هذا العنوان المستفز.. النظام يريد !

لم يستفزني عنوان كما فعل عنوان هذه المسرحية ولابد انه قد استفز كل الشرفاء والمكافحون من أجل غد افضل وعالم حر. لقد هتف المناضلون الشرفاء في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان بوضوح وتبنوا شعارا واضحا ومعبرا وجميلا .(الشعب يريد تغيير النظام) .فإذا بمن يخرج علينا بهذا العنوان( النظام يريد).
مبعث الإستفزاز هو اننا اصبحنا من للخنوع لدرجة يخرج علينا من يخبرنا ويخبر العالم بأن الشعب السوداني ليس جدير بحكامه وان النظام يريد تغيير الشعب؟ .
الهتاف الجميل هتف به الشرفاء والمناضلون في دول الربيع العربي وكل شعوب العالم التي تتطلع للحرية التي سلبتها لها الأنظمة الديكتاتورية وفعلت بها الأفاعيل. تهاوت الديكتاتوريات ومن لم يسقط اهتز بقوة بفضل نضالات الشعوب الحرة وقوة اراداتها. وبهذا الهتاف الرائع المفضل لدى الشعوب المحبة للحرية والمرعب للطغاة الذين سلبوهم هذه الحرية.
لأشهر عديدة استمر هذا العنوان يطالعنا هازئ بكل من يناضل من أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل مستقبل افضل لهذا الوطن العريق. صمتنا شهورا حتى يختفي وينزوي هذا العنوان لكنه استمر يلاحقنا في وسائل الإعلام وفي اللافتات يذكرنا بوضوح بما يريده النظام؟
فماذا الذي يريده الذين قدموا هذه المسرحية بهذا العنوان ؟ ماذا يريد النظام؟ هل يريد تغيير الشعب؟
ان ائمة المساجد ما فتئوا يكررون على اسماعنا بأن السبب فيما يحدث للبلاد من ويلات ومحن هم نحن المحكومون الكادحون المشغولون بتوفير الحد الأدنى لأسرنا وأطفالنا وليس الحكام المترفون والإنتهازيون المتخمون بأموال الشعب المحتكرون لأقوات الفقراء والسارقون أموال المحتاجين بمختلف الطرق متخذوا السياسات الخاطئة.
ليجئ من يخبرنا بأن النظام يريد تغيير الشعب.هل فهم أحد من هذا العنوان غير ما فهمناه ؟ هل يمكن لهذا العنوان أن يفيد بأى وجه بأن النظام يريد تغيير النظام مثلا؟ هذا النظام الذين يتشبث اهله بالكراسي بكل قوّتهم ليستولوا على قُوُتنا.
ترى لوكان العنوان (الشعب يريد تغيير النظام) هل كل سيحل هذا الصمت المريب بالمصنفات و بالإعلام؟
سخر بعض المسؤلون من ثورات الربيع العربي عقب نجاحها حين صرح البعض بأن الربيع العربي مر بالسودان منذ م1989. كيف ؟ عبر إنقلاب عسكري؟ سخر البعض من مطالبة متضرري سد مروي بأنهم (فلول).وسخر البعض من شباب نفير بأنهم شيوعيون. والعلمانية وصف يردده البعض دون التفكر فيه من قبل الهارعون نحو الصين وغيرها. فلا تبخسوا الناس أشياؤهم.
اما كان الأفضل أن يقوم الناس بإهداء العيوب واسداء النصح للحكام عبر المسرح وغيره . أما كان الأحسن هو إعانة الحكام على أنفسهم لردعها وتوخي العدل بدلا من دغدغة مشاعرهم ومداعبة غرورهم بما يزيدهم غيا؟ أما كان الأصوب لهؤلاء أن يصمتوا ان لم يضيفوا كلمة حق بدلا من السخرية بشعارات الثوارالشرفاء الذين اصيبوا واعتقلوا وعذبوا استشهدوا وشردت اسرهم؟
ثم ماذا يريد النظام ؟ ما أراده النظام فعله ويفعله كل يوم منذ سنين عددا. انقلب بليل على الشرعية وأطاح بالسلطة المنتخبة واستولى واعتقل وسجن وأعدم وعذب وفصل وشرد وأحال وضيق وغير وبدل واحتكر وفعل ماهو أخطر واكثر.
ما يريده النظام يفعله دون اعتبار للشعب وقد انقلب على اطاح بالسلطة المنتخبة .استولى على موارد الدولة وبدل العملة وادار البلاد وفق ما يريد حتى استوزر من لايفقه في الحكم شيئ على حساب الكفء. وعوقب المصلح وكوفئ المفسد. حتى صار من المعتاد الإعتداء على المال العام بمليارات الجنيهات كل عام في بلد أغلب أهله تحت خط الفقر. لا يسمع الناس بمحاسبة أوحتى مساءلة. أمسى المختلس يمشي بين الناس من غير حياء مما فعل ويعرفه كل من حوله وربما جهر بما فعل . تدنت كثير من القيم الفاضلة بالسياسات الخاطئة وجشع الإنتهازيون. فماذا يريد النظام وهو يفعل ذلك قرابة ربع قرن من الزمان؟ انه يريد ممن لا يستحون ان يوحوا للشعب بما يهز ثقته بنفسه ويفقده إعتزازه بكرامته ويشككه في تاريخه..
الشعب يريد إسقاط الديكاتوريات . يريد من الآخرين احترام إعتقادات وأفكار الشرفاء لا يريد الإساءة إلى تاريخ المسرح السوداني من قبل قلة من المسرحيين . لا يريد قلة تحتكر اجهزة الدولة وتقدم من الأعمال ما يكّره في الدراما . لا يريد ان يشّوه البعض صورة الدراما السودانية بالأعمال الضعيفة والمبتذلة أحيانا. الشعب يريد ان تتاح الفرص للمبدعين ليقدموا أعمالا جيدة تزيد من الوعى وتضيف للمعرفة الإنسانية . يريد من الحادبين ان يقدموا اعمالا ترتفع بالوعى الجمعى.تعلي من قيم الحق والعدل تدعو لرفع المظالم ومحاسبة المفسدين وتصحيح الأوضاع الخاطئة ..
قدم المبدعون في مختلف المجالات مسرح وشعر وفن وموسيقي وتشكيل في فترة الديمقراطية من 85-1989م . رغم قصر الفترة فإن ما قدم أكثر وأعمق بكثير مما تم تقديمه منذ1989 وحتى تاريخه رغم تقدم التطور وتقدم التقنية وزيادة أعداد الخريجون وتنوع أفكارهم وكثرة الأموال. وأخر ما قدم هو مسرحية بعنوان (النظام يريد)! والتعجب مني وكثيرون غيري.
فيا أيها المبدعون انفضوا الغبار عن مشاريعكم وأدواتكم وضعوا تصوراتكم وخططكم واسعوا لتقديم الأعمال الجيدة . لا تيأسوا أن لم تجدوا الفرصة اليوم فإن الغد يحمل الفرص الجيدة للمثابرين للمخلصين لمشاريعهم.
اكتبوا ما تقدمونه بفخر للآخرين ولأبنائكم . بادروا حتى توقفوا التخريب المنظم والمستمر للتراث السوداني. بادروا حتى لا تتكرر مأساة ارشيف الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.بادروا حتى لا تختفي آثاركم من المتحف القومي ومن بقاع السودان كما اختفت فتاة الذهب (ماستر بيس من البركل).
أعيدوا للدراما بريقها. كان المسرح السوداني كان يقدم اعمال يسرع اليها الجمهور ويحرص على متابعتها. وكان ولا يزال مصدر مهم للمعرفة واداة مهمة للتغيير. كانت المسرحيات الجيدة تسافر للأقاليم وتمثل السودان بالخارج وسط متابعات الأوساط المختلفة وتتناولها الأقلام في الملفات الثقافيه واجهزة الإعلام ويحتفي بها الناس. الآن الأعمال التي تمثل السودان يختفي بها البعض بدلا من أن يحتفي بها الكل. يحدث ذلك لاسباب كثيرة منها تدني مستوياتها وإختيارات المحاباة نعدام المنافسة لأسباب معروفة.وهذا أمر لا يقتصر على اهل الدراما فقط .بل ينسحب على كل أهل الإبداع حيثما يوجد التمويل وفرص السفر وتمثيل السودان خارجيا. ليس هذا فحسب بل ان المنظمات الدولية تدعم الإبداع وتقدم المنح لتوثيق التراث وغيره. ولكن للأسف فإن الحكومة لا تدعم أهل الإبداع من غير محسوبيها ولا تدع دعم المنظمات الخارجية يصلهم وان وصل للبعض تتهمه بأنه عميل.
انتجوا الأعمال الجيدة أيها المبدعون حتى لا يخرج علينا من يشكك الشعب في نفسه ويوحي له بأنه لا يستحق هؤلاء الحكام.الذين أطاحوا بمثليه الذين انتخبهم.
أكتبوا وخلدوا الهتاف الرائع الذي صدحت به حناجر الشرفاء . (الشعب يريد تغيير النظام) (الشعب يريد تغيير النظام) (الشعب يريد تغيير النظام) الشعب يريد?
والله المستعان
الاخ/ كاتب المقال — دعك من العنوان ، هل حضرت المسرحية ؟
وقد كثرت الدعايات في الخرطوم لهذه المسرحية الهزيلة والغريب في الأمر أن الدعاية في التلفاز صامتة بتوجيه من مسؤولي الإعلام حتى يظل الشعب اخرسا وقد تم نفس الشئ لمسرحية سابقة باسم “نوم يا مظلوم” حيث جعلت الدعاية خرساء بعد ان كانت دون ذلك ولكن فطنة مفكري الانقاذ في وأد الثورات اضطرتهم لجعلها خرساء…
يا أستاذ منير رغم أنى لم أشاهد المسرحيه ولكنى لم أفهم العنوان بطريقتك لأن العنوان مستفذ للنظام وليس للشعب وهو شبيه بحاله عادل امام عندما يقول الهم افقرنا واغنى الزعيم الهم أعطى الزعيم كباب وبطيخ من غير بذور الهم بطخه الهم اسعد الزعيم واخرب بيوتنا يا رب العالمين , وهى كوميديا ذكيه فلو أن العنوان كان الشعب يريد لمنعته الرقابه ولو أن عادل امام قال الهم اخرب بيت الزعيم لدخل السجن ولكنهم وصلوا الرساله بطريقه معكوسه لا يستطيع النظام منعها .
ناس الخرطوم عاملين فيها مفتحين ما عايزين يضحواوللحريةثمن غالي نحن في الهامش دفعنا الثمن غالي و ما زلنا ندفع حتي يسقط النظام اكثر من 3000الف شهيد في دارفور فقط ناهيك من النيل الازرق وجبال النوبةو الشرق وغيرها كدي قول لي مادا قدمت الخرطوم 200 شهيد ليس استخاف بارواح الشهداء لكن لا يساوي عدد غارة جوية واحدة .. للاسف شعب الخرطوم لا يعرف الشارع الا جاع…………. دي الحقيقة المرة