العتباني.. قارب النجاة الذي تتجاهله سفينة (الإنقاذ)!

قال غازي صلاح الدين العتباني، أحد أبرز دعاة الإصلاح في الحزب الحاكم و الذى رفض المثول امام لجنة المحاسبة فى رد مكتوب بعث به للجنة أن المحاسبة تأخرت أكثر من عشرين عاماً جرت فيها أحداث جسام كلها جدير بالمراجعات والمحاسبات.
وأضاف أن القرار بالمحاسبة ليس موفقاً كونه يختزل مشاكل البلاد في نقطة إجرائية. منوهاً إلى أن المذكرة مثار الجدل عنونت إلى الرئيس بشكل مفتوح بسبب الحاجة العاجلة للتدخل التي فرضتها ظروف البلاد والاضطرابات التي هددت بضرب النسيج الاجتماعي، منوهاً لاستحالة الوصول للرئيس مردفا “تقديم المبادرات أصبحت إحدى أزمات المؤسسية في المؤتمر الوطني”. وأردف ” صياغة القرار بهذه الطريقة يحمل في طياته تهديدات صريحة باستخدام الإجراءات الأمنية لحسم النزاع وهو ما سيشكل كارثة حقيقية على الممارسة السياسية برمتها”.
وشدد غازى صلاح الدين على أن مذكرتهم المفتوحة للرئيس لاتستهدف شق المؤتمر الوطني واستدرك ” لكن الذي يؤدي إلى الانشقاقات هو الصمم عن سماع النصيحة، وسد قنوات الحوار، واستهداف الآخرين وإطلاق الاتهامات نحوهم دون روية ولا ورع.”
يحدث هذا في الوقت الذي تواجه فيه حكومة المؤتمر الوطني سخطاً شعبياً منقطع النظير لم تشهده الحكومة منذ إستيلائها على السلطة عبر إنقلاب عسكري في يونيو 1989م. وفسر كثير من المراقبين والمحللين السياسيين بأن موجة التظاهرات التي تشهدها البلاد لم تكن فقط بسبب رفع الحكومة الدعم عن الوقود والسلع، وإنما ذلك كان بمثابة (القشة التي قسمت ظهر البعير) بحسبان أن هنالك تراكمات كثيرة لفشل الحكومة وعجزها عن خلق ظروف حياتية كريمة وتتناسب مع الصفات الأخلاقية والإنسانية لجمهور الشعب السوداني الذي صبر كثيراً على هذه الحكومة وعلى كل إخفاقاتها دون أن تحركه دوافع (التقليد الأعمى) لثورات الربيع العربي.
والمتأمل لحركة الإحتجاجات الأخيرة سواء بداخل المدن السودانية أو بدول المهجر، يلاحظ أن قطاعات عريضة من الشعب السوداني الآن تتناول بجدية في ما بينها الحديث عن ضرورة التغيير وقطع الطريق أمام حزب المؤتمر الوطني قبل تفكيره في تمديد ولايته على البلاد عبر دورة ثانية في الانتخابات المزمع قيامها في 2015م.
وينطلق جل الغاضبين والمعارضين لحكومة المؤتمر الوطني من فرضية فشل الحزب الحاكم في إدارة البلاد إدارة راشدة، فضلاً عن إغلاقه لكل الطرق التي تؤدي بدورها لمعالجات جذرية للأزمات السياسية والإقتصادية وإنهاء الحروب التي أقعدت الوطن وصارت أكبر مهدد لوحدة نسيجه الإجتماعي.
ورغم أن (دعاة الإصلاح) بقيادة غازي العتباني هم الآن من يقودون محاولة رسم طريق ثالث لإخراج البلاد من (أزمة الحكم) الذي هو أس البلاء، إلا أن هذه المحاولة السلمية نفسها جُوبهت بمتاريس شاهقة وضعها الحزب الحاكم لإغلاق كل الطرق التي تقود إلى تلاقي بين أبناء الوطن الواحد، ومما يضع الآن الحزب الحاكم في خانة عزلة جماهيرية كبيرة ربما تقود البلاد بأجمعها إلى ما لا يحمد عقباه!.
كما أن معظم قيادات الحزب الحاكم وكوادره الوسيطة يدركون الآن بأن سفينة (الإنقاذ) مثقوبة ووأوشكت على الغرق، ولم يعد في الأفق ثمة طوق نجاة غير (قارب) الإصلاحيين، إلا أنهم يفضلون الإنتحار الجماعي ولو كان ذلك على حساب الوطن الأم!.
أحسن الإنتحار بدل النجاة بقارب يمثل نسخه ثانيه من الإنخاس
أحسن الإنتحار بدل النجاة بقارب يمثل نسخه ثانيه من الإنخاس
عنوان جميل اختزل الموضوع وفى وكفى وىظل د غازى نجم في سماء لا تطاوله سماء
ياخي غازي لايمكن ان يكون قارب نجاة لهم او لنا.هذا الرجل مثلما يفعل الصادق المتمهدي بالناس من اقوال المراوغة والمداهنة للنظام هو من سدنته ومن دعائمه الاساسية وان بان لنا غير ذلك ,الا انه اجبن من يتخذ موقفا ضد من هم معه او معهم في نفس المركب.
عموما لا خرج لنا سوى طردهم خارج حياتنا والي الابد هؤلاء ومن في شيعتهم.