السفير هاشم كنه

الى وقت قريب كنت اعتقد بان الدبلوماسية هي علاقات دولية تتصف بالبروتوكولات والمجاملات واقامة حفلات العشاء لاستقبال سفراء جدد او وداع اخرين الا ان ساقتني اقداري منذ حوالي سنتين لقضاء اجازة صغيرة بصحبة اسرتي بدولة ارتريا الشقيقة فوجدت هنالك نفر كريم من اعضاء سفارتنا بأسمرا سهلوا لي بعض الصعوبات التي واجهتني هناك وكل ذلك لم يكن ليتأتى لي لولا لقائي بالصديق العزيز والمحامي الضليع هاشم كنه لأكتشف بأن الرجل يمثل سفارة بأكملها فالرجل متعمق داخل المجتمع الاريتري له علاقات متشعبة ومتجذرة منذ زمن بعيد مع الاخوة الارتريين بدءا من قيادات الدولة ( اسياسي افورقي وعبدالله جابر وعدد من الوزراء وشاغلي المناصب الدستورية ) مرورا بالصحافة والصحفيين وانتهاء بأصحاب الاعمال وقد استطاع توظيف كل ذلك لمصلحة السودان والسودانيين وكثيرا ماتلجا اليه السفارة عند حضوره الى ارتريا لحل مشاكل تتطلب تدخل القيادة الارترية وقد ظل يلعب دور الرجل الخفي الذي لم يتطرق له الاعلام الحكومي لعدم ذكر اسمه في التقارير التي ترسل الى وزارة الخارجية , لقد استطاع النجم الاجتماعي هاشم كنه ان يبرم اتفاق مع سودانير لتسيير خط من بورتسودان الى اسمرا قبل عامين لنقل ركاب بورتسودان الى اسمرا في فترة الصيف على ان يستمر هذا الخط ( Forever ) وقد استفاد من هذا الخط حوالي 300 أسرة ذهبوا لقضاء الصيف في اسمرا دون ان يكون له اي منفعة مادية في ابرام هذه الاتفاقية ( التي يسيل لها لعاب من ينظرون للاشياء بمنظار البيزنس ) لقد استطاع هاشم كنه أن يوظف علاقاته بأحد كبار رجالات الدولة في استصدار قرار فوري بتحصيل رسوم المطارات لطائرات سودانير التي تهبط بمطار اسمرا بالعملة المحلية وهذا لم يحدث من قبل في تاريخ الطيران على مستوى العالم ولكن للاسف هذا الجهد ( ذهب مع الريح ) , كما انه استطاع توظيف علاقاته العامه في استصدار قرار من وزير الصحة بمعاملة السودانيين بالمستشفيات والمراكز الصحية اسوة بالارتريين , كما أن مقالاته وكتاباته بالصحف الارترية كانت تصب بشكل غير مباشر في مصلحة السودان والسودانيين حيث ان القيادة الارترية تتابع باهتمام كل مايكتب في صحفهم سلبا او ايجابا لايمانهم العميق بالسلطة الرابعة التي تمثلها الصحافة ( مش مجرد كلام جرايد والسلام ) .
هذا الرجل ظل وطيلة مدة اقامتي بارتريا والذي تصادف مع وجود حوالي 300 اسرة سودانية مجندا نفسه منذ الصباح الباكر واهبا وقته وعربته وماله وجهده لتسهيل اقامة اسر المصيف بل ذهب الى ابعد من ذلك بالذهاب مع بعضهم حتى المطار ولم يغادر ارتريا حتى وداع اخر اسرة سودانية من اسر المصيف رغم ان للرجل اعباءه العملية الكثيرة التي تنتظره بالسودان ولكنه يتمتع بمقدرات عالية اكتسبها من عمله بالمحاماة لأكثر من ثلاثين عاما في التوفيق مابين انشطته العملية وعلاقاته الاجتماعية .
مؤكد بان نظرتي للعمل الدبلوماسي قد تغيرت بعد عودتي للسودان فتساءلت ماهو الدور الرئيسي للدبلوماسية ؟
وماهو الناتج الحقيقي من الصرف على البعثات الدبلوماسية من مخصصات وعربات ونثريات دولارية وهل نحن في حاجة الى كل ذلك ؟
فاذا كان لدينا شخص واحد بحجم هاشم كنه في دولة ارتريا لماذا لايتم اصدار امر رئاسي بتعيينه سفيرا للسودان بدولة ارتريا ( ليته يوافق ) بعد اقناعه بأن مصلحة البلاد العليا تقتضي ذلك ( ولا اظن انه يمانع أو يتأخر في امر يتعلق بمصلحة السودان ) فالرجل وطني حتى النخاع , مؤكد بأن السفير هاشم كنه لن يحتاج الى جيش جرار من الدبلوماسيين لمعاونته في الاضطلاع بمهامه كسفير للسودان لأن الارتريين ليسوا غرباء عليه ولن يحتاج الى نثريات دولارية لعلاقاته القوية مع القيادة الارترية وستكون المحصلة من الناحية المالية خفض الانفاق الدبلوماسي بنسبة كبيرة وتوفير عملات صعبة اقتصادنا المتهالك احوج مايكون اليها ( علها تساهم في تحسين سعر الصرف ) أما من الناحية العملية سنضمن علاقات جوار متميزة مع الجارة ارتريا وتبادل تجاري يعود بالفائدة لمصلحة الميزان التجاري للسودان وفتح اسواق عمل جديدة تعود بالفائدة للطرفين .
أن الاوان لقيادة الدولة ان تنظر لمصلحة البلاد بشكل مختلف فالرياضة اصبحت لغة تواصل مع شعوب العالم يمكن من خلالها توصيل رسالتنا بشكل أسهل من حضور المؤتمرات واقامة السمنارات والفعاليات وما يترتب على ذلك من ارهاق للخزينة العامة , والدبلوماسية الشعبية يمكن لها ان تحل محل الدبلوماسية الرسمية بأن ترسم خارطة طريق للعلاقات الدولية انطلاقا من توظيف العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل بين الاشخاص والمعرفة العميقة بينهم ( ربما تكون عشرة عمر ) والخالية من الابتسامات الصفراء .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياراجل سفير مره واحده – الاستاذ هاشم كنه رجل مهذب وقد عمل اداريا بنادى حى العرب ولم يحالفه الحظ ولكن المستغرب من وين علاقته مع الاريتريين والمسئولين هناك اؤكد بان ليس له علاقه حسب ماذكر وبهذا الحجم ومافعله كان ضمن اللذين ذهبوا مع وفد الولايه الى ارتيريا — ربما هنالك من له علاقه اعمف مع الارتيريين ببورتسودان وبذل جهد بصمت لتحسين العلاقه بين البلدين – ثم ماهى العلاقه بين البلدين هى علاقه لا تحتاج الى دبلوماسيه انما علاقه جذور – واقول للاخ الكاتب ان ماذكرته لايمت للواقع باى حقيقه والدبلوماسيه يااخى لها رجال من السفراء اللذين لهم باع طويل -هل سمعت عن السمحونى من سفراء السودان الاعزاء والان يقطن مسقط راسه كسلا لو اشر الى ارتيريا لحضرت اليه بالختميه كسلا – عليكم الله خلوا المسأله بتخصصها وعفوا ياهاشم افضل لك مراوغه المحاكم —

  2. صدقت ياالدنقلاوى .
    يا اخى الكريم معتز حديثك عن هذا الشخص مس الجانب الخارجى عن حدود الوطن ونحن نعتبره تطبيل وخدمه خدمها لك لشخصك فنحن مايهمنا حدود الوطن ومايحدث بالداخل ومايخص قضايانا وحياتنا وهذا لايعنى انه وببساطه ان ينصب سفيرا” هذ التكليف لايأتى الا بعد دراسه وبحث فى ماضى الشخص ومعرفة علاقاته ونشاطاته وسيرته الذاتيه عموما” ، لاندرى ما إذا كانت خدمته فى ارتريا من باب التطوع ام ماذا منها الهدف فهذه مصلحه تخصه ؟؟
    ثانيا” كان هذا الرجل سكرتير لمنظمة بورتسودان مدينتى والتى يترأسها دكتور / سيد بيومى وقد اصدرت هذه المنظمه صحيفة بورتسودان مدينتى كصحيفة محلية لكن هاشم هذا وبصفته سكرتيرا” بالمنظمه لايحق له التدخل بالصحيفة بتاتا” لكن حدث العكس فقد تولى ذمام الإمور بكل دكتاتوريه و بكل ما تحمل الكلمه من معنى : تشغيل المحررين والموظفين ليل نهار دون مقابل وفصل كثير منهم دون وجه حق وقد شرد من اسس هذه الصحيفه امثال :
    محمد المهدى رئيس التحرير ونائبه عبدالوهاب مالك ومعتصم عبدالقادر مدير الإعلانات ومسئول توزيع الصحيفه والصحفى عبدالقادر باكاش وعمر لباب وصحفيين آخرين وموظفى الجمع الالكترونى والحسابات
    نواصل فيما بعد

  3. الاخ معتز انا اشكرك على الكتابة في حق صديقك الاستاذ هاشم كنه واسال الله له التوفيق وان يسدد خطاه ودا دليل على اصالتك وتقديرك لأصداقائك والثناء عليهم وهو من الاحسان لصديق عزيز بالنسبة لك الا انني اعتقد (وآمل أن لا اكون على حق) وان مثل هذه المعاملة كما علمتنا التجربة والغربة لا يجدها كل الناس من ابناء بلدى الذي تفرقوا في البلاد واعتقد لو ذهب اي انسان آخر لا تربطه علاقة بالسفير المذكور (وربنا يكضب الشينة) او لا علاقة له بأحد من الناس الشغالين في السفارة لجاء بإنطباع مخالف تماما للأنطباع والكرم الذي تلقيته من صديق عزيز وزميل دراسة .. ولا اعتقد انه يوجد شخص قامت الانقاذ بتعيينه في منصب داخل السودان او خارجه خاصة العاملين بوزارة الخارجية لانهم يعاملون معاملة سيئة للغاية ومجرد الحديث معهم فكأنما تصعد الى السماء او تهوي بك الريح في مكان سحيق ..وهذا الحديث ينطبق على (كثير) من السفراء والقناصل ونواب القناصل والدبلماسيين ولان تعيينهم كان بصورة انتقائية فإن تعاملهم معنا بصورة انتقائية جداً وبتكبر وبمزاج .. جئت من المدينة التي اسكن بها بالقطار وقطعت مسافة تفوق 400 كلم الى مقر السفارة لبعض الامور القنصلية مدفوعة الثمن وابلغت موظف الاستقبال بالكاونتر بأني جاي من مسافة بعيدة وانني غير مقيم في عاصمة هذه الدولة واود العودة في نفس اليوم لأن الاهل في تلك المدينة لوحدهم وان القطار القادم يقوم الساعة كذا وكذا فلو سمحت ممكن تسرعوا لي عملية انهاء الاجراءات؟ والله العظيم قالي كلام نسيت النص الاصلي بالضبط ولكن معناه انا مالي ومالك جاي من بعيد ولا من قريب انت ما شايف الناس القاعدين ديل .. كان ممكن يقول نفس الكلام بصورة تانية او ان شاء الله الامور حا تتيسير وسوف تخلص امورك او ان شاء الله كلكم حا تنتهي اجراءاتكم او اي كلام يطيب الخاطر ولكن فوجئت برده لدرجة اني ذهبت بعيداً وبكيت على غربتي وهوان نفسي على الناس وطبعا ما ذاك الا لذنب اذنبته وان هذا الرد المفحم في الجلافة وسوء الادب ما هو الا عقوبة عاجلة من الله لي وقد تعمدت اخفاء السفارة لأن الوضع ربما يكون قد تغير وربما ان السفير وحاشيته ذهبوا من تلك السفارة او ربما تغيرت حالة العاملين بالسفارة بعد تلك الفترة الطويلة وبعد ذلك اتي لتلك السفارة بعض الاخوان كان منهم زملاء دراسة وزملاء مكان وكانت تعامله راقيا للغاية معي ولا اعتقد ان الآخرين سيلقون نفس التعامل الذي لا قيته منهم واسال الله اخ معتز ان يوقعك في بلد لا صديق لك بها وصدق المتنبي حين قال:
    شر البلاد مكان لا صديق به وشر مايكسب الإنسان ما يصم
    الشطر الاول من البيت واضح جداً ولكن الجزء الثاني للفائدة يعنى ان شر ما يكسبه الانسان ان يفعل اشياء تكون وصمة عار بالنسبة له وهذا البيت من قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة والصديق هنا هو سيف الدولة الحمداني امير حلب في عهد الدولة الحمدانية وهي قصيدة طويلة جميلةكلها حكم
    اسال الله لكم التوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..