هَلْ يَكْمُنُ الحَلُّ فِي التَّصْفِيَةْ؟

كل يوم تزداد القضية السودانية تعقيدا على الصعيدين المحلي و العالمي و يبقى الانسان السوداني مطوحنا كحشائش تحت أقدام فيلين معتركين و لا أمل يلوح في الأفق و لا ضوء يبدو في نهاية النفق.

تنوعت أساليب المعارضة بدءا من السلمية إلى المسلحة و باءت جميع محاولات رأب الصدأ بالفشل الكامل سواء كانت اتفاقات، معاهدات، انتخابات، تقسيم ولايات، إعادة تشكيل وزاري و سبب الفشل هو أن الكل يربط على الجرح المتقيح ضمادا نظيفا و لكنه لم يتعهد الجرح بالنظافة و التطهير قبلا فكانت النتيجة و لا تزال مزيدا من الالتهاب و التآكل.

ظل البشير و زمرته يصوبون سبابة الابتهاج صوب السماء و يلهجون صباح مساء بالله أكبر و لا إله إلا الله على اعتبار أنهم حملة لواء الإسلام و خدامه و لكن عفن الفساد و ظاهر الظلم و الاستعباد للأرض و العباد افتضح أمرهم و حاولوا الظهور بأنهم أمناء و لكن كروشهم فضحتهم قبل قروشهم و شهدت عليهم بناياتهم و عماراتهم و إزاء ذلك لم يحرك البشيرييون ساكنا لأنهم يعرفون علل بعضهم بعضا و ذهب القضاة في عطلة طويلة و بنى العنكبوت على المحاكم.

طال لأجل الخلاص أمد التلفت لدى المواطن السوداني و لم تقع باصرتيه إلا بالاغتراب حلا و لكنه دائم التلفت لذاك الوطن الذي تآكلت أطرافه و تخلى عنه حكامه رخيصا للآخرين… يحلم فيه بأمان و رخاء فالغربة مهما لطُفت لن تعدل حلاوة الأوطان.

الآن السؤال الجوهري

الحلول تصنعها الإرادات و لا إرادة بقيت .. و حتى التغيير الرباني مشروط بتغيير البشر لأنفسهم و إزاء كل ضعف شعبي تستقوي الحكومة و تزداد هيمنتها .. فهل يا ترى يكمن الحل في اجتثاث النبت الشيطاني بالتصفية الجسدية؟

إن كنت ترى في التصفية الحل فعليك أن تمعن النظر إلى دول خاضت تلك التجارب و كيف كانت مآلآتها و في ذات الوقت لا يجب أن تغض بصرك عمّا يجري في الساحة من فتنة و فوضى. قضايا الدول و الشعوب ليست قرارا آنيا و لكنها نظرة إلى ما بعد الآن.

أقصى ما يمكن أن يصل إليه تفكير الطاغية أيما طاغية أن لا سلطة فوقه و لا رادع له على نحو مطلق و بالتالي فهو يستبيح حتى ذاك الذي يدرك في قرارة نفسه أنه حرام شرعيا و لكنه يقيس المدى من البغي الذي يمكن أن يبلغه دون أن يزعج أذنيه حتى همس اللا. مثل هذا الطاغية خير للناس الاستراحة منه و من شروره أما كيف فأقول باتخاذ كل السبل المفضية إلى تحقيق الغاية و هي سنة الحياة أننا نرمي بكل الفاسد حتى أضراسنا نخلعها لأجل الكل.

إن المقطع الذي يتداوله الناس عبر الوسائط عن تلك المرأة بائعة الشاي التي أضرمت نارا في البلدية التي صادرت منها كل ما تعد به الشاي بل و طالبتها بدفع غرامة هي أصلا لا تملكه .. تلك المرأة انسدت الطرق أمامها و عندما ترجع إلى صغارها الأيتام خالية اليدين لن يشاركها مصيبتها أحد لذلك نطق داخلها بتلك الغضبة المضرية و قطعا إن مثلها و مثيلاتها كثر.

أود التنويه إلى أن المقال الأخير الذي حمل عنوان (هضربة مواطنة باريسية ? بردون أقصد ? أم درمانية!!) لا علاقة لي بعنوانه الذي نزل خطأ بدلا من (مصطفى عثمان اسماعيل .. اطلع بره) و لم يتسنى لي الاطلاع على المقال بعد نشره إلا مؤخرا و إلا كنت نوهت إلى ذلك في وقته)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد ذكرنا ذلك كثيرا للحركة الشعبية بعدم اضاعة الوقت فى قتال الجبال والصحارى والغابات الفيل بلحمة وعظمة موجود داخل الخرطوم يجب قنص عصلبة العشرة رؤوس وهم معروفين وهم سبب بلاوى السودان كسبا للوقت وانفاذا للبلاد والعباد وكما قلت السن الفاسد يجب خلعة حتى لا يضر بقية الاسنان

  2. طال لأجل الخلاص أمد التلفت لدى المواطن السوداني و لم تقع باصرتيه إلا بالاغتراب حلا و لكنه دائم التلفت لذاك الوطن الذي تآكلت أطرافه و تخلى عنه حكامه رخيصا للآخرين… يحلم فيه بأمان و رخاء فالغربة مهما لطُفت لن تعدل حلاوة الأوطان.

    ما هذا أيتها الكويتبه؟
    أعوذ بالله

  3. الابنة الكريمة شريفة شكرا لك وكنت اقول دائما عندما يضيق الحناق هو التصفية الجسدية قد تكون فردية او جماعية وقطعا اسلوب ترفضه كل نفس سوية وقد عشت في ليبيا ورايت كيف ان التجبر يفعل بالانسان من العراق الي ليبيا مرورا بسوريا ما يحدث نتيجة طبيعية للشمولية ولكن الطاغية لا يحس بظلم والرمال تتحرك من تحته الانقاذ استغلت تسامحنا وكراهيتنا الدم من ناحيتي الدين والدنيا خاصة ان الانقاذ اضاعت ابقارنا المقدسة وصمام امانا (القوات النظامية وقوميتها ) اضافة الي مشروعاتنا الكبري الاقتصادية (الجزيرة وسكه حديد )ميزة هذه المشاريع وغيرها ليست اقتصادية الاهمية الكبري اجتماعية هاجنت القبائل والناس صاروا وحدة واحدة بالتزاوج وكانت هي طريقنا لخلق الشخصية القومية الوطنية وهي اس البلاء لكن الانقاذ هدمت كل ذلك ضربة لازب مما ارجعنا للجهوية والقبلية وهنا الحالقة لو لم يفضي الحوارولن يفضي بصورته الراهنه- فانما تقوليه لا محاله لان اروح بلغت الحلقوم وهو الكارثة وقيام قيامتنا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..