تجميد العضوية.. حزب يجيد إنتاج خصومه ..!!

جنة الشوك
جمال علي حسن

تجميد العضوية لأصحاب المذكرة على أحسن الأوصاف هو إستفزاز لهم ، والعمل السياسي الحزبي الحقيقي تكثر فيه حالات الاستقالة ولكن تندر فيه حالات الإقالة .. لأن مجرد إجتهادك بتقديم رأيك جاهرا في مقابل حالة صمت وخضوع غير مبرر على مايبدو من أخطاء مجرد فعل ذلك هو عمل من المفترض أن يقابله الحزب مبدئيا بالشكر على التفضل بالنصح والإجتهاد قبل كل شئ وليس الزجر واللعن والغضب والمحاسبة ..
فأعضاء الحزب أو قياداته – أي حزب سياسي – لا يمكن أن تتصور صبرهم على مثل هذه الإجراءات المتعسفة بحقهم إلا في حالة واحدة فقط ، هي الصبر حفاظا على مصالحهم التي قد تتضرر بحكم أن هذا الحزب يحكم وبيده السلطة ..
ومايتم تجاه أصحاب المذكرة هو نوع من أنواع الجحود التنظيمي بفضلهم واجتهادهم حين يكون المقابل هو الإبعاد و الطرد غير المباشر لقيادات بوزن غازي صلاح الدين لمجرد أنهم يهدونكم النصيحة .
وفي تقديري أن غازي صلاح الدين كما قلنا من قبل ليس من النوع الذي يتخذ قرارات مثل الاستقالة أو الانسلاخ من الحزب لكن وبعد أن يفتح الحزب الباب للخروج ويقف أمامه في الاتجاه الذي يسمح بالدخول فإن غازي ومن معه سيكون وضعهم مختلف تماما في هذه الحالة .. وستكون الإحتمالات كلها واردة بل الأسوأ في تلك الإحتمالات هو الأرجح .
وبرغم تحفظاتنا التي قدمناها من قبل على شخصية دكتور غازي صلاح الدين السياسية إلا وأنه وبلا شك فإن خروج غازي من المؤتمر الوطني مجبرا ومبعدا بهذه الصيغة الإقصائية الإستفزازية الأنيقة ( تجميد) سيكون خروجه يعادل فكريا خروج نصف الدماغ الفكري لهذا الحزب الذي تبدلت ملابسه الفكرية على مرحلتين من الزمان ولم يتبقى سوى بعض الملامح الفكرية المصبوغة (بحنة التاج الممتازة)..!
لماذا ينسى الاسلاميون أنه ليست هناك عتبة فاصلة في سلم العمل السياسي في بلادنا وأن من يغادر اخر عتبة من سلمكم سيستدير للخلف مباشرة ويتحول إلى أول قادم للمواجهة معكم .. هذا واقع
لماذا لا يتذكر هؤلاء أن المرحلة التي تعقب الخروج بسبب اختلاف على عشرين بالمائة في الممارسة والرؤية والأفكار والسياسات ستأتي بعدها لجان ( رأب الصدع) و( جمع الصف) بين كيانين منقسمين وحينها سيكون النقاش حول أكثر من خمسين بالمائة على الأقل هي نسبة إختلاف ..
توافقتم مع اركو مناوي وجلس باقان وزيرا و ترأس سلفاكير جلسات مجلس وزراء الحكومة من قبل فهل يصعب عليكم تحمل إنتقادات مجموعة تقول إنها تريد الإصلاح ..؟؟
هل أدمنت الإنقاذ عادة إنتاج خصومها .. تنتجهم من الداخل عبر التكاثر الخضري ،، غريب والله هذا الأمر 
مجموعة غازي صلاح الدين كان يمكن التعامل معها بتقديرات تراعي أوضاع البلاد ودوافع هؤلاء التي أشك أنها كانت كما أشار ضياء الدين باحتمال قطع تذكرة في القطار القادم ..
ولو اعتبر حزب المؤتمر الوطني ان هذا متامر وذاك متربص والثالث مجرم فإن عليه أن يضع نفسه في الوصف الرابع ويسمي نفسه باسمه الحقيقي حزب متأزم بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى ، والحمد لله أن عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم متخصص على مابدا لي خلال السيول في تفسير كلمة (أزمة وكارثة) فاسألوه عن معناها..!!

جمال علي حسن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..