مقالات سياسية

ائمة لما يجب ان تفعله يا ( أبانا ) الوطن … غداً صباحا ً..

مهدي رابح

أولاً :
فلتبدأ يومك كما تعودتّ طوال القرون الماضية بالصلاة ، لكن هذه المرّة و قبل الإقامة، فالتغتسل بماء النيل مرتين و توضأ اربعاً ، فابنك الشيخ الورع ، الذي اعتلا ظهرك لربع القرن الماضي لا يخلوا من نجاسة ، فإذا اشحت نظرك عن علامة الصلاة الصارخة في جبهته و ذقنه الباسمة النظيفة و نظرت مليّاً الي يديه الملطّختين بالدماء و كرشه المنتفخة بالسُّحتِ ستعي ما أقوله يا صاح .

ثانيا :
من بعد ذلك لملم بنادق أبنائك الموجهة الي صدور بعضهم البعض و أدعهم ، أبنائك كلهم الصالحين و الطالحين ،السودانيين ، المستعربين منهم و المتأفرقين و ما بين ذلك قوس قزحْ ، جميعا دون استثناء ، لشرب القهوة تحت الشجرة العالية ، الحرية ، و الضاربة جذورها عميقا علي مقرن النيلين منذ ألفي عام او يزيد ، و لتُحاسُبْ كلّ منهم بما اقترفت يداه و ميّز بين المُحسن و المسئ ، الخائن و القاتل ، السارق و المنافق ، المرائي و الإمعة المجنون ، و دعك من عادتك الكريهة في ستر عوراتهم كلما اخطأوا ، فعورتك الان هي المكشوفة امام الملأ ، وحان الوقت لفعل شئ حيالها ، ثم ضع علامة واضحة لكلّ من أساءَ منهم علي وجهه ليراها المارّة جميعا ، حتي و لو اضطررت لمسح علامة الصلاة عن الشيوخ الورعين منهم ، و لتدعهم يقررون في ما بينهم من قرر ان يعتذر ومن يريد العفو قبل ان تعاقِبْ ، لكن لا تسامح فيما يليك من الدم و الحق ابداً .

ثالثاً :
توكأ علي من تبقي من أبنائك المخلصين ، لتمضي الي العمل ، فالمشوار طويل و قاس ، و ظهرك مقصوف ممّا فعلوه بك ، و أمامك عمل جبّار و مضنٍ .
الخزائن مفرغة و دائنيك يسدّون عين الشمس لكن لم يعلم اللصوص ، يا أَيُّهَا العجوز البخيل المحتال ، انك تملك كنوزا لا تُحدّ ، مدفونة تحت أرضك ،كانت تحت أقدامهم مباشرة ، لكن الله لطف ،
فالتخرجها و لتبني طريقا ، مدرسة ، مستشفي ، جامعة ، و لتزرع حقولك البور و لتبني بجانبها مصنعاً هائلاً .
من بعد ذلك صِلْ جيرانك الأقربين و الأبعدين فالجفوة طالت ْ و الكلّ انفضّ من حولك ، كنت كالعاهة وسط الامم ، لكنك الآن استعدت الاحترام و الهيبة ، و من حقك و بما أنجزت أن تتفاخر و تتبختر ، تُنهي و تأمر كما تشاء ، و ربما و ببعض الجهد قد تستعيد ما أخذوه منك عنوةً في حلايب و الفشقة و غيرها .

رابعا :
و زوجك السابقة ، الابنوسيّة الفارعة الجميلة المخضرّة ، أَعلم ان طلاقكما كان مؤلما و انها حملت نصيبها من الكنوز و البنون معها بعيدا ، لكن تجاوز مرارة الفراق و تذكر ان ابنائها هم إخواننا و أبناء لك أيضاً ، و تذكر العهد الجميل ايام شهر العسل في حديقةٍ من حلفا الي نمولي و منقو قل لا عاش من يفصلنا !! ، أتذكر ؟؟ . نعلم انه لم تكن كلّ ايامكما سعيدة و بعض منها مظلم قاسٍ ، لأنك لم تعدل بينها و زوجاتك الأخريات و حاولت إجبارها علي تغيٌير سحنتها لتشبه الوُسْطَي منهم ، لكن الشيوخ استثمرو الفتنة بينكم و اقنعوك بكفرها البائن ، فأعلنت عليها جهادهم المزيّف ، و حصدت الخيبة .
تجاوز مرارة الفراق و مدّ يد الصفح ، و اعلم انه رغم ان طلاقكما كانت بينونته كبري ، لكن يمكنكما العمل معاً من اجل أبنائكم في البيتين المتجاورين ، و لتكسروا الحائط الفاصل بينكم وازرعوا مكانه قمحاً و ياسمين .
و أخيراً لا تنسي ان تعدل بين من تبقي من زوجاتك الرائعات ، تأمّل كم هي جميلة و فاتنة تلك الغربية الغاضبة ، فالفتنة بينكما طالت و اخشي عليها من مصير الابنوسية الفارعة ،
و الشرقية و الشمالية ، رغم أنهما الأُولٓيٓانْ لكنك اهملتهما كثيراً علي الحساب الوسطي ذات المنعة و الدلال ، فتجعّد و جهيهما و التحفتا السماءْ .
اعدل ، و أحسن إليهم
، حفظك الله و رعاكَ …..
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..