إحذروا التقليديين والإصلاحيين

الثورات العظيمة هي التي تصنعها الشعوب بنفسها بإرادة حرة وعزيمة لا تلين وصبرجميل لتؤسس لنفسها واقعا جديدا تنعم فيه بالحرية والكرامة الانسانية وتنطلق فيه عجلة التنمية بصورة سريعة وعلمية ممنهجة وفق خطة علمية مدروسة وشاملة تستصحب واقع الناس وتستشرف مستقبلهم المنشود في التطلع لحياة الاستقرار والسلام. وقد أحدث الشعب السوداني في تاريخه الحديث ثورتان شعبيتان رفضا للواقع المعيشي المنكر الخانق والواقع السياسي المزري المستبد من هيمنه الشموليه العسكرية البغيضة التي تقصي الأخر.
لكن ثمة مشكلة هنالك في واقع الخرطة السياسية للنخبة السودانية المثقفة بتياريها اللبرالي والإسلامي وهي أن هذه النخبة وقعت في أحضان الطائفية البغيضة والتي يري الكثيرون أنها إحدي معوقات العمل الديمقراطي في البلاد فالطائفية إختزلت السودان كله في الحزبين الأمة والإتحادي ورقم أن غالبية السودانيين المشتغلين بالسياسة قد إنضووا تحت راية هذين الحزبين إلا أن إنعدام الرؤية المستقبلية وضيق مواعين الشوري داخلهما أبعدت الكثيرين عنهما بل تسببت في إنشقاقات حادة أدت لظهور أحزاب جديدة لكنها شبيه بهما من حيث الرؤى والأفكار والعوز للديمقراطية الداخلية في مستويات الحزب المختلفة .
وبدأ التيار الإسلامي صغيرا ومتحالفا مع الطائفية التي صبت جل إهتمامها في محاربة الشيوعية وحزبها المخضرم الذي تمددت عناصره وإنتشرت أفكاره داخل الاوساط المستنيرة خصوصا الطلاب والخريجين.وإستطاعت الطائفية أن تستغل التيار الاسلامي وتوظفه في حرب الشيوعية لكن هذا التيار ركب علي ظهر فشلها وظهر كقوى قومية إسلامية لها أنصار ومؤيدين في جميع أنحاء القطر ووجود شعبي منقطع النظير ومترابط كقيادة وقاعدة .
لكن غرور قيادته بالمستوي القوى الذي ظهر به والمعارضة الفاعلة التي تصدي بها لضعف آداء الحزبين في الحكومة الإتلافية التي تسلمت إدارة البلاد عقب الفترة الإنتقالية لحكومة ثورة أبريل المؤقتة جعله يعتقد أنه الاحق بحكم السودان والانفع في ذلك من بين جميع القوى الوطنية في ذلك الحين . وجرب الإقتراب من الحكم حيث شارك في الإيتلاف الحاكم وهذا الامر فتح شهيته وجعله دون تفكير ينغلب علي الديمقراطية بعد طرده من الحكومة لتبدأ مرحلة جديدة من ديكتاتوريات العسكر .ورغم عن إرتياح البعض من من لم يشتغلوا بالسياسة لهذه الخطوة إلا أن النظام الجديد سن من القوانين والتشريعات ما أخاف الناس علي حياتهم وحريتهم فهاجروا زرافات ووحدانا وإنتظمت القوى الوطنية في منظومات مختلفة وتنظيمات متحدة لإسقاط النظام الذي تفنن في تطويل عمره بحواراته السرية التخديرية مع القوى الوطنية وتوقيعه لمذكرات التفاهم والإتفاقيات التي لا تري النورغالبا كما أن إتفاقية السلام الشامل منحته عمرا إضافيا يساوي ما مضي من عمره.
واليوم تخرج جماهير شعبنا لتجدد ما تواثقت عليه من الضرورة الملحة لإسقاط النظام الذي يمتلك سجل حافل من إنتهاكات حقوق الإنسان والحروب التي لا غاية ولا هدف من وراءها إلا تفكيكا لوحدة وأمن البلاد كما أن الثراء الفاحش لمنسوبيه والإفقار المتعمد للشعب وتقييد الحريات العامة وإحساس المواطن العادي بالكراهية تجاه الدولة التي لا تقدم له شيئا كما أنها ترهقه بالجبايات المختلفة والسياسات المرتبكة والإرتجالية التي دائما ما يكون أثرها كارثيا أخرها القرارت الإقتصادية التي تنقذ الموازنة ولا تنقذ الإقتصاد كما أن تأثيرها السالب سيرفع أسعار السلع والخدمات بصورة جنونية تزيد من معاناة الجماهير المنهكة اصلا وتخلق عجزا جديدا في الموازنة المقبلة نسبة لإستمرار سعر الجنيه السوداني في التدني مقابل العملات الاجنبية كما أن عدم مقدرة الدولة علي إحلال واردات جديدة توفر عملة حرة من شأنه الإضرار بالاقتصاد المشوه وإنهياره.
إذا الشعب السوداني ادرك المخاطر المحدقة بالوطن و التي في حال إستمرار هذا النظام فسوف تعمل علي إنهيار الدولة السودانية التي فقدت كثيرا في ظله من عناصر البقاء .لذلك فاليعلم النظام أنه مهما إزدادت القبضة الامنية فإن الجماهير لن تتراجع عن مطالبها العادلة بضرورة إسقاط النظام ومحاسبة المفسدين وبناء دولة مدنية علي إسس العدالة والحرية والمساواة.
ومن هنا أحذرالثوار من الإستماع للأصوات النشاذ أو الإستجابة للأحزاب التقليدية لان هذه الاحزاب لا تنجب ثورة وهي التي أضاعت ثورات الجماهير وساندت الأنظمة الشمولية القهرية في البقاء والاستمرار. أما بالنسبة للإصلاحيين الذين خرجوا من صلب المؤتمر الوطني عليهم الإعتراف بالأخطاء أولا وتقديم ما من شأنه يسقط النظام ثانيا ليتم قبولهم من ضمن القوى الثورية التي تؤمن بضرورة وحتمية التغيير.أما إنكار النظام لعدم قمعه للمتظاهرين فهذا أمر يكزبه الواقع والصور التي إلتقطها الثوار وقاموا ببثها في المواقع الإلكترونية و صفحات التواصل الإجتماعي وصيوانات العزاء في بيوت الشهداء كلها مشاهد تؤكد إفلاس النظام ودخوله في العد التنازلي الي هاوية السقوط.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..