التعليم العالي.. شكراً

كتبت في هذه المساحة في نوفمبر سنة 2010 مقالاً بعنوان «اسطبلات التعليم العالي» أثنيت فيه على التطور الذي حدث في توثيق الشهادات العلمية باختلاف مستوياتها، وكيف صار سريعاً التأكد من صحة الشهادة وما بها من أختام وتوقيعات ومقارنتها مع تلك التي في الكمبيوتر. وبعد هذا الثناء على السرعة عرجت على الطريقة المهينة التي يلاقيها طالب الخدمة. دعوني اقتبس من ذلك المقال هذه الفقرة. وبعدها أريكم ماذا صار.
«قبل أن نقول الذي يحتاج علاجاً دعونا نشكر مكتب التوثيق الذي بسّط الأمر وجعله سريعاً ومباشراً، تقدم الشهادة من شباك وتدفع المبلغ «وهو في حاجة بدون دفع؟ «في شباك ثاني وتنتظرك شهادتك في الشباك الثالث وما الأمر إلا التأكد من الأختام والتوقيعات وقد استفادوا من تقانة العصر وأدخلوا كل التوقيعات في حاسوب.
هذه الصورة الزاهية يقابلها بالخارج النقيض تماماً، صف طويل في الشارع وعندما تقترب من الشبابيك هناك مظلة من الزنك «ذلك الحديد اللامع الذي ترفض الدخول تحته كثير من مخلوقات الله ذوات الأربع»، وعند كل شباك حواجز حديدية كتلك التي تحجز فيها خيول السباق وتفتح بواباتها لحظة واحدة لتنطلق من مكان واحد وفي زمن واحد».
وبعد هذه الصورة الرديئة وجدت لهم العذر.
«ربما لم يفكر القائمون على أمر مكتب التوثيق إلا في تطوير العملية التوثيقية وتسريعها ولكن قيمة الإنسان واحترام الإنسان جاهلاً أو متعلماً قيمة حضارية وربنا كرم ابن آدم فما بال وزارة التعليم العالي تهين طلابها وأساتذتها بصفهم في العراء وبين قضبان الحديد وتحت سقف الزنك.
دون أن نسأل مهندساً ولا مصمماً وبالواقع الموجود أمامنا يمكن إزالة كل هذه الحواجز وهذا السقف وإبدالهما بصالة جميلة فيها عدد من الكراسي يكفي وتبرد بمكيف هواء لا يهم ما نوعه كولر، شباك ،إسبلت أي أنواع التبريد. ويدخل طالب التوثيق ليأخذ ورقة بها رقم دخوله وعبر شاشة على الحائط تظهر الأرقام متسلسلة بطريقة حضارية تليق بالإنسان».
قبل العيد قادتني قدماي مع من أراد أن يوثق شهاداته. ويشهد الله أدهشني ما رأيت كل الذي تمنيته أو اقترحته حدث، صالة واسعة ومريحة ومكيفة وبها أرقام على الشاشة ومكبر صوت وكاونترات بها عدد من الموظفين الرشيقين والناس كلهم جلوس وفي دقيقة أو دقيقتين بالكثير خمس تحصل على شهادتك موثقة مقابل «15» جنيهاً وعندها لا تملك إلا أن تدعو لكل مرافقنا تطوراً مثل هذا.
من فرحتي بوقوع مقترحي على أرض الواقع اتصلت بمسؤول الإعلام في التعليم العالي وأبديت له فرحتي بهذا التطور، وكان رده وهل نسينا ما كتبته بعنوان «اسطبلات التعليم العالي»؟؟
الحمد لله الذي أرانا كتاباتنا تثمر مثل هذا، وألف شكر للذين يسمعون ويقبلون ما يكتب، واللهم أهدِ الذين ليس في قاموسهم إلا آية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) الحجرات«في حد جاب سيرة شركة الأقطان مثالاً».

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. طيب ديل سمعوا وطبقوا
    باقى الاسطبلات فى بقاع السودان الاخرى ماذا تقول فيها؟
    والله فى بعض الادارات الحكوميه تقفل فيها الحمامات بالطبلة فى وجه المراجعين

  2. *ما قصّرت يا استاذ ألأجيال.. ما يقصرن ايامك .. واصل لفت انظار الآخرين عسى ولعل
    * عند مشاهدة جزء من الحلقة التلفزيونيه عن تدريب المعلمين اعجبت كفيرا بنقد المعلمين ..وبحديثهم الماساوى عن تناقص عدد المدربين منهم ..هو يا دكتور عندهم وقت للتدريب!! ويعملو بيهو شنو!! موش كفايه تدريب الدفاع الشعبى وكتائب البنيان المرصوص!!!
    *ماذا فعل الله بالسنه الأثناعشريه المقترحه للسلم التعليمى السبدراتى الأصل .. الى اى المرحلتين ستلتحق ..الى الاساس و من ثم فصل السنوات الست الأوائل عن الثلاث ألأواخر بحائط؟ فى هذه الحاله ليه ما ترجع المرحله المتوسطه كاملة الدسم كما كانت ..يرى الكثيرون العوده الى نظام 4-4-4 (اوليه – وسطى – ثانوى)
    كلمة “ألأساس” هذه تفزعنى كثيرا لأنها تذكرنى بمبانى “رئاسة بوليس مديرية النيل ألأزرق” (ألأساس) غربى “سراية اسكندر – فندق الكوننتال” على شاطيء النيل ألأزرق فى ودمدنى (على ايام لويس سدره )- كوموندان بوليس المديريه ( اللى كانت تمتد من الكاملين شمالا الى فاوزغلى جنوبا)!!!
    * كما تثير مشاعرى قول البعض او قراءةالمذيعين كلمتى من ثم (بضم حرف الثاء بدلا من ألأبقاء عليها مفتوحة)!

  3. بركة الظهور للعلن لأول مرة يا كاتب الإنتباهة. وين كنت أيام صورة الولد الشهيد اللابس صاقعة و مرمي في الواطة و الدم سايل منو زي خروف الضحية؟ إختفيت وين أيام صورة الشهيد المرمي في الخور أو لما صوروا هزّاع و مخّو واقع من جمجمته؟ إن شاء الله المانع خير؟؟ و إن شاء الله ضميرك يكون نام مرتاح لإنو أصلو ما بنتمنى ليك السهر و تعب الضمير. و بالمناسبة بتاعت ظهورك المفاجئ وينو صاحبك دكتور إسحق فضل أو شبيهو داك؟؟ من يوم رسل ولدو يفتش ليهو أنبوبة غاز ب خمستاشر جنيه قبل مظاهرات القتل المجاني في نهايات سبتمبر تاني ما رجع يكتب في الراكوبة!! بالله سلم عليهو و قول ليهو أظهر و بان عليك الأمان و واصلوا إنتو الإتنين الكتابة لإنو أنحن خلاااااااااص نسينا الأحداث ديك و رجعنا تاني في دين البشير و غازي و تبنا و سفينا التراب الدفنتو بيهو شهداءنا المخربين و اللصوص و قطاع الطرق و معكري صفو مزاج الرئيس و حملة عرشه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..