم محمود) الذي كان حاضرا لم ينفعل تجاه الصحفي بهرام . وحافظ على سكينته ووقاره وهدوئه الملحوظ ؛ فاكتسب بذلك إعجاب المشاهد)
يا خي حرام عليك انت سمعت المؤتمر الصحفي ولا حكوا ليك عنه ؟ وزير الداخليه قاطع احمد ضلال اقصد احمد بلال وقال : ده واحد ما مهذب وهو بهذا الكلام اشار على رجال الامن باعتقال واستجواب الصحفي لولا مخافتهم من تداول الاعلام الخارجي للحدث المباشر لقتلوه .. وانت تقول مهذب ووقور وووو .. ياخي فقعت مرارتنا ..
المثل بقول التركي ولا المتورك وأحمد بلال متورك أكثر من اللازم،فهؤلاء وزراء يجيبوا للزول حجمة وطمة وضغط وسكري وحاجات تانية حاماياني،علي سبيل المثال لا الحصر وزير الإعلام هذا،وزير الخارجية،وزير الدفاع،وزير المالية،وزير المعادن،وزير الصحة،رئيس الوزراء ذات نفسه،فبالله عليكم أي وزير في هؤلاء يستحق أن يجلس خفيرا” علي باب وزارته التي يرأسها مع الإعتذار لإصحاب المهنة الشرفاء والذين هم في أغلب الظن أشرف من رؤسائهم وأكثر كفاءة”وأمانة” ونزاهة” ووطنية”
هو من ربي الوزيز من اصلو.