السم .. السم في الدسم .. إياك أن تشرب

إن عقلية كعقلية الدكتور غازي صلاح و حسن عثمان رزق و رفاقهما .. يستحيل أن تكون غبية و ساذجة لتعرف بعد أربعة و عشرين سنة أخطاء رفاق السوء .. قالوا ماذا .. قالوا إن الذي دعاهم إلى المناداة بالإصلاح هي الزيادات الأخيرة و هامش الحرية المتاحة و القتل الذي صاحب ثورة سبتمبر و أن المبادئ التي قام عليها الحزب لم ترى النور!! ..

عجبي و ماذا عن قتلى الطلاب في العيلفون؟ هل كانوا دجاجا؟ و ماذا عن قتلى الضباط في شهر رمضان بلا محاكم؟ هل كانوا حشرات كما يقول قائدكم؟ بل ماذا عن قتلى أهل دارفور و النيل الأزرق و المتتضررين بسد كبجار؟ هل كانوا عالة لا تستحق الحياة و قد زاحموكم الفضاء و ضيقوا عليكم الأرض؟ ماذا عن تجفيف مشروع الجزيرة و تشريد أهلها؟ ماذا عن الفساد الذي أزكم الأنوف و سد أفق السماء؟ ماذا عن النهب (المصلح) لمصلحة ذئاب الإنقاذ كيف؟ تفسرون بند المال المجنب خارج مظلة الميزانية؟ ماذا عن بتر الجنوب الحبيب و احتلال حلايب؟ و أنتم .. هل كنتم حظيتم بمنصب لولا قانون صالحكم العام الذي هو في الحقيقة طالحكم العام؟ هل ما وقفتم على كل ذلك إلا عشية أن خرج شبابنا و قالوا كلمتهم؟ هل ما كشفتم ولا اكتشفتم سر كل ذلك إلا بعد أن بانت نذر الطوفان الذي باتت سفينة الإنقاذ تبالي برياحها؟

و لنفترض أنكم بحق انقسمتم فريقا تريدون الإصلاح في سوبا التي أنتم سواء في خرابها .. و لنأخذ بظاهر تمردكم على سياسات الحزب بعد عقدين و نيف .. كيف تفسرون أيها الإصلاحييون تمسككم و التزامكم الثابت غير المزحزح بحزب ثبت لكم أن مبدأه الذي قام عليه ? إرساء قيم الدين ? مبدأ باطل و أنه شعار ما نزل يوما في واقع الوطن و المواطن !! فيم التزامكم بعضوية الحزب و قد وضح لكم فساد قادته و بطلان مبادئه؟ إنها مسرحية سيئة الفصول رديئة الإخراج .. إنها من تأليفكم و إخراجكم و ستشاهدونها بدوننا لأننا مشغولون بخلعكم و محاكمتكم. و الأرجح أنكم لما همشكم الحزب و لم يرمي لكم بعظم المناصب بتم تبكون لمصلحة شخصية أكثر من كونها وطنية .. كنا سنقدركم أكثر لو أنكم قدمتم استقالاتكم لذات الشعارات التي رفعتموها الآن و أنتم مناصبكم و بكامل مخصصاتكم.

لا تنتظروا أيها الإصلاحييون أن الشعب غدا سيرفعكم على أكتافه الواهنة باعتباركم صنّاع نصر و جالبي حرية .. لا تحلموا بأن نقدمكم علينا في أيما محفل .. لا تأملوا بعفو و عدم مسائلة فقد كنتم معهم لعقدين و نيف و تلك مدة كافية لاعتباركم مشتركين في الجريمة أعضاء في العصابة و قد أخذتم حقكم من الأجر فوق نصابه أضعافا مضاعفة.

إصلاحكم المزعوم كان كخديعة بدايتكم .. خدعة الضباط الأحرار الذين جاءوا بالإنقاذ .. قالوا إنهم لا علاقة لهم بأي تكوين أو تيار حزبي ثم لم نلبث أن كشفوا لنا في غير حياء أنهم صنيع الترابي و أنكم خرجتم من تحت عباءته .. حدثت أحداث جسام في جسم ذاك التنظيم .. صراعات خفية أودت بجل أعضاء التنظيم .. سمها تصفيات خفية خبيثة كخبث أهلها .. يدفنون ضحيتهم في موكب مهيب و يتغامزون في فرح بخلو الأجواء ممن لا يتفق معهم في خطهم الإجرامي. أنتم أنفسكم الذين خرجتم على عرابكم و شيخكم و كان الأولى الخروج على البشير باعتباره الحاكم الذي رأى السودان في خلال حكمه الويل و الويلات تحت صمتكم بل دفاعكم المستميت عن نظامكم البغيض.

ما عدنا بكم نثق .. ثقتنا في الله ثم في عزم شبابنا و الأحرار من شعبنا .. ثقتنا بأولئك الذين لما تتدنس نفوسهم بحب المال و الدنيا و استباحة الدم السوداني.

فيا أيها الشرفاء لا يجرفنكم تيار الإصلاحيين من المؤتمر الوطني عن ثورتكم و لا يشغلنكم صراعهم المصطنع لأن جل ما يريدون هو جعلكم تلعبون دور المشاهد المنصرف عن قضيته الأساسية و بينما يشدكم صراعهم .. يطول أمد حكمهم .. إنهم ظاهرا يختلفون بنهار و خفية يتفقون بليل .. إنها سياسة الخفافيش و لكنهم سيجدون أن الصقور هي التي تملك سماوات السودان الخالية منهم بإذن الله.

شريفة شرف الدين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام مية مية !! يعنى لو ما كان لفظوهم ما كانوا حيقولو الكلام دا !! اى زول يبعدو يبقى عدو ليهم !! لكن فات الاوان !!!

  2. كل يوم نطالع دبيب الثورة وذكرى الدماء الطاهرة لشهداء سبتمبر / أكتوبر يجدده في الأذهان مداد أقلامكم الجريئة التي ظلت تكتب حتى فاق صريرها صوت الرصاص الغادر لنظام الانقاذ المتهاوي عنفاوغرورا . لقد أجمع الشعب السوداني بصريح العبارة على رحيل النظام وكان على النظام أن يرحل حتى يكفينا الله شر (الربايع العربية ) نحن لا نريد ان يكون مصير قادة الظلم والظلام في بلادنا ما شهدناه في القذافي الذي خرجت أنفاسه تحت خبطاط شباشب وجزم ومراكيب ونعال الثوار نحن شعب مؤمن حر وكريم وعلى الأهوال صبار , نريد محاكمة رموز النظام الفاسد على جرائمه في محاكم العدالة الناجزة بالفعل قبل الطوفان … فهل يستدرك النظام ليستيقظ من غفوته وغروره وتيهه ليحدث التغيير بتسليم االسلطة لمجلس إنتقالي يعيد ترتيب الأمور للمحافظة على كيان الدولة التي تتجه نحو القاع . حسم التمرد خلال العام كما ذكر رأس النظام الفاسد في مدينة الأبيض لا يتأتى من خلال فوهة البندقية والرصاص الذي حصد مئات أرواح الشهداء الذين كان مطلبهم رحيل النظام ….

  3. يا استاذة شريفة ناس الاصلاح ديل مستهبلين وقالو
    جاءتهم صحوة ضمير بعد 24 سنة كاملة حدثت فيها مصائب
    واهوال في السودان يشيب لها الولدان ويا دوب هم فاقو
    من المخدر الديني والتوجه الحضاري الذي حقنوا به انفسهم
    أو تم حقنهم به
    نحنا يا استاذة بعد سنة واحدة فقط من بدايةالانقاذ
    ايقنا تماما ان توجه الانقاذ ليس للانقاذ والامثلة كثيرة
    منها الصالح العام والتمكين وثورة التعليم الهمجية الغير
    مدروسة وجلب الناس قبائل قبائل لمبايعة البشير بالاضافة
    لكل الذي ذكرتيه في مقالك يوضح بجلاءانها ليست ثورة نافعة

    هؤلاء الاصلاحيون الافضل لهم ان يحبسوا انفسهم في بيوتهم ويستغفروا
    ربهم حتى ياتيهم اجلهم

  4. استاذي …تحية ملؤهارحيق..نبتة ومعزة نبتة
    و لكنهم سيجدون أن الصقور هي التي تملك سماوات السودان الخالية منهم بإذن الله.
    هذا هو مربط الفرس …كيف الولوج في الذاكرة…ومانود يكون…ماثلا للعيان وواقعا
    تعود به نبتة من غياهب الصالح العام…والنظام العام،وتشع ماتشع من ضياء رشدها للانام
    نمد يد الدعم للرفاق هناك ماديا …فلن تعود نبتة..الاعبر الكفاح المسلح …مدوا يد
    العون لعقار…ومناوي وبقية الرفاق…لاسبيل غير هذا…ألستم معي؟

  5. طرح موضوعي وتحليل رائع ونقد هادف ياريت الصحفيين زيك مو زي الرجرجة المرتزقة المطلابية أحمد البلال واخوه وأمثالهم

  6. غدا لن تجد غير البشير تحرسه شرزمة من رجال الامن والعساكر وسينتهى به المــطاف بالقبض عليه على يد الثوار والاقتصاص منه فهل استعد لذلك أم لا زال يراه بعيــدا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..