مقالات سياسية

أطياف …مسؤولية الجميع

لأننا شعب طيب ولطيف ومثالي لذلك تجدنا أكثر المجتمعات حفظا وإيمانا وقناعة بالعبارات الرنانة التي يطلقها البعض برتابة وعن قصد وأحيانا بدونه وقد تكون هذه العبارات غير مقنعة أحيانا إن كانت محل حديث أو محور نقاش واختلاف حتى أنها مرات تقابل بعدم القبول أو يفقد فيها المتلقي شهية الاستماع لأن للحديث الجميل والطيب أيضا مذاقا تبدأ العبارات المحفوظة عندنا نحن أهل الصحافة عندما نحاول أن نقنع أنفسنا عبثا أننا (السلطة الرابعة) فمنذ تأريخ الصحافة أتحدى أن شعر صحفي مجرد شعور أنه سلطة رابعة وأن له هيبة كضباط الشرطة مثلا أو غيرهم من أهل السلطات الثلاث الأخرى ومن العبارات المحفوظة الشرطة لها عباراتها الشهيرة في كل محفل ومؤتمر (أمن الوطن مسؤولية الجميع).

وربما ننجرف نحن أيضا وراء هذه العبارات وترديدها دون فحصها بشكل جيد فالسودانيون بطبعهم يحبون العبارات الحماسية وأحيانا كثيرة نتعامل مع بعضها دون أن نفهمها خاصة إذا كانت تحتوي على مفردة (وطن)
ولنتفق على صواب هذه العبارة وواقعيتها (أمن الوطن مسؤولية الجميع) ونعلن إيماننا بها ولكن هل (الجميع) يتفقون على حجم وشكل ونوع هذه (المسؤولية)..
فقد يأتي لك شخص موالي للحكومة مثلا ليقول إن مشكلة الوطن حلها يكمن في القضاء على المعارضة وأفكارها،
لتأتي المعارضة وتقول لك إن الحل الجذري والمخرج هو أن تغادر هذه الحكومة.
وسيأتي ثالث ليقول لك إن علتنا في الاثنين (حكومة ومعارضة).
وسيأتي من يتحدث لك عمّا تكتبه ويطالبك أن تتحدث عن (الوضع الراهن (بالمناسبة الوضع الراهن دي برضو شوفوا ليها بديل) ويلزمنا بتأجيل بعض المسائل وعدم مناقشتها في هذا (التوقيت) والظروف التي تمر فيها البلاد لمصلحة العامة والوطن ومصلحة الجميع وأن الكتابة مسؤولية ولا تعلم من هم (الجميع)- المقصودين- في العبارة ولا تعرف ما هي حدود وحجم مسؤوليتك في كلمة (مسؤولية) ستكتشف في النهاية أنها عبارات محفوظة ومستهلكة وأنها تشبه الكثير من الأغاني التي نسمعها منذ زمن كرومة وسرور لكن الأخيرة تختلف عنها معنًى ومعدنا وقيمة.
فالجميل لو كانت العبارة أن الصحافة السلطة الرابعة عشرة حتى لا نتمسك بها كثيرا ولا نتوهم قيمتها والأجمل أن يكون (أمن المواطن مسؤولية الجميع)… لأنك لن تحصل على وطن آمن دون وجود هذا المواطن الآمن آمنا في منزله في الشارع.. في رزقه.. في خياراته في تعبيره وكلماته وأفكاره في حصوله على حقوقه كاملة في قبوله ورفضه للأشياء في أحلامه.. آمنا في كل شيء ومن أي شيء.

طيف أخير:
شركاء نحن في الفرح وفي الحزن… كن عادلا.. إن قاسمتني الشعور!!.

صباح محمد الحسن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالمناسبة المواطن السودانى يفترض ان ينال
    شهادة تقديرية وجائزة نوبل من قبل (حقوق الانسان)
    لانه صبر على الجوع والمرض وحرية التعبير والصفوف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..