هل التنمية التي اْحدثها نظام البشير في الكباري والجامعات .. هي تنمية ؟!

بسم الله وبسم الوطن
يوم الاْربعاء الموافق 2 اْكتوبر 2013م تم إستضافتي في برنامج ( نقاط ساخنة ) علي قناة الحدث الفضائية , كانت الحلقة عن الإحتجاجات في السودان ودعوة المتظاهرين لإسقاط نظام البشير , الحق يقال , إنها كانت حلقة ساخنة جداً بكل المعايير لاْنها كانت تضم في جُعبتها طرفان مختلفان تماماً , فكرياً وسياسياً وربما ثقافياً اْيضاً , طرف يؤيد التظاهرات وإسقاط النظام ممثلاً في شخصي , وطرف يعمل صحفي في السفارة السودانية بالقاهرة , مؤيد للنظام ويسبح بحمده ليلاً ونهاراً , بعد شد وجذب وكر وفر وتبادل الإتهامات , ساْلني مقدم البرنامج قائلاً )) البعض يقول إنكم تريدون خراباً ودماراً للسودان بعد الطفرة الهائلة التي اْحدثها نظام البشير في البنية التحتية , يا اْخي لقد اْنشاءوا جامعات كثيرة في السودان وكباري في الخرطوم , بالله عليك يا سيد توتو لماذا تريدون إسقاط النظام بعد كل هذه التنمية بماذا ترد؟!)), قبل اْن تعرفوا بماذا جاوبت راْيت من واجبي ككاتب وإعلامي وناشط سياسي اْن اْطرح لكم سؤال مقدم البرنامج برمته من غير حذف اْو إضافة لنتناقش فيه جميعاً حتي يُعم الفائدة للجميع , وقبل اْن تجاوب عزيزي القاري الكريم يجب اْن تعلم ماهي التنمية الحقيقية التي يمكن اْن تقول لها إنها (تنمية ) .
التنمية الحقيقية التي تتبعها جميع الدول في العالم تبداْ من تنمية الإنسان نفسه ثم تنقسم إلي اْهم عوامل وركائز التنمية الشاملة وهي : التنمية الإدارية المتكاملة لمنظومة الإدارة في البلاد , هل شعر مواطن سوداني باْن هناك تنمية إدارية في اْي مصلحة حكومية في ظل هذا النظام ؟!, واْيضاً هناك التنمية السياسية والتنمية الثقافية , وفي كل هذه المجالات التنموية يكون الإنسان عامل اْساسي وهو القاسم المشترك لهذه التنمية , كل المخططون وصانعو القرار في العالم يعتمدون علي التنمية الإدارية والسياسية والثقافية قبل تهيئة الظروف الملائمة لإحداث تنمية في البنية التحتية في المجتمع المراد تنميته , حدث ذلك في كثير من البلدان التي كانت تعاني من حالة تخلف تنموي حقيقي مثل ( غانا, وكولمبيا , وباكستان وكثير من الدول الاْخري ) هذه الدول عندما بداْوا في تخطيط بلادهم من ناحية التنمية كانت ضربة البداية هي التنمية في مجال الانسان وعوامله الاْساسية , اْبداً لم يبداْوا بالكباري والكم الهائل من الجامعات التي تفرغ بشر فاقدين تنمية اْساسية لذلك , اليوم نشاهد كيف تطورت غانا في كل المجالات الملاحقة للتنمية الاْساسية مثل الاْقتصاد والرياضة وغيرها من الاْشياء المكملة للتنمية .
من اْهم عوامل التنمية الحقيقية في اْي بلد هي :
1- الاْوضاع السكانية والسكنية : إذا زرت اْي دولة وشاهدت شعبها يعيشون في بيئة ملائمة وصحية وإرتفاع في مستوي المعيشة ومنازل لا تهدمها السيول والاْمطار وهناك شبكة للصرف الصحي, وشبكة للطرق المسفلتة والطرق الحديدية معمولان بمعايير تحفظ اْرواح المواطنين من الحوادث وقطع الطرق والنهب والسلب اْعلم إنك في بلد تنموي حقيقي !
2- الاْوضاع الصحية : يقول الخبراء في هذا المجال إن التنمية الصحية هي لب التنمية الحقيقية والبلدان التي حدثت فيها تنمية حقيقية تجد تحسن واضح في مستوي الرعاية الصحية وإنخفاض في الوفيات وإرتفاع معدل الحياة , قارن هذا بمستوي التنمية الصحية في زمن البشير , هناك إهمال تام للصحة وإرتفاع حاد للغاية في معدل الوفيات ونقص حاد في معدل الحياة , الاْنسان السوداني الوحيد الكون يموت وهو لم يتجاوز الستين عاماً ونيف , كل هذا بسبب عدم التنمية الحقيقية .
3- اْوضاع العمل والعمال
4- اْوضاع العمل الاْداري
5- الاْوضاع الإجتماعية
6- الاْوضاع السياسية
7- الاْوضاع النفسية
تعمدت اْن اْترك تحليل الاْوضاع من رقم (3) الي رقم (7) لاْفسح المجال للقارئ اْن يقارن بين التنمية التي اْحدثها البشير وجماعته في مجال الكباري والجمامعات التي صدعوا بها رؤسنا وبين التنمية الحقيقية المعمول بها دولياً , قارن هل هناك تنمية في مجال العمل والعمال ؟ هل هناك تنمية في العمل الاْداري ؟ هل هناك تنمية في الحالة الاْجتماعية والنسيج الاْجتماعي ؟ هل هناك تنمية في الاْوضاع السياسية في البلاد ؟ هل هناك تنمية في نفسية الاْنسان السوداني اْم يعيش متطرب الذهن وشارد البال ؟
نعود الي سؤال مقدم البرنامج الذي طرحه عليا , بالتاْكيد عزيزي القارئ بعد قراْتك لمفهوم التنمية الحقيقية تكون قد عرفت جوابي للمذيع هو ( إن التنمية التي اْحدثها نظام البشير في الكباري والجامعات لا فائدة منها علي الاْطلاق مدام عوامل التنمية الاْساسية معدومة في السودان ! وبالتالي لو عملوا مليون كبري ومليون جامعة , اْنا في راْي لا فائدة منها لاْني اْؤمن ومعي قطاع كبير من الناس إن التنمية الحقيقية هي تنمية الاْنسان واْساسياته وليست تنمية الكباري والجامعات ) هذا هو ردي للمذيع فماهو ردك اْنت ؟
لماذا انشئيت الطرق و الكبارى؟؟؟ما هى فائدة الطرق و الكبارى؟؟؟تساعد على حركة البضائع و المنتجات الزراعية و الحيوانية و الصناعية؟؟؟؟اين هذه المنتجات؟اين المشاؤيع الزراعية التى كانت تكفى السودانيين قبل ان نستورد الخضار من الاردن؟ و اللحوم و الالبان من الخليج؟هل ننتج هذه المواد لكى يتم نقلها بواسطة هذه الطرق و الكبارى؟؟؟؟ان هذه الحكومة الساذجة تخاطب مواطن الخرطوم العاطل عن العمل الساذج الذى جل حديثه عن نقل المواقف من شرونى و من الاستاد؟؟؟؟
الموضوع يتعلق بالإستثمار الذي يُقدم البلد والإنسان و هذا خبر ورد اليوم عن الإستثمار في السودان، وعنوان الخبر:-ملتقى ألماني سوداني بنهاية أكتوبر الجارى
((وأبان شاور أن السودان من دول العالم القلائل التي حباها الله بموارد طبيعية متنوعة، والتي لا زالت بكراً تحتاج إلى جهود لاستثمارها. وقال إن السودان مؤهل لأن يكون الدولة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية بميزاته الكثير))….. السودان مهيأ ومؤهل بموارد طبيعية هائلة ولا تحتاج لكثير جهد لاستثماره ، ولكن السودان لم يُحكم(بوطنية) في فترات كثيرة من فترات الحكم المتنوعة التي مرّت عليه، لأن مُعظم الحكومات لم تكن تهتم بالإستثمار الحقيقي ( في الإنسان السوداني ، والأرض السودانية)المُؤهِل لتقدُم البلد< إلا من رحم ربي وعمل بنية تحتية حقيقية>، ولم تتفرغ هذه الحكومات من المُشاكسات والدسائس و المكائد السياسية وهذا الذي أقعد بالسودان طوال الفترة الفائتة وكثير من البلدان التي إستقلت بعد السودان نهضت نهوض حقيقي فازدهرت وصار يُشار لها بالبنان، في الوقت الذي تدهور الوضع في السودان وانحدر وما زال ينحدر(والله يستر من نهاية المطاف)وكما يقول المثل السوداني :- “السواي مو حدّاث” فهذا المثل ينطبق تمام الإنطباق على السودان ،خصوصاً عندما رُفع شعار:= نأكل مما نزرع + ونلبس مما نصنع. وفي الحقيقة السودان عندما تدهورت الزراعة ما زال يستورد كميات من القمح والدقيق( ليأكل)، وعندما أهملنا زراعة القطن ، تهلهلت محالج القطن و (قُتلت)إهمالاً صار السودان يستورد( ملابسه) من الخارج. وفعلاً كما قال بعض الإخوة المعلقين أن الأمن الغذائي هو الأول على كل أنواع يليه الملبس، ومن ثَمّ الباقي من صحة وتعليم وخلافه، و نُعيد جزء مما تقدم في التعليق لأهميته وأسبقيته :-رفع شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع!!! فللأسف لم نأكل مما نزرع ولم نلبس ممانصنع، وهذا قمّة التخلُف.
في موضوعك ذكرت هذه الحقية ؟؟؟ (الاْوضاع الصحية : يقول الخبراء في هذا المجال إن التنمية الصحية هي لب التنمية الحقيقية) فأود أن أقول لك قبل كل تنمية كل الأوضاع التي ذكرتها مهمة ولكن يأتي الأمن الغذائي أولاً لأن الجائع لا يستطيع أن يمشي أو يقف حتي ليقوم بعمل أي نشاط يذكر ومعرض للهزال والمرض والموت ؟؟؟ والإنسان الأول كان أوليته المأكل ثم الملبس ليتدفي من البرد والمأوي ليحتمي من الأمطار والعواصف والوحوش الكاثرة ثم تأتي نشاطاته الأخري؟؟؟ فلذل يجب أن تكون أولية أي نظام وطني تأمين الغذاء الآدمي لمواطنيه قبل كل التفكير في أي مجالآخر والأمن الغذائي لا يأتي الا بالإنتاج أو بالتسول علي موائد الآخرين إن كانت تقبل ذلك كرامة حكامنا ؟؟؟ وقد يقول بعض الشبعانين الكلام الخائب المتداول بينهم هو ( ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان) وأقول لهم يمكن أن يعيش إذا أكل الهوط دوق والبيتزاء وحلي بالباسطة ؟؟؟ الجامعات الهلامية الكثيرة التي كونها نظام الكيزان الفاسد بدون تخطيط وأمكانيات وتأهيل هي مظهرية للإستعراض والكسب السياسي فقط ومعظم خريجيها غير مؤهلين التأهيل الكافي ومعظمهم الآن يعمل في الرقشات والباصات وغيرها ؟؟؟ أما الكباري والشوارع لم تكن للإنتاج وإنما سهلت الوصول لبيوت الأفراح والعزاء ومباريات كرة القدم وليست لها علاقة بالإنتاج والذي يمثل عصب التقدم والنماء والأمن الغذائي ؟؟؟ وأما المولات فهي لفئة القطط السمان لصوص الإنقاذ الكيزان اللصوص لفاسدين وأولادهم ونسائهم علماً بأن كبارهم يتسوقون في دبي بما يهربونه من عملات صعبة ؟؟؟
قال الزعيم الماليزى عندما سأل عن سر نهضة بلاده بأن السبب هو أنهم خصصوا 70% من ميزانية الدولة للتعليم أما زعيمنا عمر (كبارى)الذى خصص 70% من ميزانية البلد للدفاع والامن فقد قال كلما رأيت مركب أو بنطون ينقل الناس بين الضفتين حدثتنى نفسى لماذا لم تعمل لهم (كبرى )ياعمر !!؟؟
نحن منظرينا المنوط بهم وضع السياسات التنموية المختلفة هم من الحثالة بل عبارة عن بلهاء لآنهم وتنابلة نحن في اثقافة والإعلام لدينا أحمد بلال ينف> له الجانب الثقافي الإجتماعي علي مسوى مدرسة الشعوب الدلدول المرتزق الإنتهازي علي مهدي وعلى مستوي الصحة >لك المسخ المسكون بالعقد النفسية مامون حميدة وأما الساسة الكليةللدولةفإن الماسوني علي عثمان هو رائدها.
كل هذه المشاريع بقروض تضاف الى معناة الاجيال القادمة وهل الكباري هذه وفق المواصفات العالمية والطرق البسكويتية التى انهارت من اول مطرة وفق المواصفات العالمية والتى نفذت بواسطة شركات المتعافي اخوان وهل هذه المشاريع أهم من المشاريع الزراعية العملاقة مثل مشروع الجزيرة والسليت وعيرها وهل دفع ابناء شعبنا من اموال البترول الذي نهب من غير حق وتركونا للجهل والمرض والفقر واين اموال اصول هذه المشاريع التى نهبت شيء عجيب يا شعب السودان