مقالات سياسية

نحنا مبسوطين؟

اليوم قابلت احد المحسوبين على النظام فابتسم فى وجهي الكالح ابتسامة صفراء وقال لي ((كيف الحال مع الاحوال)) فكان جوابي
نحنا مبسوطين ومن النظام متكيفين وليس لدينا اي مشكله مع زيادة الاسعار وضيق المعاش فالرازق الله ولانحسدكم على كثرة المخصصات واساطيل العربات والسفر بالطائرات ونحن نعلم انكم تضحون من اجلنا وستذبحون من الخراف مراحات بعد مراحات وستقضون الاعياد وسط عبق الشيات وابخرة السلات ونحن لا نحسدكم لاسمح الله لان انبساطنا بلا حدود ولاتزعجنا مناحات امهات الشهداء ولا هدير طائراتكم المعايده لسكان الجبال من ابناء النوبه واهل السودان
ومن قال اننا خرجنا متظاهرين؟؟فهذه فريه من اعداء الانقاذ فمن خرجو هم من مخربي دولة النيجر الشقيقه الذين اغضبهم ارتفاع الاسعار عندنا فخربو ونهبو وقتلو انفسهم بانفسهم زهجا وغضبا
اما نحن ففي الانبساط نتقلب فرحين مبتهجين فدخل احدنا لايقل عن ال1800 دولار فى اليوم ومعها برميلان من خالص البترول ونصف رطل من ذهب ايرياب وشوالان من تمر الشمال ومراح من سهول كردفان الغراء وسمكتان كبيرتان من بحر المالح ونحن لم نسمع بمايسمى البنزين والعربات لانشغالنا بأمتطاء صافنات الجياد وصهوات الحمير ونشرف على سهولنا الخضراء من فوق هامات الابل والجمال كما ان منا من أدمنو ركوب اقدامهم الغليظه الحافيه تواضعا لله واحتراما لحقوق الحيوان
وكيف لانكون مبسوطين ونحن نرى ان بلادنا تحترم حقوق الجندر حيث نساء مسؤولينا يتاجرن فى الرزق الحلال ويكدسن الغوائش والمليارات من اجل انفاقها على الققراء والمساكين على قلتهم ويعيشون فى شواهق القصور لكيلا نرى ماتنفقه ايديهم من خلف الاسوار وهم يساهرون الليالي من اجل رفعة شعبنا عبر متابعة حلول مشاكلنا فى مسلسلات اخواننا فى الله من امم الترك والامريكان
نحن مبسوطون لان الحبيب الكريم قد ضحى عنا بخروف املح اقرن خيرا من هذه الخرفان العجاف كما ان الاطباء زادهم الله علما على علومهم قد نبهونا الى مخاطر اكل اللحوم وماتصيبنا به ام فتفت واخواتها من امراض اقلها القاوت حمانا الله واياكم وياسبحان الله الذي كفانا شر تناول البقوليات من فول وعدس حفاظا على صحتنا فتحولنا الى اكل جذور النبات وورق النيم خاصة بعد علمنا بانه يعالج السكري والحمد الله
ونحن مازلنا امة من المنبسطين لم نسمع برجل اسمه على محمود ولاغيره واخر علي نعرفه هو امير المؤمنين على بن ابي طالب كرم الله وجهه ومازال بعضنا يدعو بالرحمه للرئيس ازهري اخر رؤساء بلادنا ممن اخترناهم بانفسنا ايام جاهليتنا الاولى قبل ان تتولى الاختيار عنا حكومتنا وولية امرنا فجلبت لنا الاقوياء الامناء على انفسهم فصرنا بعدهم فى بحبوحة من الانبساط
وبينما كنت منشغلا بتعداد اسباب الانبساط واشكال الافراح تحت ظل الانقاذ فوجئت به يولي هاربا لشعوره بالخجل من ذلك الطوفان من المديح الذي اخجل تواضعه فكل ماقام به واخوانه انما كان لله وليس للسلطه ولاللجاه ولا لل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..