فساد الطوايا حكما بين النظام والاصلاحيين والمعارضين!!!!

عندما طرحت مجموعة من المثقفين الاسلامويين بقيادة البروف الطيب زين العابدين مبادرتهم لاحداث التغيير ..كان طبيعيا ان تجابه بردود الافعال المختلفة كل حسب موقعه ..سواء اكان موقعاً في النظام وحزبه الحاكم ..او في المعارضة بمختلف توجهاتها الفكرية . ويقيني ان هذه الحقيقة لم تكن بغائبة عن الموقعين علي البيان التاسيسي للحركة . وكان من الطبيعي ان يمتلك افرادها بما لهم من مؤهلات اكاديمية رفيعة دفوعهم الموضوعية التي سيجابهون بها تلك المواقف هادفين الي حشد المواقف المؤيدة لطرحهم . لكن ما خطه قلم الدكتور عبد الوهاب الافندي في سياق رده علي اتهام نافع لمجموعته بالمتآمرين المدعومين اجنبيا كان غريباً في وضع ردود الفعل من النظام والمعارضين لكليهما في سلة واحدة وصفها بفساد الطوايا.
ولئن كان موقفه من نافع والنظام الذي يمثله يسر اهل المعارضة( كونه شرخا مؤثرا في التيار الاسلاموي ). وداعما لرؤية الرافضين للتيار بمواقف مبدئية.. فان موقفه من المنتقدين لبيانهم التاسيسي من المعارضة بمختلف توجهاتها لا يبدو غريبا فقط فيما يلي توصيفه.. ولكنه لا يبشر بوضع الامور في سياقها الموضوعي من قبلهم .
فقد نعي علي المعارضين وصفهم للمجموعة بمحاولة اعادة تعبئة الانقاذ في صورة جديدة .. واستدعي موقف الراحل قرنق من انتفاضة ابريل بوصف المجلس العسكري بمايو 2 . وما حصل عليه بعد عشرين عاما من استمرار القتال
ونجد انه من الضروري توضيح الموقف الرئيسي للرفض حسب وجهة نظري الشخصية علي الاقل.. وكثيرون غيري .. لا يستند علي التخوف من اعادة انتاج الانقاذ كحكومة او نظام فقط .. ولكنه يستند علي الاختلاف مع فكرة الاسلام السياسي من اساسها كاطار يصلح للتعاطي مع اشكالات الدولة الحديثة ..لا لكونها لا تستند علي نموذج معروف للدولة في الاسلام فحسب ..بل لانها تمثل مصالح فئات اجتماعية وثقافية محددة . اثبتت تجربة الانقاذ علي صحة المخاوف من تسليم قياد الوطن اليها مرة اخري. وتلتها تجربة الاخوان المسلمين القصيرة في حكم مصر عليه فان تفسير الامر كانه مجرد فساد في الطوايا يعتبر بداية لتراشق لا يقود الي وضع الامور في سياقها الصحيح . وقد تعددت المساهمات المكتوبة مؤخرا ولكنها اتفقت علي ان الصراع في مرحلة ما بعد النظام سيكون بين دعاة الفكر الديني كخلفية للحكم ومعارضيهم ..وما رمي نافع للمجموعة باقذع ما استطاع الا دفاعا عن مصالح ليس الا.
وختاما يجب طرح السؤال الملح . لقد كانت القيادات التي قدمت في الانقاذ من المداومين علي الصلوات في المساجد واهل الصيام الجماعي وناشدي الجهاد .. بل اطلقوا عليهم نعوت مجلس الصحابة واصحاب الايدي المتوضئة والافواه المتمضمضة . فهل ما اوصلوا البلاد والعباد اليه مجرد فساد طوايا ؟ فان صح ذلك مقياسا بين الفرقاء السياسيين والمفكرين.. فعلي دولتنا السلام

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..