بركان سبتمر.. ودلتا الحراك السياسي

لأول مرة منذ أن استولت الجبهة الإسلامية على الحكم عبر انقلابها العسكري في عام 1989م، يحدث أن يجتمع غالبية شعب السودان على ضرورة التغيير ويطلقون الأحلام في براحات الأمنيات العذبة، ثم يُعبدون طرق الفضاء العريض لخيول الغضبة دون خوفاً من كرباج السلطان.مثلما حدث في إنتفاضة سبتمر المنصرم.
هكذا تنفس الناس دخان سبتمبر دون أن تضيق صدورهم أو تعبأ الرئة من استنشاق كربون حرائق الصبر الطويل على هذه الحكومة. فاجأ السودانيون أهل النظام بالهتاف الحنظل الذي ثقب طبول مسامعهم وسحر أبصارهم للدرجة التي دفعت النظام للتعامل مع المتاظهرين وكأنهم شياطين نزلوا إلى أرض السودان من كوكب آخر، وليست هم مواطنين يسكنون بينهم.
ربما تفرقت جموع المتاظهرين بالفعل، وهدأت شوارع الخرطوم والمدن، ولكن لن يستطيع أهل النظام أن يمحوا من ذاكرتهم.. كيف غضب أهل السودان منهم وكيف مارسوا الغضب تعبيراً عن رفضهم المطلق لحكمهم وتعبيراً عن مدى الكراهية التي باتت عنواناً بارزاً لعلاقة المواطن السوداني بكل ما يتصل بالحكومة ولو كان شاشة التلفزيون القومي أو صفحات الصحف المملوكة لأهل النظام الحاكم.
انفجر بركان سبتمر و تكونت دلتا خصوبته في طبيعة الحراك السياسي الراهن وقد اقترب موعد الحصاد للثمار والفاكهة الطيبة. وهاهي جموع القوى السياسية والشبابية والنقابية بمختلف توجهاتها ومشاربها الفكرية والثقافية تمد أياديها لقطف ثمار سبتمر، دون تمييز أو محاصصة. ديمقراطيون وشيوعيون وبعثيون وشعبيون وإصلاحيون، وإتحاديون وأنصار، ثم أهل الهامش وشباب التغيير وشباب الفيس بوك وعمال وفلاحين وأستاذة جامعات وطلاب ومبدعين وفنانين وحرفيين ومهنيين..كل هؤلاء هم من فجر البركان وهم من يقوم بفلاحة خصوبته.. وهم من ينتظر أن يستمتع بثمار الحصاد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فقط نريد منك أن تحذف كلمة “اصلاحيون” التي أردت أن تقحمها عنوة -لانهم ليسوا منا -أم أنك (جدادة إصلاحية) الله يكذب الشينة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..