شرق السودان ..الخروج من خارطة الحياة

أن تنقرض سلالة لحيوانات او نباتات أو طيور فهذا شيء غير مستغرب ونطالع كل يوم اخبار عن ذلك فعالمنا الذى كان يعج بالآلاف من الكائنات التى لا حصر لها انقرض منها الكثير الذى لا يحصى من هذه المخلوقات التى سكنت الدنيا من أشهرها (الديناصورات) وغيرها من الحيوانات والطيور والآن القائمة تطول للكثير من الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة ظواهر طبيعية او بفعل الانسان الذى تعدى بالتخريب على البيئة التى تعد محل سكن هذه المخلوقات.
لكن أن نسمع أن هنالك سلالة بشرية مهددة بالانقراض ونحن فى القرن الحادي والعشرين فهذا هو العجيب لكن غير المستعجب أن يحدث ذلك فى بلاد العجائب (السودان) حينها ينتفي التعجب يقول نص الخبر من صحيفة (التغيير)
(كشف وزير الدولة بالداخلية رئيس حزب الأمة المتحد بابكر احمد دقنة عن انقراض سلالة قبيلة البجا فى قرى بولاية كسلا بسبب انتشار مرض الدرن (السل) المتفشي بشرق السودان علاوة على عزوف الشباب المتعلمين من البنات الأميات، مما جعل بعض القرى من ولاية كسلا لا تشهد حالات ولادة منذ 5 سنوات تقريبا”.
وقال دقنة فى حوار مع التغيير إنه لابد من إلقاء نظرة شاملة وكاملة للنهوض بأهل الشرق خاصة بقضايا التعليم والصحة. وأوضح دقنة أن عملية التعليم مقابل الغذاء التى تمت بولاية البحر الأحمر ساعدت كثيرا فى انتشار التعليم وشجعت أولياء الأمور على تعليم أبنائهم، مطالبا الجهات المختصة بتطبيق التجربة فى بعض المناطق فى ولاية كسلا لتحفيز الآباء على تعليم الأبناء).
حقا ما يحدث فى دولتنا الاسلامية فاجعة كبيرة فمرض السل الذى يعد من الأمراض (المنقرضة) فى العالم مايزال يجد البيئة الخصبة لبقائه فى بلادنا وحصده للأرواح فى السودان لماذا. لا تستفيد الحكومة من ذلك فى كسب عالمي. إنها الدولة الوحيدة التى لا تزال تحتفظ بالمرض من بين دول العالم لتكون دولة لا تزال تجمع بين (الماضي والحاضر) وتحتفظ فى (متاحفها) (بالسل) كيف بالله عليكم يصعب علينا مكافحة مثل هذا المرض ونحن نملك كوادر بشرية تجوب كل العالم لتقديم خدماتها الطبية ونحن ما نزال نبتلى بمثل هذه الأمراض. لا يعقل أن يستوطن المرض حتى أصبح يهدد باختفاء أهلنا (البجا) فى شرق السودان الصابرين فطبيعة المنطقة جافة وصحراوية بالرغم من خيراتها داخل الأرض وباطنها لكن ما تزال ترزح فى فقر مدقع يكاد يوصل أهل شرق السودان للخروج ما خارطة الحياة.
سنحت لي زيارات للشرق أكثر من مرة فوقفت على أحوال أهل القرى والمدن المحازية للطريق الى بورتسودان. كم أحزنني منظر البؤس الذى يعيش فيه أهل الشرق الكرماء، حال بائس فقر مدقع، حيواناتهم هزيلة ترعى ما تجود به الطبيعة الجافة يحاولون الكسب الشريف من خلال بيع ما تجود به أراضيهم من (ثمار شجر الدوم والمساويك والمشغولات اليدوية) يكافحون فى عزة من أجل البقاء والعيش والتأقلم مع واقعهم فى حين ينهشهم السل وأمراض الفقر الأخرى.
مايحدث لهم هو مسؤولية حكومتنا السنية التى لم يعد يهمها أن يموت المواطن او يحيا فهو ليس من أولوياتها فلديها أولويات أخرى تعتقد أنها الأهم من قتال الحركات المسلحة التى تهدد الأمن. لا ننكر أهمية الأمن فى استقرار البلاد لكن الذين يموتون فى صمت بسبب (السل) هم حقا لن يهددوا الأمن ولن يزعجوا الحكومة بعد (هد) قواهم بسبب المرض. سادتي بعد ان تنتهوا من أولويات الدولة التفتوا اليهم إن وجدتموهم فقدموا لهم المساعدة وإن لم تجدوهم حينها فقط ترحموا على قبورهم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحكومة اساساً (ممثلة في وزير داخليتها الحبشي)همهم الاكبر هو ادخال قطعان الاحباش سواء بالتهريب او بالواضح للسودان و هذه هي الفوضي الخلاقة- شعب يومت مقابل شعب مهرب (بفتح الراء) يعيش علي ارض ليست بارضه

  2. حملة مقاطعة صلاة العيد خلف السيدين الصادق والميرغني احتجاجا على مواقفهم الضبابية والجبانة من ثورة 23 سبتمبر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..