عادوا والعود ليس أحمد

لملم الكثير من السودانيين مستلزماتهم وأغراضهم للعودة الى أرض الوطن بعد أن فشلوا فى توفيق اوضاعهم فى المملكة العربية السعودية بعد تمديد طال من قبل السلطات فى المملكة العربية السعودية التى تحتضن على أراضيها ملايين من العمالة المخالفة ولها الحق فى تقدير ما تراه مناسبا تجاه العمالة وتقنينها وفق ما تراه مناسبا فليس لنا مجال هنا لنقد هذه السياسة والتى كان يفترض أن تطبق هنا فى السودان فآلاف من العمالة الوافدة من دولة افريقية مجاورة ليتها كانت عمالة فجزء كبير منها يأتي من أجل التسول فقط ولا شيء غير ذلك ودونكم ما تطالعنا به الجهات المعنية مع كل حملة تنفذها يتضح أن معظم المتسولين من الأجانب يرحلون اليوم ليأتوا فى الغد فالرقابة على الحدود ليست بالصورة المفترضة فتهريب البشر أصبح من التجارات الرائجة والتى دونها تدفع الملايين لتسهيل عبورهم أو سمها (رشاوى) فلم نعد نستغرب لتصرفات الكثيرين من أبناء الوطن فحتى وقت قريب لم نكن نسمع بهذه التصرفات إلا من خلال (الأفلام) و(المسلسلات) و(القصص) فالوضع الاقتصادي المتردي لم يعد هنالك مستحيل أمامه. انهارت القيم والمثل والأخلاق إلا ما رحم ربي.
وصل فعلا مئات من السودانيين الذين لم يوفقوا أوضاعهم. لم نسمع بجهة حكومية استقبلتهم او استضافتهم فبعض العائدين قد لا يملكون ثمن العودة من بورتسودان الى ذويهم او الذين سيصلون عبر الطيران الى الخرطوم أيضا قد تكون أوضاعهم من السوء بمكان وهذا الدور كان يفترض أن تقوم به المنظمات الوطنية فالجهات الحكومية من خلال متابعتنا لها تكثر من الحديث من غير فعل فهؤلاء العائدون يستحقون الكثير لنقدمه لهم. هم الآن فى محنة فهم قد دفعوا الكثير ليهاجروا بحثا عن الرزق الحلال وهم الآن يعودون مجبرين هذه المرة الى وطنهم يكاد الإحباط يقتلهم فهم لم يجدوا عملا هناك والآن عادوا مكرهين مرة أخرى الى بلاد وإن جارت عليهم تظل عزيزة إلا من واقع يرفض التغيير. واقع مظلم لا أمل فى أن يتحسن قريبا. واقع يزداد كل يوم سوءاً فالشاب الذى لا يجد عملا تجرفه رياح التغيير الى عالم (المخدرات) و(الجريمة) وبالتالي تفقد الدولة كوادر بشرية كان يمكن أن توظف التوظيف الأمثل.
عاد المهاجرون والعود ليس أحمد. إنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار بالرغم من عدم توفيق أوضاعهم بالمملكة إلا أنهم كان أحسن حالا هنالك كما وصف لي أحدهم أنهم (ماكلين ولابسين كويس) وعندهم (مصاريفهم) الآن يعدون (عالة) على ذويهم و(الأرزاق) بيد الله أولا وأخيرا. نأمل من الجهات ذات الصلة تقديم الدعم ولو دعم معنوي للعائدين ولا بأس من تقديم قروض او تمويل أصغر للراغبين منهم فى السعي لإيجاد عمل جديد فى وطني الجريح.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الارزاق بيد الله ,,, والله يكون في عون المبعدين
    اتمنى من كل قلبي ان نعود الى ارض الوطن وقد زال كابوس نظام الانقاذ الوثني لنبني ونعمر بلدنا ,,, شبر من تراب الوطن لاتسوى كل بلاد الدنيا ونعيمها, لايحس بهذا الاحساس الا من جرب مرارة الاغتراب والبعد عن الاحباب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..