ونسة مع سوداني عاصر الانجليز…سيد أحمد: ضربت ضابط انجليزي بـ(قُلة) لهذا السبب (…)

الخرطوم: بكري خليفة
بجواره تتنفس بوضوح رائحة التاريخ، فالرجل يمتلك من الخبرة والمشاهدة ما يكفيه لأن يصبح شاهدا شاف كل تفاصيل استقلال البلاد، وهي ذات الجزئية التي دفعتنا لاقتحام منزله والجلوس معه ومحاولة إخراج الكثير من جوفه، وكان هو هادئاً مرتباً في السرد، ولعل هذا ما جعلنا نخرج منه بالكثير، زارت (السوداني) العم (سيد أحمد سليمان) المولود في عام 1934 الذي عاصر فترة الاحتلال الانجليزي، وشهد كذلك على رفع العلم في أضخم حدث سياسي بالبلاد وهو نيلها استقلالها في عام 1956.
(1)
بدأ العم (سيد أحمد) حياته بالعمل نجارا، ومن أوائل السودانيين الذين تعلموا القراءة والكتابة في الخلوة مع حفظه القرآن الكريم، ولعل هذا السبب هو ما دفع بالانجليز لتعيينه معهم، بعد أن كانوا يبحثون عن كوادر مؤهلة لإدراجهم ضمن الشرطة، وعمل (سيد أحمد) في السجون، وعن هذا يقول: (لا زلت أذكر التعامل السيئ الذي كان يجده المعتقلون آنذاك من الانجليز، حتى جاء قانون جديد ساهم بشكل كبير في تغيير طريقة التعامل وهو قانون إدخال الورش، حيث أصبح للمساجين عمل ومهنة.
(2)
عم (سيد أحمد) يقول إنه عاصر جميع الحكومات، ولكنه لم يجد أفضل من حكومة الإنقاذ (على حد تعبيره)،وأضاف: (زمان كنا نهاجر للمخابز في أم درمان لنأتي بالرغيف لأبنائنا وأهلنا، أما الآن فالحالة أفضل بكثير، هذا بجانب توفر طرق المواصلات خصوصاً الطريق للولاية الشمالية الذي كان قبل مجيئ الانقاذ عبارة عن طريق للموت والهلاك).
(3)
ويسترسل في حكاياته ويقول: (في زمن أزهري وعبود والصادق المهدي كان للخمارات وبيوت الرذيلة ترخيص يمنح، ولا زلت اتذكر جيداً اننا كنا نحن في الشرطة نعمل حراسا لبيوت الرذيلة والشراب)، وصمت قليلا قبل ان يضيف: (اذكر ان الترخيص كان حتى الثامنة مساء وبمجرد انتهاء زمن الترخيص كنا نركل أزيار (المريسة)..وكنا ننتظر تلك الساعة بفارغ الصبر.
(4)
ويحكي (سيد أحمد) عن استيعاب الانجليز له بعد عمله في الشرطة بأن نقلوه ليعمل ممرضا، وأضاف: (ماتستغربوا كدا..في الزمن داك الواحد بيشتغل أي حاجة طالما بيعرف يقرأ ويكتب).. ويضيف: (عملت ممرضاً في مستشفى النهر الذي يقع على ضاحية الخرطوم 2 واذكر ان ذلك المستشفى كان مخصصاً للخواجات فقط، واذكر ان رئيس التمرجية كان خواجياً ايضاً وفي اثناء العمل حدث خطأ فاتهمني الخواجي بارتكاب الخطأ، بل ذهب لأبعد من ذلك عندما (بصق) على وجهي فما كان مني إلا أن وجدت أمامي (قلة) موية، فأخذتها وضربته بها على رأسه حتى تحطمت وهربت ..وأضاف: إن من أخرجني من تلك الورطة طبيبة انجليزية اسمها (هيلين) تكتمت على الموضوع وعادت الحكاية لبر الأمان.
(5)
ويواصل في السرد: (طلبت مني الدكتورة هيلين أن تزور والدتي في السجانة وطبعاً السجانة كانت آخر منطقة في البلد في الوقت داك..وفعلاً مشينا للوالدة وكان الشارع كلو بعاين لينا ومستغربين، حتى والدتي لما دخلنا عليها قالت لي في دهشة: (يا ولد الحلبية دي جايبا من وين؟) وبعد ذلك استقبلها اهل المنزل و أهدت والدتي ثوبا (فركه) اسمه مصر البيضاء وكان طالع موضة الزمن داك، (والنسوان زمان ما بلبسن غير الدمورية).
(6)
وعن حكاية أخرى من ذلك الزمان مع الانجليز قال: (اذكر ايضاً انه في يوم اصيب احد الضباط الانجليز بجرح ضخم في يده، فخلعت قميصي وربطت له الجرح وأسعفته الى المستشفى.. فانبسط كبير الضباط من ذلك ومنحني 10 قروش نظير تلك المبادرة.

السوداني

تعليق واحد

  1. طيب يا عمنا ليه ما ذكرت حسنات الانجليز مثل مشروع الجزيرة والتخطيط العمراني للخرطوم ومدن السودان والسكة حديد وكلية غردون التذكارية التي اصبحت جامعة الخرطوم ..والمستشفيات وكيف أن الانجليز هم من عبروا بالسودان من التخلف والامية والجهل إلى بر العلم والمدنية ….
    الانجليز استعمروا الهند 200 سنة اى قرنين من الزمان ,, والهند الآن لديها سلاح نووي ومتقدمة جدا في العلوم الصحية والنظرية …
    انظر الى استراليا استعمرها البريطانيون ردحا من الزمن والآن لا تقل عن بريطانيا في شيء ….
    اما الانقاذ التي لم تجد غير شارع في الشمالية نفذ بهبة صينية او رغيفة كي تقنعنا بتقبل سؤواتها فهذا حديث لا يصدقه عقل … والأولى ان نعترف بما قدمه الانجليز للسودان من خدمات جليلة لا تخطئها العين لا يجوز اغماطها …..

  2. حقيقة لاينكر محاسن الانجليز و اسهامتهم الا مكابر و جاحد فهم من ادخاوا السودان العصر الحديث فى التعليم و الصحة والخدمات و تخطيط المدن و تشجيرها وكان في السودان احسن خدمة مدنية و عسكرية و اقوى اقتصاد و احسن سكك حديدية و نقل نهرى و كان السودانيين معززين ككرمين فى بلدهم و لم يكونوا يروا ان هنالك بلد احسن من بلدهم وكانوا محقبن فى ذلك

  3. ياعم الانقاذ مافى زيها عشان وفرت ليك الرغيف ؟ !! والله طموحاتك كبيرة ولاتتعدى
    الاكل !! وكمان عاوز تعمل بطولة لانك ضربت انجليزى .. بصراحة الليلة نبوس ايديهم عشان
    يجونا تانى .. بسبب الشفناهو من ابناء جلدتنا .. لاننا وصلنا الى الحضيض وابسط حاجة بقينا نعذب ابنائنا المعتقلين ونغتصب البنات ونسرق المال المؤتمنين عليهو..

  4. بالإضافة لما ذكره الإخوة آنفاً ، لم نفهم و بالتالي لم نستفيد شئ ، الحق ما علي عمنا ، الحق على اللى أجرى معه الحوار و قدمه بتلك المقدمة التي ظننا أن واءها الكثير ، مواليد 1934 ما أكثرهم و انفعهم بما يمكن أخذه منهم للإعتبار و الفائده ، حرام عليكم يا صحيفة السوداني التي لم تجد ما تملأ به فراغ هذه المساحة غير هذا الحوار الركيك عديم الفائده .

  5. بعد فشل كل الحكومات السودانيه
    وتدهور الاحوال العامه رايكم شنو نطالب بالاستعمار
    الايجابي لمدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..