ولكن.. كل تأخيرة فيها خيرة ..!

العيد على الأبواب وهو غير كل أعيادنا السابقة يأتي وقد سبقت دماء ضحايه التي يعجز ألان ثلثا أهل السودان عن إراقتها ..سبقتها دماءٌ غالية إنضمت الى بحور الثأرات الطويلة في زمان الإنقاذ فزادتها غلياناً يهتف بضرورة تبريد فورتها بكسر الة الذبح التي سكنت الرقاب زماناً.. !
أربعون عيدأ مرت طافية بهجتها غريقة في جداول الدموع التي تفتحت نزفاً من عيون كم كانت تتقطر فرحة لحظات العناق طلباً للعفو والعافية ..فأضحت تعتصر الألم إما حزناً على فقيد سقط شهيدأ بسلاح هذا النظام هنا وهناك وإما تذكاراً لبعيد جرفته موجات الظلم الى مرافي ألنأي !
نعم نحن تأخرنا في استعادة بسمة العيد الى شفاه الوطن .. لم نخرج مع من خرجوا صدفة في بلاد المحيط القريب ، لآننا سبقناهم بزمان لم تكن الصدفة هي التي حركت خطانا لدك حصون الظلم .. وانما الفكر والقيادة المنظمة والتنظيمات الحاكمة للشارع ومحكومة به في ذات الوقت .. !
ربما لم تكن خيبتنا في حد ذات ثوارتنا ولكن في إفراطنا ثقة بمن أوكلنا لهم إستلام الرسن ..فُسرقت عنهم الأمانة التي لم يحرّزوها جيداً وفرطوا فيها ..ثم ضاع الأمس منا وانطوت في القلب حسرة !
فتأخرنا حتى عمن سبقناهم ..وفي كل تأخيرة إن شاء الله خيرة !
فهم ألآن في شدٍ وجذب بين الحنين للماضي و التعثر في حفرات ثوراتهم التي تتعمق بعدم الخبرة الثورية التي ملكنا زمامها وناصيتها فهل نسينا دروسها وتطبيقاتها حقاً.. !
تونس ربما هي الأحسن حالاً لمتانة تماسك الوعي الإجتماعي فيها ..!
اليمن تنزلق إحدى رجليها في بركة دماء القاعدة والأخري يشدها نظام على صالح الرابض في حضن القبيلة ..!
ليبيا ترّجل عن حصانها راعي البقر الأوحد .. فقفزت على سرجها من بعده جيوش الهنود الحمر وعاثت فيها فوضى .. طالت حتى رئيس الوزراء بالإختطاف !
وقبلها العراق ..سقط جسد صدام عن حبل المشنقة ..ليندرع أشد خناقاً على رقبة الشعب !
سوريا أرادت زرافتها المتذاكية أن تغرس مخرز الإسلاميين في عين المعارضة المسلحة .. فأدخلته في كلتا عينيها هي وأسلمت قياده عماها لعكاز الروس والأمريكان !
وحتى مصر إرتجفت عراقة أعمدة إهراماتها وزلزت ثباتها رياح الفتنة ..وأندلقت مياه نيلها تسقي زرعاً خارج حدود المشروع المُسجل بعد أن إكتشف فلاحها أن أرضه لم تعد صالحة لغرس الأمل الجديد !
العيد عندنا .. له ساحات كثيرة وستكتظ بالناس رغم كل شيء.. وفيه براحات لغبار الحركة الذي سيدخل الي عيون الإستبداد بعنف إن نحن أثرناه ناحيتها ..قد يحمل الى فضاءات الغد البشريات التي تأخرت ربما لخيرٍ لا أحد يعلم كيف ومتى سيأتي من خلف هذا الصمت الدافق له وهو يراوح متفكراً بين سراب الشك في شكل التغيير القادم و حياض اليقين في عدم صلاحية النظام الحاضر ..!
ولكن رغم كل ذلك فنحن شعب معلم لن نعدم الوسيلة في الوصول الى البدائل..
وإلا.. فسنتأخر في الوصول الى غاياتنا عن كل الشعوب ونحن على ظهر هذه الدابة المريضة ..!
فلنجعل من تكبيرات العيد مدخلاً دينياً صادقاً لتنفذ منه الى القلوب المغبونة صرخة الجهاد الوطني.. بدلاً عن التفرق بعد الصلاة ونحن نردد في ألم وحزن ..!
بأى حال عدت ياعيدُ !
ارتفعت الأسعار لدرجة أن جنيهاً كاملاً ازداد في أوقية واحدة من اللبن البدرة، كمثال! فصار سعرها ثلاثة جنيهات! قاتلكما الله يا عمر بشير وعلي محمود وقاتل جميع أعضاء حكومتكم الماسونية المجرمة هذه التي تتخذ من الدين ستاراً لكل ما ترتكبه من موبقات! اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك … اللهم لا تدع لهؤلاء الزبانية ذنوباً إلا أخذتهم بها ولا عيوباً إلا فضحتها ولا سهلاً إلا جعلته عسيراً عليهم! اللهم أحصهم عدداً وافنهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً …إنك سميع مجيب …. آمين