فصل غازي ( المطرة في بيت الجيران) ..!!

قبل فصل غازي بساعات قلنا إن المؤتمر الوطني يجيد إنتاج خصومه .. وبالفعل جاءت لجنة المحاسبة تحمل معها أنياب حادة وقواطع شرسة لتعيرها لمن لا أنياب له كي يستخدمها ضدهم وجاءت تلك اللجنة تحمل معها كل أدوات إستفزازهم وتهييجهم وتوتيرهم بغرض الإقصاء والإبعاد ..
لقد ذكرني قرار فصل غازي ومن معه بطرفة تحكي عن رجلين جارين في الحي يصر أحدهما على إجبار الاخر للخروج ( بصينيتو) والإفطار في الشارع أيام رمضان والرجل المجبر لايعرف سبيلا يتخلص به من هذه العملية التي لايحبها لكن جاره رجل طيب وغير قابل للاستفزاز حتى يختلف معه و( كل واحد يفطر في بيتو) فقرر أخيرا أن يبحث عن شئ يجعله يختلف مع جاره حتى يتخلص منه فقال له أثناء انتظار الإفطار يافلان ( امبارح المطرة كانت شديدة) فرد عليه الرجل الطيب يا أخي مافي أي أمطار ولاشئ ( تكون حلمان) والدنيا شتاء فثار جدل مفتعل بينهما وحين أدرك أنه فشل تماما في إستفزازه وأن موضوع المطر لم ينجح قال له ( يا اخوي صبت وللا ما صبت كل واحد يفطر في بيتو ) ..
والان بلغت هذه الحلبة أعلى درجات سخونتها برغم تكرار غازي ورفاقه حتى اخر لحظة تمسكهم بالحزب لأن غازي كما قلنا وكررنا عدة مرات ليس من أصحاب المواقف القاطعة والنهائية بل إنتقدنا تلك الطبيعة في شخصيته السياسية من قبل وقلنا إنه يتردد كثيرا في اتخاذ مواقفه ولكن الذين لا يريدون غازي ويشعرون بأن وجوده على حساب طموحاتهم وأجنداتهم ومصالحهم الخاصة ، هؤلاء عرفوا أن هذه هي الفرصة التأريخية لإبعاده وأن مذكرة الإصلاح تلك يجب إستثمارها جيدا لركل غازي خارج الحزب لأنهم انتظروا خروجه طائعا ومغادرته من تلقاء نفسه ولم يفلح جهدهم ..*
لقد أبعدوه .. فثيران حلبة الصراع برغم إصابتها بعمى الألوان لكنها تتهيج حين تلوح لها باللون الأحمر وغازي برغم عدم ميوله نحو المفاصلة ولكن لو حدثت من الطرف الاخر فإن الموضوع يصبح محسوما من طرف الحزب ..
وقد إنفردت اليوم التالي كعادتها بحوار الصحفية المتميزة صباح موسى والصحفي أحمد عمر مع غازي أخذت منه المفيد في حوار ليس فيه كلمة واحدة زائدة أو حرف ناقص .. لهما التحية ..
غازي قال في حوار اليوم التالي إن خطوة الإصلاح الان على قاعدة أرسخ وهذا فيه إشارات مهمة بأن طرد غازي من الحزب لن يعني عودة الرجل إلى مركز إتجاهات المستقبل في مدينة الرياض شرق الخرطوم والبحث عن ماركة جيدة من كراسي القماش والإنشغال بما انقطع من تأملات فكرية وتدوينات جديدة ..
لا .. بل حتى التأني والتأخير في تحديد وإعلان حزبه الجديد في إعتقادي لم يكن يحتمل الإنتظار طويلا فملعب الساحة السياسية مثل ملاعب كرة القدم يتم التمرير الجيد في المكان الصاح والتوقيت السليم ولا تنتظر تمريرات الكرة وقتا للتأمل ..
إن بعض قيادات المؤتمر الوطني تعلم أن خروج غازي لن يكون مثل خروج الترابي في 99 فحيثيات القطيعة هناك أعمق والمفارقة للحزب الحاكم أكثر بيانا من مفارقة غازي بموجب تداعيات المذكرة و قرار فصله ..
تلك القيادات تريد أن يخرج غازي ويجرب حظه فلو نجح في استقطاب قاعدة واسعة من المؤتمر الوطني فإن مبادرات جمع الصف لاحقا ستنشط وتنجح معه بل ربما تجدد الدماء في الحزب من جديد ولن يرفض غازي في تقديرهم العودة لو تحققت نسبة من أطروحته .. أما لو فشل غازي في استقطاب نسبة مؤثرة من قواعد الوطني ( ففي ستين داهية) ولا حاجة لهم بإزعاجه ..
هذا نوع من أنواع التفكير البراغماتي أظنه ليس غائبا عن صوالين القرار في حالة غازي ..
لكن الشئ المهم واللافت والمستغرب جدا بالنسبة لي هو أن حزب المؤتمر الوطني لاتصدر قراراته الخطيرة بحسابات تراعي مصلحة الحزب هذا مؤكد ولا جدال عليه .. نعم لا أحد يمكن أن يؤيد فصل هؤلاء بمجرد ماخذ مؤسسية كما يقولون أو انتصارات شخصية لأعضاء لجنة بسبب أن غازي صلاح الدين لم يتحدث معهم بالطريقة والمزاج المطلوب او الذي يتوقعونه ..*

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياجمال ياخوي قضيتنا اكبر منكم ومن غازي وده موضوع بيهمكم انتم الكيزان المعفنين داخل وخارج النظام00 عاوزين تشغلوا الشباب الثاير بقضايا انصرافيه بلا يخمك ويخم كل كوز وحسابكم كلكم قرب وتحياتي لمعلمكم حسين خوجلي النتن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..