استفتاء لعزل البشير

في حالات خاصة .. يمكن للمرأة أن تخلع نفسها عن زوجها .. يمكن للأب أن يتبرأ من ابنه .. و يمكن لشعب ما أن يُستفتى في تحقيق مصيره حيال قضية ما .. فهل يمكن أن نُستفتى لعزل البشير بل و محاكمته؟

لم يُخيِّر البشير و جماعته غير أنفسهم عندما استولوا على السلطة قهرا .. أصبح الصباح و كالعادة موسيقى المارشات العسكرية .. ترقب طويل .. ثم بيان عسكري .. ثم حكم جرثومي سكن عافيتنا على مدى أربعة و عشرين عاما و يستزيدون.
تعتبر الانتخابات أسلوبا حضاريا و فاصلا في خيار أيما شعب و لكن إن لم يكن على رأسها الأصم الذي زفَّ نتيجتها عروسا شمطاء إلى عصابة تخصصت و احترفت في تدمير السودان تدميرًا حرفي المعني .. انسانا .. اقتصادا .. أرضا ..علاقات .. هوية و أخلاقا .. تعتبر الانتخابات أسلوبا متفقا عليه إن كان للشعب إراداته و حريته من الأسياد و إن كان للشعب وعيه أن القضية قضية وطن و ليست قضية تمجيد أفراد أو عائلات و أحزاب تقليدية أكل الدهر عليها و شرب.

الاستفتاء برفض البشير و حكومته جرى و يجري على قدم و ساق .. خرج الناس إلى الشارع و قالوا لا نريد البشير .. كسروا أقلام الصحافة الورقية التي تقول إن الشعب لا يريد البشير .. كمموا أيما صوت يقول لا يريد البشير .. ركعوا بالقوة معارضيهم ضعاف النفوس بإلقاء عظم السلطة لهم .. لا تكاد تسمع في الصحافة الإلكترونية صوتا واحدا ينادي ببقاء البشير .. حتى القبور شهدت بمن دفن فيها و هو يهتف بأنه لا يريد البشير. من ذاك الذي يريده غير منتفع مسترزق لا يهمه إن كان قد انفصل الجنوب أو انهار الاقتصاد أو تبعثر السودان إلى أشلاء؟

و علي أي شيئ يريدالشعب البشير و نظامه؟ سؤال أتركه لفطنة القارئ.

انفصل الجنوب باتفاقية تبعتها مهلة ستة سنوات ثم استفتاء بتر ذاك الجزء العزيز من الوطن .. و الآن بعدما أيقن الجنوبيون ضعف و هوان حكومة البشير عمدوا إلى عمل استفتاء من مجموعة لم تفوضها حتى حكومة الجنوب و أعلنوا أن نتيجتها أربعة تسعات لصالح تبعية أبيي إلى دولة جنوب السودان .. في قناة الجزيرة سأل المذيع مسؤول ملف أبيي من دولة السودان أن الإستفتاء قد جرى و ظهرت نتيجته فما هي الخطوة التالية لحكومة الخرطوم حيال هذه القضية؟ و ظل الرجل يمج في كلام طائش عن فحوى السؤال .. ظل يقول إن السودان لا يعترف بهذه الاتفاقية الأحادية و أنها مخالفة لكل الأعراف الدولية و لما سئل مسؤول ملف أبيي من جنوب السودان كانت إجابته قاطعة و حاسمة أن دينكا المنطقة قد قالوا كلمتهم و أن تبعيتهم لدولة جنوب السودان ستأخذ شكلا عمليا بتتبيع أبيي لأجهزة دولة جنوب السودان الرسمية و في كافة الأصعدة في غضون الأيام القليلة القادمة !!

اعتذر للقراء عن عدم الرد على رسائلهم الاكترونية على البريد السابق بسبب اختراقه و عدم قدرتي على الوصول إليه أرجو اعتماد البريد الجديد
[email][email protected][/email]