خواطر ليوم الجمعة – من بركات بمشورع الجزيرة

خواطر الجمعة : من بركات الجزيرة :
وانا طفل في الخامسة فتحوا لي شفخانة بركات ليلا بالبطارية لعملية.
**********************************************
كان ذلك الحدث في العام 1955 م بالضبط ، والقصة أنه كان هنالك جدول مياه نازل من ترعة بركات قبلمدخل سوق بركات ، ماراً ببيت حاج بابكر وجمال وسالم والد عبدالوهاب وحوش الباشا بالجانب الآخر وذلك لسقاية الحواشة خلف بيوت السوق مباشرة ، والتي اختفت حاليا ووزعوها اراضي سكنية وميدان الثوار والتكامل ، وكانت هناك سقاليتن لعبور الجدول ، الاولي امام منزل حاج بابكر والسقالة الاخري اما الزقاق المؤدي لفرن جمال وبيت عبدالوهاب سالم ، وبعد إنتهائنا من تمرين دافوري في العصربكرة الشراب في ميدان المولد ( ميدان الباشا) حيث لم يكن الجامع موجودا بعد ، نزلت في الجدول وكانت الموية مفتوحة بقوة وصاااافية لكي اشرب منها ( تصوروا تصرفات الطفولة ) – وحسن الباشا ( الشاب وقتذاك ) واقف امام الحوش ينظر لي دون ان يمنعني – ربما لايرغب في افساد رغبتي تلك ، وكان الوالد الخليفة الباشا ومعه ابن اختي محمد يوسف باشا ( البيجو ) يستخرجان بروش الصلاة ولافطار رمضان كعادة اهل السودان واهل الحي في ذلك الزمان ، وكانت صواني فطور رمضان تتوافد نحو البروش امام حوشنا ، وهاهو عبدالوهاب سالم يحمل صينيتهم وخلفه والده سالم عبدالرحيم ( أشهر متعهدي استراحة الجزيرة ) وكان عبدالوهاب ايضا اشهر متعهدي بوفيه مكتب الرئاسة ، وذاك يوسف حاج بابكر ( دبيبة) اشهر مدافع في فريق الكرة بالنادي يحمل الافطار ، يتبعه والده حاج بابكر وحسن وعلي ، ومن عمق بعيد يأتي عبدالله الباشا من بيته الحكومي البعيد بحي قطاطي الحجر يحمل صينيته ، ومن خلفه ابنه محمدية ( 3 سنوات ) – وهاهو عبدالله ابوزوفة وابناؤه محمد وحسون وقدورة يسيران خلف والدهم حاملا فطوره ، ومن خلف حوشنا يظهر الحاج عابدين بصينيته يتبعه ابنه الطفل ( سنة واحدة ) صلاح الحاج ثم يتوافد من هم في الطريق من عابري السبيل . فيناديهم الخليفة الباشا ( قربوا قربوا لي جاي الاذان قرب ) – وكان الاذان يرفعه امام الحوش كل من حسن الباشا او عبدالوهاب سالم او اي شخص آخر حيث لم يكن الجامع الحالي موجودا ليرفع النداء منه شيخ اسماعيل بالمايكرفون بعد بنائه في العام 1965م
وفجأة أصرخ بصوت عال وانا داخل جدول المياه الذي نطلق عليه ( الخور ) ولا استطيع رفع قدمي من داخل الماء ، فجري نحوي حسن الباشا وبقية الاعمام قبل اذان الفطور بدقيقة واحدة فقط ، ليقف حسن في قيفة الجدول ويصيح ( هات أياديك الإثنين ) ومددتها له ، وكان يظنها قرصة عقرب مياه او ثيعبان او اي دابة سامة ، فرفعني الي اعلي ، لكنه فوحيء ان هناك نصف زجاجة بيبسي مكسورة تقتحم باطن رجلي اليمني وتنغرز فيها بالكااااامل وتعلق بها ، وقام حسن والجماعة بحملي الي بروش فطور رمضان وطرحوني ارضا عليها ، إذ لا وقت للدخول الي البيت ، ثم قام عبدالله الباشا بإستخراج الزجاجة من باطن قدمي ببطء شديد وانا لازلت اصرخ من الالم وضغطوا علي الجرح طويل وهو ينزف ، ثم ربطوا قدمي بمناديل قماش ( حين كان المنديل يحمله كل سوداني داخل جيب الجلابية او البنطال ) – حين كان شعبا راقيا في كل طبقاته الاجتماعية ، وبعدها حملوني لوالدتي لحين انتهاء الفطور ، وهاك ياعصاير وعصيدة ودلع شديد كي اصمت من البكاء ، فألتهمها وابكي تااااني ، وبعد الافطار ذهب والدي لصديقه المساعد طبي اي الحكيم ( الخليفة العم يوسف سنهوري ) الذي كان ياتي الي حوش الباشا مساء كل احد وخميس مع باقي خلفاء الطريقة الختمية لتلاوة المولد النبوي الشريف من كتاب المولد العثماني حين كانوا يبدأون وقوفا ينشدون ( يارب بهم وبآلهم … عجل بالنصر وبالفرج ) ثم يجلسون لقراءة الواح المولد ، حيث لم تكن زاوية الختمية الحالية قد أنشأت بعد امام منزل العم العراقي بالحي خلف السوق ، و اخبر ابي العم يوسف سنهوري بالذي حدث لي وهل ينقلوني الي مستشفي ودمدني ؟ فأمرهم بالا داعي لودمدني ، بل عليهم بإحضاري له فورا ومعهم بطاريتين ، ( تورش ) .
حملني حسن الباشا علي كتفه وتتبعه والدتي وعبدالله الباشا وعثمان قطم والرباع ومحمد عبيد وابو الدو – ورتل من الصغار الي الشفخانة ببركات والتي افتتحت قبل شهور قليلة من ذلك العام 1955 ، فقام سنهوري بارسال ولد من الاولد الموجودين الي حوش العم احمد عواض ( ساحب اول واكبر متجر كبير بمشروع الجزيرة ) لإحضار ابنهم يوسف صالح وهو اول ممرض بالشفخانة ولم يكن قد تزوج بعد من كريمة عواض ( حاجة زهور ) اطال الله في عمرها ، ورقدوني علي الكنبة الداخلية في غرفة الغيار والحقن ، واضيئت البطاريات بسبب عدم دخول الكهرباء بعد لكل شارع الحي … فقام عم سنهوري بحقني بحقنة تاتنوس ، ثم ناوله يوسف صالح المشرط وبدأ في فتح منطقة الجرح ( عرضيا ) بامتداد الجرح فصرخت بصوت عالي وكدت اقفز من الكنبة لولا تثبيت اكتافي وقدماي بواسطة يوسف صالح وحسن الباشا …. وللحديث بقية لذكريات اعمق واكثر إدهاشاً صباح الجمعة القادمة ( إنشاء الله ) ،،،،
***
[email][email protected][/email]
انت يا زول ما بتخجل البلد بتمر بمنعطفات خطيرة والمواطن السودانى يعانى الامرين وانت تحكى ليك فى زكريات ما ليها معنى بالله الصحفى حقو يكتب مقال هادف ليهو معنى وفيهو حلول للمشاكل والهموم التى يعانيها اهلنا الغبش أو ما يكتب عشان ما يشغلنا بقراءة كلام سازج فطير ياخى ارتقوا لمستوى الاحداث الله يهديكم !!!
الباشا..الخليفة..الحولية..وطعنتي ساسوية بتاعت ببسي في الجدول.. بس ماقلته كم غرزة يا ود الخليفة…
الرحمة والخلود لشهداء سبتمر..
عزيزى الباشا ..حياك الله ..والله لقد عدت بنا إلى ذلك الزمن الجميل وما فيه من قيم وأخلاق ودين ..رجعت ذاكرتى إلى عهد ليس ببعيد ..فى السبعينيات ..فى إحدى الأمسيات سمعنا صراخا مدويا صادرا من شقيقى الصغير ذى ال10 سنوات ..تبين أن صرصارا قد ولج داخل أذنه ..فحملناه مسرعين إلى مستشفى أمدرمان ..وقام الممرض النوبتجى بأخراج تلك الحشرة بكل إتقان وبراعة فائقه حتى سكت صوت بكاء أخى وعدنا أدراجنا إلى البيت …قبل ثلاثة أيام وبالتحديد فى مساء الأربعاء الماضى جاءنى إبنى الأكبر ذو الثلاثين عاما يشكو من أن قطعة صغيرة من القطن قد ولجت داخل أذنه أثناء تنظيفها بأحد الأعواد الطبية التى تستخدم لهذا الغلاض ..وهو ما يسمى بالأنجليزية ( cotton buds ) وحاولت جاهدا إستخراج تلك القطعة من أذنه بكل وسيلة ممكنة ولكن فشلت فى ذلك ..عندها ذهب إلى مستشفى الصافية وهو الأقرب من حيث نسكن ولم يعد إلا بعد ما يقارب الساعة والنصف ..فسألته لم كل هذه المدة ؟ أجابنى بانه ذهب لحوادث مستشفى الصافية ( بعد ترميمه وإستحداثه ) فرفضوا فحصه بحجة أنه ليس لديهم قسم ( أنف أذن ؛حنجره ) وأشاروا إليه أن يذهب إلى مستشفى بحرى !!!وبالفعل ذهب إلى هناك وتم إخراج تلك القطعة بواسطة ممرض وبدون معاينة طبيب …هذا هو حال الخدمات الطبية فى قسم يسمى ( الحوادث ) ..هذه حكاية صغيرة فى محتواها ولكن عميقة فى مغزاها ..وها أنذا أنشد : ( يا رب بهم وبآلهم عجل بانصر وبالفرج ) …ألا رحم الله وطنا كان إسمه السودان ..والله يجازى اللى كان السبب ..!!
والله الموضوع ابكاني لدرجة النحيب مالك علينا يا الباشا في تقليب المواجع الله الله يصبرك انت لاتكتب وانما تنتحب مثلنا…. وقليلون هم الذين يشعرون هذا الشعور.
ياسلام يا استاذ صلاح — ملأتني نشوى بعبق الذكريات — وياحليل بركات
“يا سلااام” لا ادري من اين اتت هذه الجملة لكنها دليل اعجاب و شكر و تقدير تدمع لها العيون. فو الله يا سلاااام مليون مرة على هذا الموضوع الجمييييل جدا و انا لو زعلان منك بكون في قطع القصة و الله عشت معاها و فجأة لقيتها انتهت. رغم اني صغير في السن لكن عشت جزء من التاريخ الجميل في الجزيرة في القرية و مشاكل القزاز في الموية و العقرب تحت الحجر و الدبايب مع موية التروية و شقاوتنا و جمال الطبيعة و طيبة الاهل و الاعمام و كان زمن جميل و نحن صغار بس و عمري 11 سنة جات مصيبة البشير. فشكرا كتير صلاح لكن بعد ما تتم القصة و تاني يا سلااااااااااااااااااااام