شيزوفرينيا الإنقاذ و ظاهرة الشيخ الورع القاتل !!!

مهدي رابح
كغيره من نظم الحكم المؤدلجة ، دينية كانت أم غيرها ، اتسم نظام الإنقاذ بممارسة العنف الممنهج ضد معارضيه و مواطني بلاده بصفة عامة ، مدفوعاً في البدء بقناعة الانفراد بحمل رسالة الحق و بالتالي وسم المخالفين له بالدفاع عن الباطل و ربما تجسيده أيضاً ، و يصبح من الواجب اقصائهم ( عبر التهميش ، الافقار و القتل احيانا تحت مسميات الجهاد و المجاهدة ) و هزّ المجتمع من جذوره و اعادة إنتاجه ليتسق مع مفهوم غير ناضج لما يجب ان يكون عليه المجتمع المثالي وهو ما يمكن ان يختصر بالمجتمع العربي الاسلامي ، رغم ان السودانيين هم بلا شك أفارقة بالمجمل ، كما ان المجتمع السوداني بطبعة مسلم محافظ و قد تبني منذ مئات السنين تدينا يحمل بين حناياه قيما عظيمة كالتسامح ، قبول الاخر و التكافل الاجتماعي .
و سريعا جداً طغت شهوة السلطة و الثروة علي ما عداها ، فولغ النظام في الدم و الفساد و تنامت لديه ما يمكن ان يصنف علي انه مرض نفساني جماعي من ثنائية الشخصية ( الشيزوفرينيا ) ، فعظِّمت مظاهر التدين بصورة كبيرة علي مستوي الفرد كما المستوي الرسمي ….. بينما تزامناً مع ذلك ، و تحت عبائة فقه التمكين و الضرورة ، تم التستر أو علي اقل تقدير التقليل من فداحة كل الجرائم المقترفة من قبل السلطة بصورة مباشرة ( مثال لذلك الجرائم المقترفة في حق المدينيين في دارفور و جبال النوبة و مؤخراً في الخرطوم و وادمدني و غيرها ) ، كما الجرائم المقترفة من قبل أفراد ينتمون اليه وهي بالطبع تحتاج الي مجلدات لإحصائها مما لا يتسع له المجال هنا .
فاصبح منتموا النظام اتساقا مع هذا النهج الثنائي يصلُّون الفجر في المسجد حاضرا ، ثم ينصرف السواد الاعظم منهم من بعد ، لأعمال لا تخلوا من شبهة أقلها الصمت عن الجهر بالحق ، و أعظمها قتل النفس التي حرم الله ، و هو ما سميناه ظاهرة الشيخ الورع القاتل .
كيف تطورت هذه الظاهرة ، و لماذا حدث ذلك في مجتمع يُعلي قيم التسامح ، الكرم ، النزاهة و الرجولة ، وهو السؤال الذي عبر عنه أديبنا الراحل الطيب صالح ببلاغته البسيطة المحببة ( من أين أتي هؤلاء ؟؟) ، و هو سؤال معقد و يحتاج الي دراسات معمقة لتحليله و الوصول الي إجابات منطقية بصدده ، وهو مما لا ندعي مقدرة عليه البتة ، لكن يمكننا فقط محاولة النظر بمنظور المواطن السوداني البسيط و الاجتهاد و محاولة الإشارة الي جزء متناهي الصغر من الإجابة .
الجانب الأهم من الإجابة يكمن في تلافيف الفكر القطبي المؤسس الكبير لهذا التنظيم ، فهو فكر اقصائي بالدرجة الأولي يكفر الآخر أو يحتقره في أفضل الأحوال و يعلي من شأن الجماعة باعتبارها الفئة الناجية فيعزلها من بقية مكونات المجتمع و يجعلها تسعي بكافة السبل للوصول للحكم .
، هذا المنهج من التفكير يعطي منتسبيه ، رغم عدم ذكر ذلك صراحةً الإحساس الكاذب بالقرب من الله لدرجة رفع الكلفة عن بعض التجاوزات مادام الهدف لكبير هو صلاح المجتمع و أسلمة الحكم ، و خلق نظام حكم مؤمن !!
كما ان احتقارهم للآخر يؤدي بالتالي الي سهولة التعدي علي ماله ، أمنه و في بعض الاحايين روحه تحت حصانة ربانيّة متوَهّٓمة !! .
احد الأوجه المهمة الأخري للإجابة و التي تدخل في خانة السالب من الفعل ، تكمن في خليط السلوك المجتمعي السوداني ، المكون من المبالغة في توقير رجال الدين الي حد التقديس و إعطائهم حق الوصاية علي المجتمع عن حسن ظن ( و هذه أحد أوجه التصوف التي ترسخت عميقا في لاوعينا ) مما يعطي كل من تمظهر بالتدين الحق المباشر في سلطة معنوية كبيرة قد لا يستحقها في كثير من الأحيان ، اضافة الي الميل العام لما نسميه السترة مما يهب كثيراً ممن يدخلون تحت مسمي ظاهرة الشيخ الورع القاتل هامشا كبيرا للحركة و جرأة علي اقتراف الآثام دون التفكير في العواقب أو مجابهة المحاسبة القضائية او الوصمة الاجتماعية ، ذلك كله مغلف بالفهم المنقوص لمعني تحمل المسؤولية ، و تقبلنا لكل انواع الأعذار غير المنطقية دون تمحيص ، فقد تمت برمجتنا علي قبول فكرة أننا شعب مستهدف و أن كل البلايا التي تحيط بنا ما هي الا مؤامرة غربية صهيونية ……الخ و عندما يصبح ذلك عسيرا علي التصديق يلجأ الشيخ الورع دون تردد كأي مستبد صغير ،و دون حق ، الي الاغتراف مما تيسر من إشارات الي غضب الله سبحانه و تعالي و بعد المواطن المسكين عن الدين الحق و الصراط المستقيم .
أخيرا نظن أن الظاهرة تحتاج لجهد كبير و دراسة متأنِّية ، نتمني ان يتصدّي لها علمائنا الاجلّاء ، لكن ما يدعوا للتفاؤل هو ان هذه الظاهرة عابرة و ان الخير متجذر في عمق الشخصية السودانية ، و رغم العنف و الويلات فأن كل المؤشرات تؤكد اننا علي أعتاب تجاوز حقبة الشيخ الورع القاتل ، فاقنعة النظام تساقطت و أضحي زيفه أبلجاً ، و بلادنا ما تزال في طور التكوُّن و التخلُّق ، الم تر كيف يكون الجنين قبيحا حين يكون عَلَقَةْ؟؟ .
اذا كان شيخه و يدعى قيادة الجماعه الاسلاميه .يربي فى منزله _أسد ونمر – وعندما سئل قال هذا لأبنه الصغير فى العمر وقتها المدعو ( عاصم أو عصام فقد نسيت عذرا ). وكنت من المهتمين لآفكاره وخطبه . حينها كان الشعب السودانى يئن من الجوع وفى حالة مجاعه غير معلنه . .حينها أدركت أن الترابى هذا ليس بشيخ اسلامى ووجدت انه (( مخادع وكاذب ومنافق )) .وربما ماسونى كمان .ودى طبعا ذياده من عندى .وذلك اعتمادا على قراءات من كتاب مصريين عن منشئ جماعة الاخوان المسلمين بمصر ما يسمى حسن البنا . والله أعلم