أكتوبر الممهور بالوعد والحيره

عندما تهب رياح أكتوبر في السودان تتململ روح عشق الحرية في الوجدان السوداني، وترتعد فرائض الحكام الظلمة .لما لأكتوبر من علاقة ومكانة مميزة في ذلك الوجدان وفي وتاريخ السودان المعاصر،بإزالة الطغيان..
لذلك أكتوبر 21 هذا العام مر بعد ان نشر شئ من عبيره في اجواء الشارع السوداني بشعاراته ( حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب).ايضا ارتورت ارضه العطشي للحرية بدماء صبية ، أعمارهم بعمر نظام حكومة المؤتمر الوطني ، لم يشهدوا اكتوبر المجيدة لكنه ارثهم فيه، أخرجهم للشوارع والاستشهاد…
فعندما كان السودانيين بجميعهم يتغنون بأغاني اكتوبر وأشعاره ويشنفون بها آذانهم ، في المحافل الفكرية وطوابير المدارس في كل صباح جديد وفي الشوارع وكانت تصدح من أرفف المطابخ وعلي مناضد الترابيز من أصوات المذياع أغانيه في المدن والأرياف ، كان السودانيين وقتها ينشدون احلام لعودة ثانية لأكتوبر المجيد ،يتصحح فيه مساره العاطفي الي مسارا فكريا يثمر وعيا وديموقراطية تحتمل الاختلاف والتنوع السوداني ، المتميز ديني،عرقي ،فكري او أثنيا كان..وان تتجاوز الوقوف عند عتبات الطائفية، والتي كانت السبب الرئيسي في إجهاض الديموقراطيات قصيرة المدي .
وبالفعل قد سجل السودانيين نصرا تاريخيا اخر بثورة ابريل، والتي للاسف تعددت الأجسام بين (هيئات) ( وأحزاب) ، ثم انطفئ حلم (اكتوبر ابريل ) علي أيدي الاخوان المسلمين، بسرقتها بل وسرقوا معها وطن بحاله، حتي شك السودانيين في ان يكون هؤلاء من رحم السودان الأصيل ( من أين أتي هؤلاء ) ؟
والحقيقة ان هؤلاء هم أنفسهم الذين حذر منهم الجمهوريين الشعب السوداني سابقا : (أنقذوا الشباب من هذا التنظيم الدخيل)
الشاهد ان ثورة اكتوبر بقدر ماهي حلم وآمل كل عاشق حرية أصيل هي كابوس، يؤرق مضاجع السلفيين والمتهوسين ..لذلك لم يكن الاخوان المسلمين مهتمين بأكتوبر ولم يكونوا يوما معنيين بها قط .كما لاتحتملها ايدلوجيات الأحزاب الطائفية الأخري. فأن أكتوبر رمز للديموقراطية والاشتراكية وهم دعاة ( الدستور الاسلامي)! والشريعة الاسلامية، بنفس الحال والتشريع التي كانت علية في القرن السابع،لكى تنظم حياة إنسانية القرن الواحد عشرين اليوم..علما بان الشريعة الاسلامية ليست فيها ديموقراطية او اشتراكية. لان الديموقراطية بها حق الحرية وحكم الأغلبية ، والاشتراكية هي شراكة الاقتصاد والموارد ، وبالمقابل ان الشريعة نجد فيها الشوري ،والتي يحق فيها للوصي ان يشاور ويخالف، ولذلك كله فان عودة اكتوبر لأ يشتاق ،او يتوق اليها الاخوان المسلمين،كبقية الشعب السودانى.
فالنظام الاقتصادي لدي الاخوان المسلمين نظام رأسمالي متدثر بدثار الدين بالطبع..
فان هم سكنو المساكن الشاهقات واستوطنو (كافوري ) بقبيلهم ،او ان تتكدس أرصدتهم بالعملات الصعبة في بنوك ماليزيا أوالدول الأجنبية ،بمقابل ان يحيا السودانيين فى القبائل الحدودية من دينكا ومسيرية وغيرها،من قبائل التماس او قبائل دارفور ، وأن يقتتلون من اجل الماء والكلأ ! فهذا عندهم قسمة الله ( العادل) !!! فهم في أصيل اعتقادهم وفهمهم للدين ،لابد من شرعة الأغنياء المتخمين ! (وسياسة جوع كلبك يتبعك)، لباقي الشعب السوداني .
إذن لم يتبقي لهذا الشعب الأكتوبري المنكوب ،غير الدستور الذي يحمي الديموقراطية ويحفظ مكاسب الشعب من الحريات ،ويهيئ لمساحات الوعي بين السودانين ،بقيام المنابر الحرة ورعاية المراكز والمنظمات الفكرية والتوعوية و تيسيركافة وسائل التعلم والثقافة والتي بدورها تتيح الممارسة الرشيدة والمسئولة للديموقراطية، لكي تنتج الثورة الفكرية المنشودة، والتي تصبح الوصي الشرعي الذي يحافظ علي مكتسبات الثورات التي دفع فيها هذا الشعب الطيب ،ابنائه فداء عزيزا لنيلها ، وان يبر الشعب السودانى ، بقسمه لأكتوبر بان لا (يسرق ) فجر الحرية ظالم اوطامع سلطة بعد اليوم، وان يظل اكتوبر اخضر بالأمل بسودان جديد يسع التنوع ويحفظ حق الأقليات.
(فان التجربة التي لاتورث حكمة تكرر نفسها)..
بثينة تروس
إسحق أحمد فضل الله قال إن أكتوبر ثورة قامت بها الماسونية العالمية ( يعني لا في أكتوبر لا بطيخ )