لماذا الاستفتاء في دارفور وحدها ؟؟

عجيب وغريب امر هذه الحكومة , والتي لايجب ان نطلق عليها اسم حكومة البتة لانها منذ ان تسلطت علي رقابنا عنوة وغصبا قبل اكثر من ربع قرن لم تات بما يشبه اعمال الحكومات المسؤولة, نقول عجيب امرها تقسم الولايات حسب هواها وعلي اساس فرق تسد دون ان تستشير احدا او تستفتي احدا ثم تاتي الان ببدعة وفرية استفتاء اهل دارفور , او من تبقي منهم بعد الابادة الجماعية والتي لازالت تستعر في جبل مرة وعلي سفوحها والعالم الداخلي والخارجي في صمت تام اقرب الي المشاركة في الجريمة , تستفتيهم لترك الحال كما هو عليه خمس ولايات ام تعود دارفور ولاية واحدة .

وهذه فرية وخدعة كبري انطلت علي الكثير من اهل دارفور وتغاضي عنها ابناؤها الذين هم في السلطة وفي حواشيها ممن وقعوا من الحركات التسلخة والمتشظية , اذ ان الهدف لهذا الاستفتاء الماكر اوضح من الشمس في صيف قائظ .
فالمؤتمر الوطني ومنذ ان استولت علي السلطة صبيحة الثلاثين من يونيو عام 1989 وهي تبتكر كل اساليب المكر والخداع والانحطاط لتتشبث بالسلطة الفانية والزائلة ففرقت بين الاحزاب القديمة منها والحديثة وقطعتهم اربا بشراء الذمم تارة وبالتهديد والوعيد بالسجن في بيوت الاشباح والقتل تارة اخري الي ان جن جنونها بعد اضراب الاطباء في 26 نوفمبر من نفس العام اي بعد خمسة اشهر من الانقلاب ففقد الانقلابيون صوابهم واعتقلوا وشردوا الاطباء واغتالوا بدم بارد الدكتور علي فضل عليه رحمة الله .

وبلغ جنون التمسك بالسلطة باي ثمن مداه عند دخول بولاد رحمه الله بجيشه قادما من الجنوب وتصدت له مليشيات الحكومة من بعض قبائل دارفور العربية الذين خدعهم النظام بدعوي ان هؤلاء غزاة كفرة ومرتدين وانهم من الزنوج في اول بادرة لاثارة النعرات العنصرية والقبيلية التي استعرت فيما بعد الي ان وصل مستويات يكاد المرء ان ييأ س من عودة البلاد الي سابق عهدها قبل مجيئ هؤلاء.
وبعد دحر جيش بولاد واغتياله بطريقة بشعة علي ايدي رفاقه بالامس , بدات اسوا حقبة في تاريخ السودان عامة ودارفور خاصة حيث كان ميلاد فكرة انشاء حزام عربي للحيلولة دون تكرار حركة بولاد وقفل الطريق امام قوات قرنق للولوج من جنوب دارفور وايضا لمنع التشاديين من الاتيان من الغرب لان النظام يعتقد ان الرئيس التشادي ربما يسمح لقرنق وجيشه بالهجوم من الغرب.
وجاءت الطامة الكبري بعد قيام نفر من ابناء دارفور بالثورة المسلحة عام 2001 بضربة الفاشر وتتالت الضربات الموجعة لجيش النظام الذي فشل في الحاق الهزيمة باي من الحركات المسلحة الدارفورية فلجات الي تسخير الجنجويد والذين اتت بهم من دول افريقية كمالي والنيجر وموريتانيا وقليل من عرب السودان ووعدتهم بتمليكهم اراضي الفور والزغاوة والمساليت ان هم ابادوا هذه القبائل او اجبروها الي النزوح واللجوء وترك ديارهم وحواكيرهم التي عاشوا فيها منذ ان وُجدوا . فعاث الجنجويد في الارض فسادا وقتلوا الاطفال والنساء والشيوخ واحرقوا المزارع والمراعي وهدموا المساجد وفعلوا ما لم يفعله اليهود في الفلسطينيين ولا هتلر في اليهود . كل ذلك ولم تتم مواجهة واحدة بين الجنجويد وجيوش الحركات المسلحة في خطة واضحة الهدف منها افراغ دارفور من قبائل الزرقة كما يسميهم النظام وجنجويده في سياسة واضحة للارض المحروقة .

والان وبعد احلال القبائل العربية المرتزقة من جنجويد وبعض عربان الداخل مكافاة لهم علي ما فعلوه باهالي المناطق المحروقة وبعد ان تاكد النظام من ان معظم دارفور هي تحت سيطرة الجنجويد وغالبية الاهالي الاصليين اما تحت التراب او في مخيمات النزوح او لاجئين في دول الجوار او مشتتين في اوربا واسيا وامريكا او صاروا طعاما للاسماك والحيتان في قيعان البحار بعد ان ماتوا غرقا وهم يحاولون الالتجاء الي ما وراء البحار , بعد ان ايقنت الحكومة والنظام الباطش بذلك ارادت اضفاء الشرعية لوجود هؤلاء الجنجويد في تلكم الاراضي المغتصبة باجراء هذا الاستفتاء المعلوم نتائجه وهي بان يكون الخيار الزائف هو الابقاء علي دارفور مقسمة خمسة ولايات منها ولايتين تم استحداثهما خصيصا للجنجويد وهما ولايتي وسط وشرق دارفور .
والمساعي جارية لاحلال الجنجويد في مناطق الزغاوة في انكا والجنيد وخزان اورشي وكلها مناطق خصبة وغنية .
هذا هو الهدف الرئيسي للاستفتاء الخبيث والذي يجب الا يقوم ولايتم والا ستحدث فتنة وحروب قبلية دامية وتاتي علي الاخضر واليابس ولن يسلم من نيرانه حتي الخرطوم والشمالية وكل السودان لانه باشتعال دارفور ستشتعل السودان كله لانه تاريخيا لولا دارفور وانصار المهدي لما كان هناك سودان بجنوبه الذي انفصل .

د محمد علي سيدالكوستاوي
امدرمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستفتاء لم يكن من بنات افكار الحكومة بل بطلب والحاح من مفاوضي حركات دارفور فى الدوحة وابوجا وانجمينا وهم اعلم باهدافه ممن سواهم وهو يتم فعلا فى غياب الملايين من ابنائه من العرق الافريقى دون العرب الذين بقوا فيها لطبيعة مهنهم الرعوية بينما هجرها الاخرون وبدلوها باوطانهم الجديدة فى اواسط وشرق وشمال البلاد حيث طاب لهم المقام واصبحت دارفور فى اعتبارهم شيئا من الماضى فعلام التهديد باشعال الخرطوم والشمالية وغيرها التى لم يكن لها دخل فى هجرانكم لدياركم بل على النقيض يتمنون عودتكم سالمين غانمين الى دياركم (ورحم الله من زار وخف) اما محاولة جر صراعاتكم الى الديار الامنة فلن يجلب لكم سوى فقدان الدارين ( وركاب سرجين وقاع)..اما عن قولك بانه لولا دارفور لما كان هناك سودان فهذا مما تلقنه لكم حركاتكم المسلحة امعانا فى تزييف التاريخ الذى يقول: بان سلطنة دارفور قد ضمها الانجليز الى السودان فى العام 1916 وتم فتح الحدود المغلقة مع الجنوب وجبال النوبة والانقسنا فى العام 1942 وهذا للعلم والفائدة ( والتسويه كريت فى القرض تلقاه فى جلده) وفى نهاية الامر لن تبقى الا الحقائق فلا داعى لاثارة الفتن والتهديدات الجوفاء التى لن تعيد لكم ارضكم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..