الاعتزال اجدى للشعب من الاصلاح

نال المتشظون من حزب المؤتمر الوطنى العاكم حظا وافرا من انتباهة الاجهزة الاعلامية وسارت بمفاصلتهم و فصلهم اوانفصالهم ركبان الاجهزة الاسفيرية والورقية والصوتية ومجالس المدينة والريف فى وقت لم تنتبه هذه الاجهزة والاصوات كلها بشيى من التركيز الى ان هنالك مفاصلة اخرى ليست اقل اهمية من ماحدث لجماعة المذكرة ،وهى ضيق ذات النظام العاكم بالخال الرئاسى وفصله من اعفن بوق عنصرى ارهابى لا دينى وإجباره على التخلى عن إدارة صحيفة الانتباهة لسان حال المبغضين للانسانية.والتى كانت هى كل الحزب المسمى بمنبر السلام . ومنبر السلام وبوقه الصارخ الطيب مصطفى كان من الركائز الراكزة للحزب الحاكم فى تغبيش الرأى العام والتدليس على المواطنين بالدعوة الكاذبة بإسم الدين وبالجهر البغيض بالدعوة للنعصرية والجهوية والعرقية .وهو المنبر الوحيد الذى ذبح الذبائح احتفالا بإنفصال الجنوب .ولن يتلجلج احد فى ان منبر السلام هذا بتوجهه العنصرى ليس ركنا اصيلا من اركان النظام العاكم ورؤية ووهم مريض من اوهام زمرته من اصحاب المثلث غير المحمود المسمى بـــ”مثلث حمدى” وإذا كانت كارثة الانفصال لم تهب عواصفها على اشرعة من يسمون انفسهم اليوم بالاصلاحيين الذين تملأ الساحات اليوم مواقفهم الرافضة لسياسات النظام العاكم و العواصف التى عصفت بوجدان كل سودانى مخلص لوطنيته لم تعصف بقناعاتهم فى أن هذا النظام لن يتورع بعد هذا عن الاتيان بكل قبيحة ومواجهته الدامية لمن احتجوا ضد سياسات النهب المسماة برفع الدعم إلا حصاد مخطط مدروس قامت قوائمه على ذات التوجه الحضارى الذى يتمسك الاصلاحيون به ،بل يظنون انهم وبعد كل الذى حدث ان الناس مثلهم سو ف يقبلونه بعد زيادة بعض التعديلات المستحيلة فى منظومة جماعة بدأت مسارها السياسي على عدم الاعتراف بالاخر بل بإكذوبة لبست ثوب الاسلام و فعلت ما لا يفعله الكفار بشعوبهم . و اليوم بعد ان نضب معين الحياة فى فى افواه الغالبية الغالبة و بعد ان اهتزت قناعة المواطنين بالوطن نفسه و بعد ادركت حتى الطيور فى السماء ألا رجاء يرتجى من هؤلاء القراصنة وحيث لا منجاة لهم من مهاوى سياساتهم جاء الاصلاحيون لينظفوا ويغسلوا ادرانهم من الدماء التى سالت فى كل ربوع البلاد.و لينفروا خفافا باحثين عن مزاعم بنوا عليها اتفاقهم وموافقتهم على سرقة السلطة بليل الدبابات . ولذلك ليس ما اثار انتباهى فى اللقاء المنشور على موقع الراكوبة مع الدكتور غازى صلاح الدين ما قاله دفاعا عن نفسه وعن المجموعة التى تتفق معه فى ما طرحته المذكرة الشهيرة . ولكن ما اثار انتباهى هو قوله عن زملائه فى الانقاذ الذين سطوا على الحكم بليل متهما اياهم بانهم يسعون لــ” الاستبقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو كان الثمن هو البناء الأخلاقي الذي أقيم عليه المؤتمر الوطني” خمس وعشرون عاما عجاف ولم تهتز لهم شعرة وهم يشاركون بكل عنفوان فى مناصب الدولة ويحكمون مع الاخرين بيد من حديد على رقاب البلاد و العباد حتى شطروا الوطن شطرين و مزقوا النسيج الاجتماعى شر ممزق ليأتى اليوم الذين يعافون فيه روائح بعضهم البعض . ولذلك أثارت انتباهى بل وادهشتنى هذه الجرأة التى تلبست الدكتور غازى التى ألهمته تلك المقولة بعد ربع قرن من”الاستبقاء” وأثارت انتباهى اكثر مقولة “البناء الاخلاقى” اهلا. آل البناء الاخلاقى آل . ونقول له هل راية الاسلام التى رفعتموها فى بداية الاكذوبة الانقلابية التى قادتكم فى مسار دام طيلة ربع القرن من سلطتكم الباطشة ضد كل ما هو انسانى دع عنك اسلامى هى البناء الاخلاقى ؟ إن البناء الاخلاقى الذى تتحدث لم يك موجود أصلا والكذبة البلقاء “اذهب الى السجن حبيسا” هى بناء الانقاذ الاخلاقى الموأصل على اعمدة من الاكاذيب و سوء الطوية ولا يمكن اصلا ان تتدعون انه من اصل الاسلام او لاجل إقامة دولة الاسلام . واندهش اشد الاندهاش لان تأتى اليوم بعد كل هذه المدة الطويلة من حكم حزب شاركت فى كل اطروحاته وبرامجه ونفّذت كل تعليماته بكل جدارة وحيوية بل بكل عشق لدرجة الوله. وإلتزمت كامل الانضباط والالتزام التنظيمى بتنفيذ كل ما يهدم قيم الدين والحق والوطنية ويحط من انسانية الانسان فى كل مجالات الحياة و ثابرت على متابعة انفاذ تلك القرارات الحزبية التى كنت ترضى عنها او تلك التى اصابتك بالغبن كما تقول و ما استنكفتها وقتها .لا أشك مطلقا فى ان كل عضوية المؤتمر الوطنى كانت على علم تام بان نظام الانقاذ قد اتخذ قراره بإنفاذ قرار ما يدّعون انه رفع الدعم عن المحروقات ،وما سوف يتمخض عن هذا القرار من احتجاجات و مظاهرات . وانهم اعدوا الخطط ورصدوا الاموال و استجلبوا من استجلبوا من المليشيات لمواجهة هذه الاحتجاجات باقسى درجة من العنف والبطش وانهم عزموا على فضها باستخدام مختلف الاساليب .وحتى لا تغل اياديهم عن استخدام السلاح رسموا خططا لتخريب بعض المنشآت بانفسهم ليدعوا ان هنالك عناصر وافدة هى التى بدأت التخريب .ولذلك اطلقوا ايدى عسسهم ومليشياتهم لحصد ارواح الاطفال والشباب . و قد تبدت كل هذه الحقائق لعيون العالم بعد الذى حدث.و لكنه كان معلوما بالضرورة لكل عضوية المؤتمر الوطنى بداية . و لم يرفع الاصلاحيون حينها اصواتهم بالرفض المسبق قبل حدوث المجزرة .ومذكرتهم الاخيرة سيئة التوقيت فعلا بعد ان “وقع الفأس على الرأس” واننى لاجدد نفسى فاقد التوازن حين أقرأ ان الدكتور غازى قد قال انه ومجموعته لا يؤمنون بالانشقاقات في الساحة السياسية وفي الاحزاب السياسية .ربع قرن من اهدار الاموال الطائلة فى شراء زمم ضعاف النفوس من الاحزاب الاخرى ودفهم دفعا لتكوين احزاب كرتونية ملحقة بالمؤتمر الوطنى . اذا كانت هذه ليست حقيقة لماذا لم ينكرها الدكتور مسنودا بالواقع دون ان يجشمنا الزلزلة بقوله انهم لا يؤمنون بالانشقاقات . وهل ما تمور به جنبات دواوين الدولة من طحالب حزبية ليست انشقاقات عن احزاب اخرى ؟ أم انكم كنتم فى عالم أخر خارج المؤتمر الوطنى حين اجتهد فى صناعتها ؟. ولان كل الذى حدث من مجموعتكم و من الحزب الحاكم هو مجرد ضجة داخل فنجان متسخ ألبستموه زورا اسم الاسلام , و المسلم الحق يرى الباطل باطلا ولا يتلجلج فى تجنبه .لقد اتيحت العديد من الفرص لك و لمجموعتك لتحلل من اى التزام لهذا التنظيم الذى سفح دم الاسلام والمسلمين وغيرهم فى مدن البلاد واقاليمها ولم تنج من بطشه قيم المجتمع وظلت سياساته من مبتداها و الى اليوم سفرا مكشوفا للعامة ويصطلى بها كل من هو خارجه حتى وصلت لهذه الدرجة من الانسداد . ومع ذلك إن ارادت جماعتكم الاصلاح فليس هنالك من مجاله له و من هنا ليس امامكم سوى إحصاء كل السياسات والمفاسد ما ظهر منها و مالم يظهر التى ارتكبها المؤتمر الوطنى والتى شاركتم فيها و كشف النوايا المستقبلية التى تبيتها العصبة فى حق الوطن و المواطن . وعندها يحق لك الاعتذار للمواطنين واعتزال العمل السياسي ، فليس فى معين جماعتكم ما يضيف لمعارضة النظام من إضافة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 25 باسسوا في نظام حكم بعيدا عن العدل والحق والمساواة والامانة و الان ينادون بالاصلاح تصلحوا شنو هل التعليم ولا الصحة و النسيج الاجتماعي ولا الاوضاع السياسية ولا تلك الاقتصادية ولا الخدمة المدنية يا جماعة بس ساعدوا هذا الشعب الكريم بسكاتكم و انتظار مصيركم بعد نهاية جماعتكم اصحاب الكنكشة

  2. هؤلاء شركاء اصيلون فى جريمة الانقاذ ولن يجديهم التبرؤ منها بعد فوات الاوان، بعد صمت ربع قرن على جرائم لا تغتفر. بعيدن السودان دة ما فيه رجال غير اهل االجبهة القومية؟ اما هم فى الحكم او منشقون عينهم على الحكم. اريحونا اراحكم الله، وحلوا عن سمانا!

  3. اوووووووووف
    ليس لنا الا الدعاء
    فقد جاوز الظالمون المدى
    ********************************
    اللهم سلط الظالمين على الظالمين
    اللهم فرق جمعهم و كلمتهم.يا قوي
    اللهم اهلك الكاذبين
    اللهم دمر تدبيرهم
    اللهم اهلك نسلهم
    اللهم اجعلهم عظة وعبرة للكاذبين
    ********************************

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..