احزاب التوالى وبئس الختام

هاهى ريمة تعود لحالتها القديمة بعدد ان توهمت ان فورة الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرت قد مضت وباخت مقاصدها فبدأت فى اللعلعة مرة اخرى بمايسمى بالتعديل اوالتغيير الوزارى . وليس ما يهمنا هنا أتمّ هذا التعديل او لم يتم .ولكن ما هو مثير فى الامر هو موقف الاحزاب الفكة منه فقرون استشعارها قالت لها ان فى الامر اختلاف لابد من حدوثه وأن التعديل او التغيير لن يصب كما كان فى ماعونها بنفس الكمية والنوع . ان وضعها فى الوزارة الجديدة المزمعة لن يكون كما كان قبل الاحداث التى تفجرت اخيرا ضد قرارات وسياسات الحكومة، وان المظاهرات الشعبية قد احدثت شرخا عميقا بينها وبين ولى نعمتها الحزب الحاكم لإنكشافها عارية بلا جماهير تساند قوة قمع ولى نعمتها وتقاعس قياداتها عن التعبير الشجاع بمساندته ،وقد تبدت هذه المخاوف فاقعة فى كل خطابات وزير الاعلام الذى لم يدّخر وسعا فى ان يكون اكثر ملكية من الملك . وهذا الانكشاف الواضح يعنى تضاؤل فرصتها فى التوزير الولائى او الاتحادى . وهذا ما دفع بعض منتسبيها الملتصقين بمراكز القوة واتخاذ القرارفى الحزب الحاكم التأكد منه ، ولانها تدرك انه لا مكان لها على الساحة السياسية لو تغيّر النظام سلما او بغيره فإنها تزداد تمسكا بالحزب الحاكم حتى لو ادى ذلك للتنازل المكشوف عن ما تدعيه من برامج واهداف والانبطاح التام ووضع كل طاقاتها لتصبح خادما اكثر ذلة للمؤتمر الوطنى وتتنازل عن كونها احزاب فعلية مشاركة فى الحكم و مما تتداوله الاوساط السياسية ان بعض هذه “الفكة”تغازل الحزب الحاكم بالتنازل عن اية وزارة مقابل “فكها”بعدد من المعتمديات يعنى تصبح هذه الولايات “خردة”احزاب الفكة هى منتوج شرعى لنظام الانقاذ وجهد فكرى خالص لعرابها الذى راغ وزاغ عن الافصاح بالاسم المباشر الواضح حين اسماها احزاب التوالى ساعة ان جادت قريحته بمنقذ يساعده على كسر شعبية الاحزاب السودانية كلها فخرج على الناس فى بداية الانقاذ الباطشة تحت رايات التوجه الحضارى , والانقاذ حين نظرت حولها لم تجد لها جنودا يقفون فى صفها سوى بعض البنادق المحشوة بالرصاص و بعض الامخاخ المثقلة بالحلم الوهم والعيون المتوجسة الراجفة من ان تنكشف اكذوبها ويتعرى هدفها فصارت لا ترى حتى الكوب ان كان مليئا او فارغا او بين بين . وحينها وهى يحبو فى احضان الشعب المسالم كشفت عن انيابها المسمومة بهواجسها فطفقت تنهش فى ممسكات النسيج الاجتماعى واخذت معاولها تهدم كل كيان او تنظيم او فرد ترى انه لا يسير مسارها و لا يرى ما ترى بل وزادت على ذلك بان صنّفت كل من هو ليس معها بالضرورة ضدها ولم تتنوانى فى التعامل معه بكل ما جادت به قرائح سماسرة الموت والتعذيب والاقصاء فكانت بيوت الاشباح الشاهد الذى لا يمكن للزمن او لغيره ان يمسح مخاذية وجرائمه من ذاكرة السودانيين ولا من كتاب التاريخ الانسانى .مرّت على الوطن والمواطنين تسع سنوات لا توصف بانها عجاف بل سنوات لا توجد فى مفردات كل اللغات كلمة او جملة ما يمكن ان تقترب مجرد اقتراب لتوصيفها. وكانت تربة خصبة لتسامق وفرهدة بذرة سامة اثمرت بعد ذلك ما لا يمكن وصفه او توصيفه من شائنات لوّثت ثوب الوطن وكانت تجلياتها ميلاد قانون تنظيم التوالى السياسي الخديج لسنة 1998م الذى بدأ العمل به منذ اليوم الأول لشهر يناير لعام 1999م.عبقرية الشعب السودانى فى ابتداع مسميات باذخة المفدرة وشاملة المعنى وغنية بالتعريف المباشر لمن يريد ان يفهم ومن يستطيع الفهم والذى يتعامى عن االفهم طوعا او طمعا لم تقبل الاحزاب التى نشأت بموجبه هذا القانون وتوالدت اميبيا فأسمتها احزاب الفكة ،ليس لانها تفككت عن الاحزاب الاخرى فقط ،بل لانها كلها فى مجملها لا تساوى حزبا واحدا من الاحزاب العريقة المحترمة والتى لها جذورعميقة فى المجتمع السودانى واحترام مقدر بين الناس .واكبرالظن ان قيادات هذه الاحزاب تدرك فى دخيلة نفسها انها لا تقود احزابا وإنما مجموعة رجال ونساء اصحاب مصالح شخصية لا علاقة لها بالعمل السياسي ولاخدمة الوطن ،ولذلك من السهولة بمكان ان تكون تابعة ودابة سهلة القياد يستخدمها الحزب الحاكم فى تنفيذ مقاصده ويستطيع ربطها او الاستغناء عنها او مقايضتها متى ما فرض عليه الواقع السياسي والضغوط الداخلية والخارجية ذلك , ويندهش المرء كيف يستسيغ سودانى الدونية وقد لمست هذه القيادات وشمت ورأت وسمعت و بكل الحواس منزلتها فى السلطة و تعامل الحزب الحاكم معها ،وهاهى الايام والسنوات تمضى دون ان تحقق احزاب الفكة اى بند من بنود برامحها ،هذا إن كان اصلا لها برامج و لكنها على الجانب الاخر حققت مكاسب عالية القيمة المادية لبعض منسوبيها ودفعت مقابل ذلك مادفعت حين تنازلت عن سودانيتها وعن انسانيتها وحققت سقوطا مهنيا واخلاقيا و ابتذلا يمكن ان يوصف و لا يمكن ان يجد لسانا سودانيا سويا يقترب من توصيفة .
[email][email protected][/email]
يا أستاذ إبراهيم بخيت دي موش أحزاب دي طوائف دينية ؟؟؟ فأرجو التمعن في كلمة حزب وطائفة فستجد الفرق بينهما كبير جداً ولك التحية ؟؟؟
هذه ليست بأحزاب وإنما طوائف تملكها أسرة واحدة لتتاجرة بالدين والذي يحقق مكاسب كبيرة في سوداننا الحبيب وسط غياب حزب وطني ديمقراطي له برنامج وطني يلتف حوله شباب ثورة اليوم ؟؟؟ فأرجو يا عزيزي أن لا تعطيهم أكثر من حقهم ولقب لا يمت لتنظيمهم بصلة ؟؟؟ حيث المقدس رئيس الطائفة ومالكها الأوحد يؤشر أو يأمر لينحني التبع ويقبلوا اليد ويطيعوا الأمر بكل أدب وإلا طردوا من الطائفة وحرموا من شبر في الجنة أو صحن فتة ساخن بلحمة بدون عظم ولك التحية ؟؟؟