فكرة عبقرية جديدة لنج ومجنونة

بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي القارئ أكتب اليك وأنا الآن مسترخ بغرفتي بفندق مومي بياوندي عاصمة الكاميرون بعد أن انتهيت من المشاركة في جلسات مؤتمر علماء الحشرات الأفارقة الذي انعقد بجامعة ياوندي (1) التي قدمت فيها المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر عن “تدريس علوم الحشرات بالجامعات الافريقية : الوضع الراهن والرؤية المستقبلية”، والآن كلي حنين للعودة لوطن الجدود الذي يصعب على فراقه لأكثر من اسبوع واحد فقط!!!.
كل الأمسيات هنا في هذه البلاد، الناطقة بالفرنسية، وانا أفكر في حال بلادنا التعيسة والمتعوسة بنا، وتذكرت الطرفة التي كانت تدور حول مملكة وصل بها الحال من التدهور الاقتصادي حد الانهيار مثل الذي عليه نحن الآن، ولم تجد الحكومات المتعاقبة التي تولت الحكم لسنين عددا أن تخرجها من أزماتها. فقام الملك باستدعاء رئيس الوزراء وطلب منه المشورة. فقال له رئيس الوزراء الحل الأمثل هو أن نعلن الحرب على الولايات المتحدة فتأتي الينا وتهزمنا وتحتل البلاد وتكون هي المسؤولة بعد ذلك عن ادارة البلاد والاقتصاد..الخ (يعني نمسكها اضنين المرفعين) ونرتاح نحن من النقة الكثيرة والمسؤوليات التي فشلنا في تحملها. فكر الملك مليا في هذا المقترح وطرأ بباله سؤال أخافه من هذا المقترح: ماذا نفعل أن هزمنا نحن أميريكا؟؟؟؟!!!!!
جيلنا هذا عاصر جزء من العهد الاستعماري، ثم الديموقراطية الأولي، ثم حكم نوفمبر، ثم الديموقراطية الثانية، ثم حكم مايو، ثم الديموقراطية الثالثة، ثم ما نحن فيه الآن من (أزمات وكوارث) منذ 1989م.
ان قمنا بتقييم احوالنا (كدولة وكاقتصاد وحالة معيشية للمواطن) سنجد ان افضلها كان أيام المستعمر حتى حكم نوفمبر الى أكتوبر 1964. بالنسبة لجيلنا هذا، كل ما جاء بعد انتهاء حكم الفريق عبود ما هو الا (كوارث وأزمات ومشاكل) على كل المستويات، فشلت كل العقليات السياسية والتكنوقراطية السودانية في التعامل معها بطريقة صحيحة وعلمية، والنتيجة هي ما نحن عليه الآن (دولة فاشلة وعلى وشك الانهيار التام)، والكل واقف يتفرج كأننا في مباراة كرة قدم أو حفل زواج لا علاقة لنا بأهله من قريب أو بعيد (جابتنا السكة ساكت).
اذن أين هو الحل؟ وما هي الفكرة العبقرية / الجديدة/ المجنونة؟
قبل ، نتحدث عن الفكرة والحل، لابد لنا من أن نعترف بأن لدينا (مشكلة عويصة) ، واننا نعيش في أزمة كبيرة جدا وأكبر من طاقاتنا ومقدراتنا ، وفي طريقنا الى مرحلة الكوارث. فالمريض يجب أن يعترف بأنه مريض حتى يستطيع الطبيب أن يعالجه.
لا زال الجيل الذي يسبقنا يقول حتى تاريخه ان الاستعمار البريطاني خرج من السودان في وقت غير مناسب prematurely، بل كان من الأفضل أن يبقى لفترة أطول حتى تكتمل صورة السودان بشكل دولة حقيقية، ويبني البنيات التحتية التي ستساعده بعد خروجهم في أن يصمد كدولة حقيقية. دليلهم على ذلك ما حدث من انفصال للجنوب، ومشاكل دار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق، واستفحال القبلية والجهوية، وعدم النضج السياسي في (كل الأحزاب) دون استثناء، والتمسك (بقشور) الديموقراطية، وعدم الايمان الحقيقي بها، وعدم المعرفة بكيفية التعامل معها وممارستها.الدليل على ذلك التشظي المخجل لكل الأحزاب، بما في ذلك الحزب الحاكم (كريت!!!)، وعدم ولاء عدد ضحم من شباب اليوم للسودان ورغبنهم الجامحة في الهجرة بلا عودة!!!!.
هل مشكلتنا تكمن في (مقدرتنا على الادارة)؟ أم في توفير (المناخ) المناسب والظروف والجو اللازم لعملية الادارة نفسها؟
في رأيي ان الجزء الثاني (المناخ والظروف والجو والبيئة) هو السبب في فشلنا في ادارة البلاد والأزمات والمشاكل والكوارث. دليلي على ذلك ان الاداريين السودانيين عندما وجدوا المناخ المناسب وبيئة العمل المعقولة في دول المهجر لادارة أي مرفق حكومي أو خاص نجحوا فيه بدرجة الامتياز وأبدعوا فيه ولا زال الكل يضرب بهم المثل في النجاح.
عليه يجب علينا توفير (المناخ المناسب) في كل موقع اعتبارا من رئاسة الجمهورية حتى أصغر محلية ولجنة حي. فقد فشلت رئاسة الجمهورية بكل هيلمانياتها وامكانياتها وسلطاتها في توفير المناخ المناسب لادارة البلاد داخل هيئة الرئاسة نفسها، ولا تسألوني عن السبب.
كما فشل (كل) الوزراء في توفير المناخ/ الجو المناسب في وزاراتهم وما بها من ادارات متعددة حتى تنجز هذه الوزارات واداراتها في ادارة شؤون الدولة على الأقل بطريقة مقبولة، وأصبحت تنتقل من فشل الى الأخر يوما بعد يوم (ادمان الفشل)، والنتيجة انهيار كل الوزارات والهيئات والمؤسسات والمشاريع والجامعات والمحلياتى والمستشفيات..الخ.
الصورة في القطاع الخاص مختلفة قليلا، وتختلف من كيان لآخر ويتوقف نجاحه على مقدرته على تطويع هذه المواقف الغريبة لمصلحتها، نتيجة قدرتها على الابداع وتطويع الظروفن بدرجات متفاوتة، وقانون البقاء للأصلح (تحت هذه الظروف)، وفناء من فشلوا في التعامل معه.
حتى نقدم فكرتنا المجنونة يجب أن نعترف اولا بالآتي:
1) اننا فشلنا في ادارة بلادنا وأن هذا سيقودنا الى ما لا يحمد عقباه.
2) من الصعب أن يتفق سودانيان على مبدأ واحد حتى وان كانا توأمين، ناهيك عن أنهما ينتميان لقبائل مختلفة او لأحزاب مختلفة وحتى داخل ذات الحزب.
3) لا يوجد سوداني واحد أعرفه يؤمن بالديموقراطية الحقيقية، وكلنا نمتلك قدر كبير من الدكتاتورية وحب الذات والاعتداد السلبي بها، ورفض الرأي الآخر مهما كانت صحته وقوة منطقه (بس كده!!).
4) غالبيتنا يخضع رأيه لأمر شيخ القبيلة أو شيخ الطريقة، او كبير العائلة، خاصة في الأمور الشخصية، وأحيانا في السياسة وادارة الدولة والقبيلة والعائلة والأسرة الصغيرة!!!
الفكرة تتمركز في الآتي:
أ) اللجؤ لبيوت خبرة عالمية لوضع دستور يرضي طموحات أهل السودان بعد أن يقوموا باجراء دراسات متعمقة عن من نحن؟ وماذا نريد؟ ومالذي يرضينا..الخ، ثم يتم الاستفتاء عليه.
ب) اللجؤ أيضا لبيوت خبرة متخصصة في الأحزاب وطرق تكوينها وكيفية وضع دساتيرها ولوائحها ..الخ مع تدريب مكثف لكوادرها في كل المجالات.
ت) الدعوة لمؤتمر جامع لوضع برنامج / خارطة طريق يتفق عليه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا..الخ مرتبط باطار زمني لفترة السنوات العشر القادمات.
ث) تكوين مجلس رئاسة من خمس شخصيات قومية تمثل الجهات الجغرافية الأربع اضافة الى الخرطوم التى أصبحت تشكل 20% من سكان البلاد، الغرض منه متابعة تنفيذ البرنامج أعلاه.
ج) الفكرة المجنونة: طرح حكومة السودان في عطاء عالمي يتقدم فيه المتنافسون ببرامج وسيناريوهات لكيفية تنفيذ البرنامج/خارطة الطريق المطروح أعلاه مرتبط باطار زمني ودراسة جدوى واضحة المعالم وشروط جزائية، و يتم توثيقها بالأمم المتحدة وشهود (الجامعة العربية والاتحاد الافريقي).
ح) يتفرغ الجيش، وبقيادة سوداني، بحماية الحدود والدستور
خ) يمكن للفائز بالعطاء أن يقوم باللجؤ الى شركات متخصصة (من الباطن) لادارة جهات بعينها مثل مشروع الجزيرة، المشاريع الزراعية الأخري، الثروة الحيوانية، وزارة الصحة، الجامعات، الخطوط الجوية، السكك الحديدية، الخطوط البحرية، السياحة، الطاقة، المياه، الري.
د) بعد انتهاء الفترة (10 سنوات) تشرف الرئاسة على انتخابات للبرلمان.
ذ) تقيم الرئاسة والبرلمان المنتخب التجربة وتحدد نسبة الانجاز، ثم يتخذ القرار باستمرار الحكم عن طريق العطاءات، أو أن يقوم البرلمان بتكوين حكومة من الحزب الفائز بأغلبية المقاعد أو حكومة ائتلافية، بذات شروط الحكومة أعلاه، وشروط جزائية وبرنامج واضح وشفاف ومتفق عليه مودع لدي مجلس الرئاسة (المجدد) والبرلمان.
نتمني ونأمل بعد مرور 20 عاما من تبني الفكرة أن تتغير الأحوال ونصبح دولة حقيقية، بل دولة يشار اليها بالبنان ونفخر بالانتماء لها.
اذن عزيزي القارئ اما ان نقبل بحالنا الحالي ومستقبلنا المظلم، أو أن نفعل ما اقترحه رئيس وزراء الدولة في مقدمة المقال ونعلن الحرب على اميريكا، أو نقبل بالفكرة المجنونة. فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أللهم نسألك اللطف (آمين).
ببروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
نشر في صحيفة التغيير
المشكلة يا سعادة البروفسير منو الممكن يقوم بتعيين هذه الشركات وفرز هذه العطاآت ؟؟؟ مش سودانيين ؟؟؟ طييب ؟؟؟؟ ( كما يعبر عادل إمام ) في النهاية حا تجيك شركات مزيفة ومضروبة ومتنيلة بستين نيلة !!!! ويستلم أخوانا المسلمن أوي أوي أوي ؟؟؟ الكومشنات والي دبي ومليزيا ويخلوا فكرتك المجنونة تجنن زيادة ؟؟؟ يعني مافيش فايدة كما قال مصطفي كامل باشا؟؟؟ ولك التجية .
نعلن الحرب علي أمريكا .
لا احد سيشتري بضاعة بائرةيا دكتور الا تطلع السودان “الفضل” في كرتلة..بتاعة زمان ديك
افتقدتك يابروف في عدة أعداد سابقة من الراكوبة حتى ذهب بي الظن لأن أكتب الى ج الجزيرة هل هناك أي غرق جديد في الترع لا قدر الله حتى أطليت علينا من نافذة فندق مومي بياوندي عاصمة الكاميرون ملوحا بورقتك تدريس علوم الحشرات بالجامعات الافريقية و مع جهلي التام بهذا العلم الضخم إلا أنني أعرف أن الله جل جلاله قد أودعها أسرارا كثيرة و خاصة المقدرات في التواصل بالمواد الكيميائية مثل الفورمونات و الحركات بالاجنحة و الاصوات المختلفة و الاضاءات و غيرها مما انتم أعلم به من غيركم و فوق كل ذي علم عليم إلا ما أعلم تمام العلم اننا كسودانيين فشلنا في ادارة المواد الربانية التي و هبنا لها الخالق و أخص الجينات تحديدا لأننا اغلقناها على القبيلة و الجهة و لم نترك لها حرية الانصهار مع غيرها لينتج لنا سودانيون غير الذين ولدوا بتاريخ 1/يناير…و لا يرزحوا تحت وطأة الصفات الظاهرة التي و صفتهم بها أعلاه و أظن أنه يمكن لعلمائنا في هذا العلم أن يبرمجوا لنا الشخصية السودانية المطلوبة لادارة الدولة في المستقبل كأ تتصف بعدم الانفعالية في التخاطب مع الغير (شخص أو دولة) و أن لا تركن الى الشعارات الجوفاء و ألا تتطلع الى القصر الجمهوري الوحيد بالدكتاتورية لأنه رضينا أن يكون قصرا جمهورياآهـ جمهوريا منيفا و حيدا يطل على النيل الازرق له المعايير الخاصة به ليختار الشخصية المهجنة لذلك الامر كما يجب في السوداني الهجين أن يكون تنافسيا كعامة شعوب العالم و لا يركن الى الاتكالية و غيرها من الصفات التي لا يتسع المجال للخوض فيها لكن أظن أنك توافقني الرأي يا بروف أن نلجأ لعلم الجينات لحل كافة مشاكلنا السودانية التي لا تشبه أي مشكل في العالم أ. هـ
امد الله في عمرك يا بروف والله مقالاتك من الذهب هذا ما تحتاجه السودان عقول نبيلة تعي قيم الانسانية النبيل اكثر يا بروف من المفالات لنتشبع معانيك النبيل
لك التحيه يا بروف. اصلا الكيزان في حاله حرب علي امريكا وزي ما قالو امريكا روسيا قد دنا عزابها
احسن يابروف نبدأ بالتدرج حبة حبة، اول حاجة نمسك ديك العدة اللعلاع دا (نكشنو بلا بصل) اقصد نخصخصو، وكلي قناعة اذا شفتو لينا اي مدير شركة مقاولات او مدير شركة مواد غذائية عالمية سوف يحسن التصرف بتدبير شئون الدولة. ويريحنا من خطب الكذاب الأشر (عمر الكضاب).
فكرتك فعلا مجنونة والمجننى اسم جدك الرابع…! بالله مش حاجة تدعو للاستغراش
أصلا بدايتنا-كدولة مستقلة- كانت غير ناضجة وبالتالى لازم يرجعونا الفرن تانى لمان ننجض، واكيد ان الدقون وأصحابها ستكون اول المتأثرين بالتنجيض.هذا يممكن ان يتم بطلب “حق الوصاية” علينا من الأمم المتحدة، ولا ابالى ان تبعونا الى الفاتيكان. مهمتك يابروف ان تعرف لينا الآلية “كيف يتم هذا ؟؟؟؟”