حكاية عبد الرؤوف العربي

في زمن ماضي كان عبد الرؤوف العربي معنياً بتجارة الويكة التي ( تقوم بروس) في الحدود السودانية الإثيوبية ، ولمن لا يعرف كلمة بروس نحيله إلي قاموس جبل البركل الذي كتبه بعانخي في قديم الزمان .

وجاءت الإنقاذ ، وقضت الأسمدة الكيماوية المضروبة علي الأرض والنباتات ومن ضمنها الويكة ، وقضت كذلك علي تجارة العربي بعد أن تنبأ قبل سنوات بأن سعر جوال الويكة سيصل إلي مليون جنيه قديم ، وقد كان .

وشاء حظه العاثر أن يتعامل تجارياً مع مشروع زراعي حكومي هو مشروع الرهد ، ولما تمت خصخصته راحت محالجه إلي مؤسسة الأقطان وراحت ديون عمك عبد الرؤوف في ( بطن) الخصخصة .

وبعد شد وجذب وتحانيس وصلت الأمور لتسوية مقدارها 110 ألف جنيه يحصل عليها العربي من وزارة الزراعة بالنيل الأزرق .

ولكن الأسبيرات مثار المديونية خاصة بمحلج الدمازين ، والمحلج صار ضمن أملاك الشركة السودانية البرازيلية وبالتالي قالت وزارة الزراعة بالنيل الأزرق للمدعو عبد الرؤوف ( إذهب للشركة نحن هنا قاعدون) ، وأفهموه أنهم دائنون الشركة بأكثر من 300 مليون جنيه .

ولما ذهب عبد الرؤوف للشركة قالت له أننا لا نعرفك وأن المديونية إن سددناها فهي لوزارة الزراعة بالنيل الأزرق .

وحمل خطاباً آخر من وزارة الزراعة الولائية للشركة السودانية البرازيلية يطلب سداد مديونيته خصماً علي مديونية الوزارة فوعدوه خيراً .

وصادف أن عرف عبد الرؤوف من ذات الشركة أنهم سددوا 100 مليون جنيه قديم من مديونيتهم ففرح بالخبر وطار للوزارة فاكتشف بأن المبلغ توزع دمه بين القبائل وأن الوزير في طريقه للحج .

وكل ما دار الزمان صرف عمك العربي الآلاف علي المشاوير من الخرطوم للدمازين

وكلما انقضي يوم نقصت القيمة الفعلية لأمواله بسبب التضخم وانخفاض قيمة الجنيه الشرائية

وإن راحت قروش العربي في ستين داهية فالسؤال لا زال مطروحاً عن الخصخصة وأسرارها ولجانها التي تصفي وتبيع دون أن يعرف للأموال مكان ، والتي تبيع وتبيع غض النظر عن حقوق الأطراف الأخري

كما أنها تبيع مؤسسات القطاع المنتجة لجهات لا تستطيع حتي أن تسدد مديونية لا تتجاوز 14 ألف دولار ( وهي أموال عبد الرؤوف ) فكيف استطاعت أن تشتري أصول القطاع العام والتي لا تقل عن ملايين الدولارات !!

وإلي أن نكتشف الإجابة علي هذه التساؤلات ، سيمضي السدنة والسادنات في بناء العمارات ، وفي زيادة أسعار المحروقات ونهب الأموال العامة وإقامة الصلوات . إنهم ( بتوع) الحركات .

الميدان